مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، هناك قلق متزايد بشأن الكيفية التي قد يؤدي بها الوضع إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض في غزة، حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوفيات الناجمة عن الأمراض وانهيار البنية التحتية الصحية في غزة قد تكون أكبر من تلك الناجمة عن القنابل والصواريخ، وفقًا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأميركية. 
 
الأمراض تطارد سكان غزة 

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس: "في نهاية المطاف، سنرى عددًا أكبر من الأشخاص يموتون بسبب الأمراض أكثر مما نراه حتى من القصف إذا لم نتمكن من إعادة تجميع هذا النظام الصحي وتوفير أساسيات الحياة وهي الغذاء والماء والأدوية وبالطبع الوقود لتشغيل المستشفيات". 

وأوضحت الشبكة الأميركية، أن هذه الآثار غير المباشرة تنجم بشكل رئيسي عن تدمير البنية التحتية المدنية التي توفر الغذاء والماء والمأوى والرعاية الصحية، فضلاً عن النزوح القسري. 

وتابعت أن الآثار الصحية غير المباشرة تشكل حالات أمراض الجهاز الهضمي المعدية مثل الكوليرا، ويرجع ذلك أساسًا إلى انخفاض إمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، واضطرابات الجهاز التنفسي المعدية مثل الحصبة والسل وكورونا، والتي ترجع جزئيًا إلى ظروف المعيشة المزدحمة، كما يمكن أن يساهم الحد من خدمات الصحة العامة، مثل التحصينات وإجراءات مكافحة تفشي الأمراض، فضلاً عن زيادة سوء التغذية، في حدوث الأمراض المعدية وشدتها. 

وأَضافت أن هناك تفاقما لمرض السكري وأمراض القلب والرئة المزمنة أثناء الحرب بسبب انخفاض الرعاية الطبية وقلة فرص الحصول على الأدوية الأساسية، وترتفع معدلات وفيات الأمهات والأطفال بسبب انخفاض الخدمات الوقائية والرعاية الطبية، فالحرب لها آثار عميقة على الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والانتحار. 
 
خطر متزايد ومميت 

وقالت ريبيكا كاتز، الأستاذة ومديرة مركز علوم الصحة العالمية والأمن بجامعة جورج تاون: إن الصراع يمكن أن يسبب المزيد من الوفيات الناجمة عن الأمراض أو غيرها من الآثار الصحية غير المباشرة مقارنة بالإصابات المرتبطة بالصدمات. 

وتابعت: "الأمراض المعدية والتحديات الصحية الأخرى تشكل دائمًا مصدر قلق في مناطق النزاع، فالصراع يؤثر على الوصول العام إلى الرعاية والأدوية، لذلك قد يكون من الصعب على الناس العثور على رعاية للحالات التي قد يكون من الممكن علاجها". 

وأضافت: "إذا كنت تفكر في الأمراض غير السارية، فغالبًا ما تتعطل الرعاية أثناء النزاع، لذلك قد ترى زيادات في عدد الأشخاص الذين لا يحصلون على الرعاية لأمراض مثل السرطان أو الفشل الكلوي، أو قد يواجه الأشخاص تحديات في الوصول إلى أدوية المداومة لعلاج حالات مثل ارتفاع ضغط الدم إن تجربة الصراع تؤثر سلباً على الصحة العقلية". 

واستطردت قائلة: "إذا أثر الصراع على الوصول إلى المياه الصالحة للشرب، فقد تكون هناك تحديات تتعلق بالأمراض المنقولة بالمياه، إذا كان من الصعب الحفاظ على الصرف الصحي، فإن السكان معرضون لخطر الإصابة بأمراض أخرى متعددة مرتبطة بالتحديات المتعلقة بمياه الشرب المأمونة وأنظمة مياه الصرف الصحي الفعالة." 

ومنذ مطلع شهر نوفمبر الماضي، حذر مسؤولو منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر انتشار الأمراض في غزة بسبب تعطل الخدمات الصحية وأنظمة المياه والصرف الصحي.