باستدعاء من بايدن.. السر وراء زيارة أمير قطر إلى أميركا

استدعي الرئيس الأمريكي جو بايدن أمير قطر تميم بن حمد آل ثان بسبب انتهاكات حقوق الإنسان

باستدعاء من بايدن.. السر وراء زيارة أمير قطر إلى أميركا
الرئيس الأمريكي جو بايدن وأمير قطر

رغم ما تحاول وسائل الإعلام القطرية تداوله بشأن زيارة أمير البلاد تميم بن حمد آل ثاني، لأميركا، إلا أن ذلك الأمر يحمل بين طياته الكثير من الأزمات للدوحة.

زيارة تميم لأميركا

ووصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة عمل للولايات المتحدة، يرافقه وفد رسمي، بعد أن غادر الدوحة، مساء السبت، وفقا لما أعلنه الديوان الأميري.

وأوضح الديوان أن الأمير سيجري مباحثات مع الرئيس الأميركي جو بايدن، تتناول سبل دعم علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

بينما أفاد البيت الأبيض بأن بايدن سيبحث مع أمير قطر خلال زيارته لواشنطن في 31 يناير، "مجموعة من القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك"، بما فيها "ضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية"، وذلك في الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية عن بدائل لإمدادات الغاز الروسي وسط التوترات حول أوكرانيا.

الأسباب الحقيقية للزيارة

ومع تلك الزيارة المثيرة للجدل، كشفت مصادر أن بايدن استدعى تميم، لزيارته بالبيت الأبيض، بعد تصدر أميركا قائمة مصدري الغاز الطبيعي المسال، للدفع بقطر في الصراع مع روسيا، في ظل بحث أوروبا عن بدائل لإمدادات الغاز الروسي.

وأضافت المصادر: أن الرئيس الأميركي أيضا سيواجه الأمير القطري بملف حقوق الإنسان المتدهور في البلاد والمطالب العديدة بمحاكمة تميم، خاصة لاهتمام بايدن بذلك الملف ومع قرب انطلاق مباريات كأس العالم التي يتصدرها الحديث عن أزمة انتهاكات حقوق العمال.

وتابعت: إن تميم يهدف محاولة إرضاء بايدن وتقديم تنازلات عديدة لأجله ولتخفيف الضغط عليه، ومحاولة لفك تجميد حجز البنوك الأميركية على الأموال الأفغانية لصالح حكومة طالبان.

كما يتصدر الملف اليمني أيضا، الملفات بالبيت الأبيض بين أميركا وقطر؛ إذ أشارت المصادر أن بايدن يسعى لإنجاح ورقته بشأن حل الأزمة اليمنية، لذلك سيضغط على تميم للتوقف عن تمويل ميليشيات الحوثي وعرقلة الدعم الإيراني، في ظل تزايد الغضب العالمي ضد الميليشيات بعد استهدافها سيادة السعودية والإمارات.

أهداف إعلامية معلنة

فيما تداولت تقارير إعلامية أن زيارة تميم تهدف إلى تقوية العلاقات مع واشنطن، التي تعززت منذ أن استضافت الدوحة محادثات أفضت إلى اتفاق 2020 لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ولعبت دورا محوريا في جهود الإجلاء في أثناء الانسحاب الأميركي، كذلك أصبحت قطر الممثل الدبلوماسي للولايات المتحدة في أفغانستان بعد استيلاء حركة "طالبان" على الحكم هناك.

وكذلك ينتظر أن يبحث الأمير خلال الزيارة "صفقة الطائرات بدون طيار" التي كانت قطر قد تقدمت بشرائها في وقت سابق، ولم يجرِ البت في الطلب القطري، ورجحت صحيفة "وول ستريت جورنال" في أكتوبر الماضي أن تكون هذه المسألة واحدة من أولويات أجندة الزيارة.

كما من المتوقع أن يبحث الشيخ تميم وبايدن جهود إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، التي تربطها بالدوحة علاقات، فضلا عن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن. 
وزار وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الخميس، العاصمة الإيرانية، حيث التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

ملف حقوق الإنسان المروع

وتزامنا مع الزيارة، نشرت صحيفة "نيوزويك" الأميركية، تقريرا يتضمن مطالبة الرئيس الأميركي جو بايدن بضرورة مواجهة الحاكم القطري الشيخ تميم بن حمد، حول الانتهاكات الفادحة لحقوق الإنسان في قطر.

وأضافت الصحيفة: أنه من الملاحظ أن أهم بند من بنود جدول الأعمال غائب عن الزيارة، وهو: "مواجهة الأمير بشأن السجل المروع لنظام قطر في مجال حقوق الإنسان"، مشيرة إلى أن هذا "غير مقبول على الإطلاق، فقد وثقت منظمات حقوق الإنسان على نطاق واسع سجل قطر الطويل من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، ولا يمكن لرئيس أميركي تجاهلها ببساطة من أجل خدمة أجندته الخاصة بالسياسة الخارجية (مهما كانت تلك الأجندة)".

وقالت الصحيفة: إنه عندما يستضيف الرئيس بايدن الأمير في البيت الأبيض، عليه أن يطالب النظام القطري باتخاذ تدابير ملموسة بالفعل لتغيير القوانين القمعية التي تقيد حرية الصحافة وحقوق المرأة والإنهاء الفوري لانتهاكات العمال المهاجرين. 

كما شددت على ضرورة أن يكون هذا شرطًا مسبقًا لأي مناقشة حول المساعدات الاقتصادية أو العسكرية لتعزيز أهداف الإدارة في المنطقة (المشكوك فيها)، مؤكدًا أنه من الإنصاف أن نستنتج أنه بعد سنوات من التحذيرات الفارغة، خلص النظام القطري إلى أن عدم احترام التزاماته المتعلقة بحقوق الإنسان يأتي بلا عقوبة على الإطلاق.