هل يحكم إسلام أباد.. من هو نواز شريف الذي أعلن عن فوزه بانتخابات باكستان؟

أعلن نواز شريف عن فوزه بانتخابات باكستان

هل يحكم إسلام أباد.. من هو نواز شريف الذي أعلن عن فوزه بانتخابات باكستان؟
نواز شريف

تواجه باكستان مستقبلا سياسيًا غامضًا بعد أن أعلن كل من نواز شريف وعمران خان، الرئيسان السابقان للوزراء، فوزهما في الانتخابات العامة التي شهدت تأخيرًا في إعلان النتائج وهجمات دامية من قبل المسلحين، وحسب النتائج الجزئية التي أعلنتها لجنة الانتخابات، فإن حزب شريف، حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف، حصل على أكبر عدد من المقاعد لحزب واحد في البرلمان، بينما حصل أنصار خان، الذين ترشحوا كمستقلين بعد حظر حزبه، حركة إنصاف، على أكبر عدد من المقاعد بشكل عام. 

وقال شريف في خطاب ألقاه أمام أنصاره في مدينة لاهور: إن حزبه هو الحزب الأكثر شعبية في البلاد، وأنه سيسعى لتشكيل حكومة ائتلافية مع أحزاب أخرى لإنقاذ البلاد من الأزمات التي تعاني منها. 

 ومن جهته، أعلن "خان" من داخل سجنه، حيث يقضي عقوبة بالسجن بتهمة الفساد، فوزه في الانتخابات، ودعا أنصاره للاحتفال بهذا الانتصار الديمقراطي، الذي تحقق رغم ما وصفه بالقمع والتزوير الذي تعرض له حزبه. 

وأجريت الانتخابات يوم الخميس، في ظل أجواء من العنف والتوتر السياسي، حيث قتل 28 شخصًا في هجمات نفذها مسلحون في مختلف أنحاء البلاد، وتأخرت عملية فرز الأصوات لأكثر من 24 ساعة بسبب مشاكل فنية، وحسب النتائج الجزئية، فإن حزب شريف حصل على 69 مقعدًا من أصل 265 مقعدًا في البرلمان، في حين حصل حزب الشعب الباكستاني، الذي يقوده بيلاوال بوتو زرداري، نجل الرئيسة الراحلة بينظير بوتو، على 51 مقعدًا. 

ولم يتمكن أي حزب من الحصول على أغلبية مطلقة؛ مما يعني أنه سيحتاج إلى شركاء لتشكيل الحكومة، وتوقع محللون، أن تكون المفاوضات السياسية صعبة ومعقدة، في ظل الاستقطاب الشديد بين الأحزاب والتدخل المحتمل للمؤسسة العسكرية، التي تلعب دورًا كبيرًا في الشأن الباكستاني. ويواجه الحزب الفائز تحديات كبيرة في مجالات الأمن والاقتصاد والعلاقات الخارجية، في بلاد تعاني من الفقر والفساد والتطرف. 

*من هو نواز شريف؟* 

نواز شريف هو سياسي وصناعي باكستاني، وهو مؤسس وزعيم حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف، وهو أحد أكبر الأحزاب السياسية في البلاد. 

وشغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات، في الفترات من 1990 إلى 1993، ومن 1997 إلى 1999، ومن 2013 إلى 2017.  

ويعتبر من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ باكستان، وله دور كبير في تطوير البرنامج النووي الباكستاني وتحسين العلاقات مع الهند والصين والدول الإسلامية.
  
ولد شريف في عام 1949 في لاهور، في عائلة ثرية تملك مجموعة صناعية كبيرة تعمل في مجال الحديد والصلب. ودخل الحياة السياسية في الثمانينيات، عندما تولى منصب وزير المالية ثم رئيس وزراء إقليم بنجاب، بدعم من الحاكم العسكري ضياء الحق. 

وفي عام 1990، أصبح رئيس الوزراء للمرة الأولى، لكنه أقيل من قبل الرئيس غلام إسحاق خان بسبب اتهامات بالفساد والاستبداد. وعاد إلى السلطة في عام 1997، بعد فوز حزبه بأغلبية ساحقة في الانتخابات، وأمر بإجراء تجارب نووية ردا على تجارب الهند المماثلة. 

ولكنه تعرض لانقلاب عسكري من قبل الجنرال برويز مشرف في عام 1999، وحُكم عليه بالسجن لمدة 14 عامًا بتهمة الخيانة والفساد والإرهاب، وبعد توقيع اتفاق مع مشرف، غادر شريف البلاد وعاش في المنفى في السعودية وبريطانيا لسنوات.
 
وعاد إلى باكستان في عام 2007، بعد أن أعلنت المحكمة العليا بطلان حكم الانقلاب. وقاد حزبه في الانتخابات العامة عام 2008، وحصل على المركز الثاني بعد حزب الشعب الباكستاني، الذي ترأسه أسيف علي زرداري، زوج بينظير بوتو.  

وفي عام 2013، فاز شريف بالانتخابات مرة أخرى، وأصبح رئيس الوزراء للمرة الثالثة، وسعى إلى تحسين العلاقات مع الهند وأفغانستان والولايات المتحدة، ومواجهة الأزمة الاقتصادية والأمنية في البلاد. ولكنه عُزل من منصبه في عام 2017، بعد أن كشفت وثائق بنما عن امتلاك عائلته لعقارات فاخرة في الخارج عبر شركات وهمية. وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في عام 2018، بتهمة الفساد وغسل الأموال.  

وسُمح له بالسفر إلى لندن في عام 2019، لتلقي العلاج الطبي، لكنه رفض العودة إلى البلاد، مدعيا أنه ضحية لمؤامرة من قبل الجيش والمحكمة لإزاحته من السلطة وتمكين عمران خان، الذي أصبح رئيس الوزراء بعد الانتخابات التي وصفها شريف بأنها مزورة.  

ويعيش شريف حاليا في لندن، ويواصل قيادة حزبه من المنفى، وينتقد الحكومة الحالية والمؤسسة العسكرية. ويعتبر شريف من أغنى السياسيين في باكستان، ويملك ثروة تقدر بمئات الملايين من الدولارات.