تعاون عسكري أوثق بين طهران وموسكو وبكين.. ما تداعيات ذلك؟

تعاون عسكري أوثق بين طهران وموسكو وبكين

تعاون عسكري أوثق بين طهران وموسكو وبكين.. ما تداعيات ذلك؟
صورة أرشيفية

صراع ما بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي حاليًا يشعل العالم، وقد يبدو للجميع أن ما يحدث هو "الحرب العالمية الثالثة"، ولكنها حربًا باردة في ظل رفض عالمي لما قد يضع العالم في أزمات اقتصادية أكبر مما عليه من تضخم. 

وحاليًا يسعى المعسكر الشرقي "إيران وروسيا والصين"، إلى التعاون العسكري وذلك يضع الولايات المتحدة الأمريكية والناتو في تخوف واضح من قدرة المجموعة على التعاون العسكري فيما بينهم في ظل الصراع الحالي، خاصة وأن روسيا مؤخرًا دخلت في معركة أوكرانيا والصين في معركة فيتنام وإيران تشعل منطقة الشرق الأوسط بهجمات متعددة عن طريق مليشيات على رأسها حزب الله والحوثيين وكذلك الضربة المباشرة الأخيرة لإسرائيل مما يهدد أمنها، وهي الحليف الأكبر للولايات المتحدة.
  
تعاون عسكري أوثق  

ومؤخرًا وعقب الضربة المباشرة، اتفق وزيرا الدفاع الصيني والإيراني على تعاون عسكري أوثق على هامش اجتماع لمنظمة شنغهاي للتعاون الذي يقام في كازاخستان، بينما أكدت موسكو استعدادها لتوسيع التعاون العسكري مع طهران، وذلك يهدد بشكل واضح الجانب الغربي.

وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني: هناك حاجة لتحسين التعاون والتقارب على الجانبين لحل المشكلات الأمنية الإقليمية والدولية، تصريحاته جاءت عقب محادثات مع وزير الدفاع الصيني دونج جون في العاصمة الكازاخستانية أستانا. 

وأصبحت الصين المستهلك الرئيسي للنفط الإيراني وشريكًا اقتصاديًا مهمًا، ووقَّع البلدان اتفاقية تعاون مدتها 25 سنة في 2021، لتكون شريكًا هامًا لإيران في ظل العقوبات الأمريكية الكبرى على إيران.

طهران وزيادة النفوذ داخل المعسكر الشرقي  

ومؤخرًا انضمت طهران إلى منظمة شنغهاي للتعاون العام الماضي، وفي مطلع العام انضمت إلى منظمة بريكس وأعضائها الأساسيين وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. 

وأيضًا يقول وزير الدفاع سيرجي شويغو قوله لنظيره الإيراني محمد رضا أشتیاني خلال اجتماع: إن روسيا مستعدة لتوسيع التعاون العسكري والفني مع إيران، شويغو قال: إن الاتصالات بين الإدارات العسكرية في البلدين زادت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، خاصة وأن هناك اتهامات لإيران بتزويد روسيا بالمسيرات في مواجهة أوكرانيا.

وعززت موسكو وطهران تحالفهما بتوقيع تفاهم أمني، في ختام مباحثات أجراها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان، ونظيره الروسي نيكولاي باتروشيف على هامش مؤتمر أمني في سان بطرسبرغ. 

ويقول الباحث السياسي طارق فهمي: إن التفاهم الأمني بين روسيا والصين وإيران يضع العالم أمام تخوفات من زيادة النفوذ الشرقي في مواجهة الولايات المتحدة تحديدًا، والتي قامت بدعم إسرائيل وأوكرانيا وفيتنام عبر الكونجرس الأمريكي، وبالتالي كان سريعًا الرد عبر حلقة جديدة لحلقات تعزيز التحالف الروسي الإيراني في المجالات المختلفة، فضلًا عن تركيز الطرفين على خلال الاجتماع إيلاء الاهتمام الأكبر للقضايا المتعلقة بتطوير التعاون العملي الروسي الإيراني في مجال الأمن، وانضم لهم الصين.

وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن إيران هي المستفيد الأكبر حاليًا من التعاون مع الصين وروسيا، وأن هناك عقوبات أمريكية قادمة على إيران في ظل ما يحدث، وسيكون هناك ضغوطًا من اللوبي اليهودي على الإدارة الأمريكية لتحجيم ما تقوم به إيران، خاصة وأن الضربة المباشرة كانت بمثابة فتح أبواب الحرب بين البلدين ورسالة إلى إسرائيل مفادها أن الوصل لكم سهلًا.  

ويرى الخبير في الشأن الإيراني، هاني سليمان إن في طهران، كان هناك توعد كبير لإسرائيل والولايات المتحدة وبشكل مباشر، وقد توعد خطيب جمعة طهران أحمد خاتمي، إسرائيل وأعوانها بصفعة جديدة، وكانت واضحة بإنها التعاون مع الصين وروسيا لزيادة نفوذ إيران أمام الولايات المتحدة وإسرائيل. 

وأضاف سيلمان - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن في الداخل الإيراني هناك حرص من المسؤولين المقربين من المرشد الإيراني علي خامنئي على إطلاق تصريحات بشأن الرد الأقوى من إيران في حال كررت إسرائيل هجماتها، وكذلك تصريحات من جانب معسكر إسرائيل والولايات المتحدة بالرد، وأيضًا قيام الكونجرس بدعم إسرائيل؛ مما يضع التعاون بمثابة تحذير محدود لعدم توسيع الصراع.