رغم خطورة الرحلة.. النساء يغادرن أفغانستان هرباً من طالبان

تغادر النساء أفغانستان هرباً من طالبان

رغم خطورة الرحلة.. النساء يغادرن أفغانستان هرباً من طالبان
صورة أرشيفية

سلطت صحيفة "ذا دبولميت" الضوء على تزايد مغادرة النساء لأفغانستان بشكل كبير منذ استيلاء طالبان، رغم صعوبة وخطورة الرحلة إلى الخارج. 

وأضافت الصحيفة أنه منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس عام 2021، قامت بفرض مزيد من القيود تدريجياً على المرأة الأفغانية مثل التنقل والوجود في الأماكن العامة، والوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والحق في العمل، وأصبحت المرأة الأفغانية والأسر التي تعيلها أنثى، تجد من المستحيل الوصول إلى الدعم الاجتماعي أو حتى إعالة أنفسهم نتيجة لذلك.

أشارت الصحيفة إلى أن هذا الواقع الجديد حدث جراء تزايد الخوف من الاضطهاد تحت حكم طالبان، وتزايد انعدام الأمن الغذائي، وتفاقم مستويات الفقر في البلاد، وتأثير ديناميات الهجرة لبعض الوقت، لا سيما من حيث حركة المرأة، وكانت الردود على هذا التحول تتطلب إجراءات مناسبة ومركزة على مخاطر محددة للمرأة، ليس فقط في أفغانستان بل في العبور عند الوصول إلى البلد المضيف.

وأوضحت الصحيفة أنه منذ استيلاء طالبان على السلطة بدأت حملة من القيود ضد المرأة الأفغانية، فقد أعلنت الحركة المتشددة عن أنه لا  يمكنها السفر إلا بوجود أفراد العائلة الذكور، وكانت هذه الخطوة الأولى في سلسلة من الإجراءات التي تستهدف حقوق المرأة، وسرعان ما توسعت لتشمل القيود المفروضة على الوصول إلى الرعاية الصحية وسبل كسب العيش والتعليم. خلال الأشهر التي تلت طالبان إلى أجل غير مسمى وحظر الأفغانية الفتيات من المدارس الثانوية، وأطلقت الموظفات في كابول حكومة المدينة، ومنعت المرأة الأفغانية من الصعود المحلية أو الرحلات الدولية إلا برفقة أحد أفراد العائلة الذكور. 

وبحلول يناير 2023، كانت المرأة ممنوعة من دراسة الصحافة والزراعة والطب البيطري والهندسة والاقتصاد، وممنوعة من الوصول إلى الصالات الرياضية والحدائق العامة، كما حظرت طالبان  المرأة الأفغانية من العمل بالمنظمات الدولية والمحلية والمنظمات غير الحكومية (المنظمات غير الحكومية).

وأكدت الصحيفة أن هذه القيود سيكون لها عواقب طويلة المدى، فالفتيات اللاتي منعن من المدرسة الثانوية لن يتأهلن للحصول على التعليم العالي وسوف يواجهن المزيد من العقبات الأساسية للوصول إلى الفرص في المستقبل. 

فالمرأة في السابق تعيش الآن دون مصدر دخل، في بلد 97 في المئة من السكان معرضون بالفعل لخطر الفقر، وفي كثير من الحالات تكون هذه المرأة هي مصدر الدخل الأساسي أو الوحيد في أسرهم.

بالإضافة إلى ذلك، منذ استيلاء طالبان في 2021 ، ذكرت وكالة الاتحاد الأوروبي للحصول على اللجوء للأمم المتحدة أن الأسر المعيشية التي ترأسها النساء في أفغانستان هي في خطر متزايد من انعدام الأمن الغذائي.

وأردفت الصحيفة أن المرأة الأفغانية التي تعتمد على المساعدات من المنظمات مثل الطرود الغذائية والملابس، وتجهيزات المطابخ والمستلزمات، والأموال النقدية. 

وقالت الصحيفة إن المرأة الأفغانية في أشد الحاجة إلى المساعدة، وإن الشعب الأفغاني لن يواجه إلا مزيدا من التفرقة على أساس نوع الجنس، ودفع ذلك أكثر من أي وقت مضى أعدادا أكبر من النساء الأفغانيات وأسرهم إلى مزيد من البؤس.

تغيير ديناميات الهجرة الأفغانية

في حين أن أسباب مغادرة النساء لأفغانستان كثيرة تصاعدت فرص القيام بذلك بأمان وقانونية هي شبه غائبة.

وأردفت الصحيفة أن فرص وصول المرأة إلى السفر الجوي محدودة للغاية، كما أنهم ممنوعات من السفر إلا برفقة أحد أفراد العائلة الذكور، وفي بعض الحالات التي تنجح فيها المرأة الأفغانية في الحصول على تأشيرة فإنها تواجه حواجز إضافية، مثل أن تكون غير قادرة على تحمل تكاليف باهظة لرسوم التأشيرة.

مخاطر الرحلة 

وكشفت إحدى النساء اللاتي فررن  أن التكاليف مرتفعة للنساء مقارنة بالرجال في الطريق، وتواجه  المرأة تقييد الوصول إلى الدخل، وتحتاج النساء  إلى دفع أعلى رشاوى عبر الحدود؛ وتواجه المرأة الأفغانية الابتزاز والتحرش والسرقة والعنف الجنسي والعنف الجسدي.