الأزمات تلاحق النظام التركي بسبب كورونا.. وحزبه يستولي على اللقاحات

يتجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معاناة شعبه في مواجهة كورونا ويحتكر اعضاء حزبه اللقاحات

الأزمات تلاحق النظام التركي بسبب كورونا.. وحزبه يستولي على اللقاحات
صورة أرشيفية

شهدت تركيا، الأسبوع الماضي، حالة من الفوضى بعد تسارع المواطنين الأتراك إلى مراكز التسوق، لشراء السلع الأساسية لتخزينها وتسارع البعض على شراء المشروبات الكحولية

إغلاق كامل


دخول تركيا في أول إغلاق كامل بسبب وباء فيروس كورونا، بعد زيادة حادة في أعداد الإصابات والوفيات، أشبه بجرس إنذار يثير الكثير من المخاوف لدى مواطني البلاد، وهو ما ظهر في مجموعات تطبيق الواتساب، وتساؤلات حول الحياة في الأيام المقبلة. 


جاءت أعداد الإصابات والوفيات الخاصة بالوباء في تركيا صادمة، لتفند ما حاولت الحكومة التركية الترويج له خلال الأشهر الماضية، على أنها تجربة ناجحة في مكافحة وباء كورونا.


وبمرور عام، لم تعد أكاذيب حكومة رجب طيب أردوغان قادرة على إخفاء حقيقة ما تتعرض له تركيا من أثر الوباء، ولم تعد أرقام الوفيات والإصابات بسبب كورونا قابلة لغض الطرف عنها.


الإصابات تقترب من حاجز الـ6 آلاف حالة


وأعلنت وزارة الصحة التركية، أمس الاثنين، عن تسجيلها 5626 إصابة جديدة، إضافة إلى 74 وفاة جديدة بفيروس كورونا المسبب لعدوى "كوفيد-19"، في ارتفاع لكلا المؤشرين مقارنة مع بيانات الأحد؛ ما يؤكد أن تعداد الإصابات والوفيات مستمر في الارتفاع. 


وأفادت وزارة الصحة التركية بارتفاع العدد العام للإصابات المسجلة بعدوى فيروس كورونا المستجد حيث وصل إجمالي الحالات إلى مستوى 5336073، وبلغ إجمالي عدد ضحايا الجائحة في تركيا 48795 وفاة.


وبهذا، جاءت تركيا في المرتبة الـ5 عالميًا من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا والـ19 من حيث عدد الوفيات.

ارتفاع مفاجئ في الإصابات


الغريب أن السلطات التركية لا تزال فخورة بالوضع الكارثي، معتبرة أن الوباء لا يزال تحت السيطرة، بزعم وجود رعاية صحية في البلاد، إلا أن الارتفاع المفاجئ والصارخ في عدد الحالات أثار قلق الأتراك ومنظمة الصحة العالمية، وكان سببًا كافيًا لتفنيد أكاذيب أنقرة.


في أعقاب فترة ثانية من القيود التي دخلت حيز التنفيذ في نوفمبر من العام الماضي، انخفض عدد حالات الإصابة اليومية بالفيروس، إلا أن إصرار السلطات التركية على إنهاء القيود المفروضة لمواجهة الوباء سريعًا فى مارس الماضي، تسببت في ارتفاع الإصابات وتزايد انتشار الوباء من جديد.


واضطرت الحكومة لإعادة فرض القيود مجددًا في بداية يونيو الماضي، لكن ذلك الإجراء لم يكن كافياً للحد من انتشار العدوى.


وبلغ معدل انتشار العدوى ذروته في أبريل الماضي، حيث كانت هناك أكثر من 60 ألف حالة إصابة جديدة يومياً وأكثر من 300 حالة وفاة.


وساهمت الحكومة التركية في زيادة انتشار الوباء، عندما أهمل الرئيس أردوغان الوضع الداخلي وكرس الجهود الداخلية لخدمة خططه السياسية على حساب صحة المواطنين، حيث نظم حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤتمرات حاشدة في مارس الماضي، بينما تم حظر العديد من التجمعات الاجتماعية والاحتجاجات العامة.


وأكد الخبراء أن مؤتمرات أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، أسهمت في زيادة انتشار السلالات الجديدة من الوباء القابلة للانتشار، وخاصة سلالة "كنت" البريطانية، و"دلتا" الهندية.


وفي أبريل الماضي، اضطر الرئيس التركي أردوغان لإعلان الإغلاق الكامل من جديد وحتى يوم 17 مايو. 


وأصبح الأتراك تحت طائلة قيود أكثر قسوة، تضطر الناس إلى البقاء في المنازل، باستثناء الخروج لتسوق الضروريات والعلاج الطبي العاجل.


وجاء من بين هذه القيود، ضرورة موافقة رسمية للسفر بين المدن، وإغلاق المدارس وفرض قيود صارمة على القدرة الاستيعابية لمستخدمي وسائل النقل العام، وتقييد مبيعات المشروبات الكحولية.

تراجع 70% في قطاع السياحة في ظل كورونا


وتأثر قطاع السياحة التركي، أهم مصدر لدخل المواطنين، بسبب الجائحة، فشهدت تركيا في العام الماضي انخفاضا بنسبة 70% في عدد الزوار الأجانب، وتأمل صناعة السياحة أن يساعد الإغلاق في إعادة الفتح في الوقت المناسب لموسم السياحة في الصيف.


وأربك تراجع الطلب على السياحة في تركيا حسابات الحكومة والعاملين بالقطاع، وبينما يعتبر وباء كورونا سببا رئيسيا لانخفاض عدد السياح، تلعب السياسة الخارجية لتركيا دورًا آخر في هذه القضية.


وفي تجاهل لانتشار كورونا وخطورة السلالات الجديدة، أعلن أردوغان إعفاء السياح القادمين من الخارج من قيود كورونا، في محاولة لجلب عملة تساعده في تغطية أعباء مشروعاته الاستعمارية في الخارج. 


وأوقفت العديد من الدول سياحتها إلى تركيا، لاسيما روسيا على خلفية التقارب التركي الأوكراني، كما بدأت بريطانيا وفرنسا بإخضاع المسافرين الوافدين من تركيا لحجر صحي إلزامي؛ الأمر الذي ينعكس سلبا على قرارات السياح في الذهاب إلى تركيا.


وبينما تصدر تلك الدول قضية تفشي كورونا في تركيا كسبب لإجراءاتها إلا أنه لا يمكن التغافل عن التوترات السياسية.


أعضاء العدالة والتنمية يسيطرون على اللقاحات


ونددت التقارير التركية باتباع المحاباة والمجاملة في توزيع اللقاحات؛ إذ كشف البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، مراد أمير، أن لقاح فيروس كورونا المستجد وصل تركيا منذ فترة طويلة، وأن بعض قيادات الحزب الحاكم يهيمن عليه غير أن حزب العدالة والتنمية رفض الادعاءات، وجاءت تصريحات أردوغان لتؤكد هذه التصريحات.


كما أكد البرلماني المعارض، أن الرئيس تلقى جرعة في موعد سابق لما تم الإعلان عنه أمام عدسات الكاميرات.


واعتبر أمير أن إعلان أردوغان حصوله على ثلاث جرعات من اللقاح خلال بث مباشر على التلفزيون التركي يؤكد صحة تصريحات حزب الشعب الجمهوري بشأن سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على اللقاحات.


وأشار أمير إلى وفاة الآلاف من المواطنين والمئات من الطواقم الطبية حتى اليوم بسبب فيروس كورونا المستجد، متهما حزب العدالة والتنمية الحاكم بارتكاب جريمة بحق الصحة العامة بعدما اضطر تركيا إلى دفع ثمن باهظ بسبب فشله وجشعه.