تطورات هدنة غزة.. حماس تفاجئ الوسطاء ومصر تقود جولة حاسمة من المفاوضات

حماس تفاجئ الوسطاء ومصر تقود جولة حاسمة من المفاوضات

تطورات هدنة غزة.. حماس تفاجئ الوسطاء ومصر تقود جولة حاسمة من المفاوضات
صورة أرشيفية

فاجئت حماس المفاوضين في مصر وقطر بموافقتها على المقترح المصري للهدنة، واستمرار موقفها بعد العدوان الإسرائيلي على رفح واحتلالها شرق المدينة، لتعلن إسرائيل عن إرسال وفدٍ تفاوضي لها إلى مصر خلال الساعات المقبلة، لاستئناف جولة المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار.

 ومن المتوقع عقد اجتماعات إضافية - خلال الأيام القليلة المقبلة - في كل من مصر وقطر، حيث التقى مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، الذي يرأس فريق التفاوض الأمريكي، يوم الاثنين، مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. 
 
مقترح الهدنة 

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد قال مسؤول مطلع على المفاوضات: إن المقترح يتكون من 3 مراحل، تتضمن المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 رهينة من النساء والأطفال وكبار السن، مع إطلاق سراح ثلاثة كل ثلاثة أيام مقابل إطلاق سراح عشرات السجناء الفلسطينيين، وفي اليوم الرابع والثلاثين، تقدم حماس لإسرائيل قائمة بجميع الرهائن المتبقين. 

وأضافت، أنه في الوقت نفسه، سيتم السماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم، وستنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان داخل غزة، وستكون هناك زيادة في المساعدات الإنسانية، حيث تتوقف جميع الرحلات الجوية العسكرية والاستطلاعية لمدة 8 ساعات في اليوم، و10 ساعات في أيام إطلاق سراح المحتجزين. 

وقال مسؤول عربي رفيع المستوى: إن المرحلتين الثانية والثالثة لم يتم توضيحهما بشكل محدد في الاتفاق المكتوب، وهما جوهر الخلاف الواضح بين حماس وإسرائيل، وفي المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإضافيين والسجناء المتفق عليهم بمجرد اتخاذ الترتيبات اللازمة لعودة "الهدوء المستدام" إلى غزة. 
 
تفسيرات مختلفة 

وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأنه لدى الجانبين تفسيرات مختلفة لهذه العبارة - التي اقترحها الوسطاء لأول مرة في أواخر شهر فبراير في محاولة لسد فجوة تبدو منذ فترة طويلة غير قابلة للتسوية بين مطلب حماس بأن توافق إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإصرار إسرائيل على أن أي وقف لإطلاق النار في غزة سيستمر، وسيكون وقف إطلاق النار مؤقتًا، مما يسمح لها بالقضاء على ما تقول إنها آخر كتائب الجماعة المسلحة داخل رفح. 

وخلال المرحلة الثالثة، وفقًا للاتفاق المقترح، سيقوم الجانبان بتبادل جثث القتلى والبدء في خطة إعادة إعمار غزة لمدة خمس سنوات، وتوافق حماس على عدم بناء أي منشآت عسكرية أو استيراد مواد تستخدم لأغراض عسكرية، ولا يتناول الاتفاق مطالب إسرائيل بتدمير قدرات حماس العسكرية، والقضاء على قادتها، وألا تلعب الحركة أي دور في حكم غزة بعد الحرب. 

وطوال المفاوضات التي استمرت أشهر، ركزت الولايات المتحدة على المرحلة الأولية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، على أمل أن تقنع فترة من الهدوء المقاتلين بعدم العودة إلى ساحة المعركة، وتم إدراج الولايات المتحدة وقطر ومصر على أنهم "ضامنون" للصفقة، بمجرد الاتفاق عليها، على الرغم من أنها لا توضح ما سيترتب على ذلك. 
 
مفاجئة حماس للوسطاء 

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن إعلان حماس بموافقتها على الهدنة فاجئ الوسطاء، بعد أن اعتقد الجميع أن المفاوضات على شفا الانهيار خصوصًا مع هجوم حماس على معبر كرم أبو سالم، وقرار إسرائيل بإخلاء شرق مدينة رفح. 

وكان أمر الإخلاء واسع النطاق هو الأول للمدنيين على طول الحدود مع مصر، وأشار وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت إلى أن إسرائيل تمضي قدمًا في خططها للتقدم إلى المدينة المكتظة بالسكان، على الرغم من اعتراضات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والتحذيرات واسعة النطاق من أن الهجوم العسكري من شأنه أن يعجل بأزمة إنسانية.
 
وقال الاتحاد الأوروبي: إن أوامر إسرائيل بإجلاء المدنيين في رفح تنذر بالأسوأ ومزيد من الحرب والمجاعة.