بعد تمرير قرار وقف حرب غزة.. لماذا تخلت الولايات المتحدة عن إسرائيل في مجلس الأمن؟

تخلت الولايات المتحدة عن إسرائيل في مجلس الأمن

بعد تمرير قرار وقف حرب غزة.. لماذا تخلت الولايات المتحدة عن إسرائيل في مجلس الأمن؟
صورة أرشيفية

كشفت جلسة مجلس الأمن مساء أمس الإثنين، عن تصاعد التوتر والخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل عندما وقفت واشنطن جانبًا وسمحت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية. 
 
توتر العلاقات 

وقال مسؤولان إسرائيليان: إن القرار الأمريكي بالامتناع عن التصويت دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إلغاء رحلة كان من المقرر أن يقوم بها اثنان من كبار مستشاريه إلى الولايات المتحدة. 

وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن الولايات المتحدة قد استخدمت في السابق حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مماثلة تدعو إلى وقف إطلاق النار، ولكن تطور موقفها الأسبوع الماضي عندما طرحت يوم الجمعة قرارًا لوقف إطلاق النار مرتبطا بالإفراج عن الرهائن، وسقط هذا القرار عندما اعترضت عليه روسيا والصين وسمح امتناع الولايات المتحدة عن التصويت مساء أمس الاثنين بتمرير القرار الأخير، عندما صوت الأعضاء الـ14 الآخرين في المجلس المؤلف من 15 عضوًا بنعم. 
 
القرار الأمريكي 

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: إنه على الرغم من أن القرار الأخير يتضمن تعديلات طلبتها الولايات المتحدة، إلا أن واشنطن لم تتمكن من التصويت بنعم لأنها "لم توافق على كل شيء". 

وتابعت: “كان من الممكن أن يتم وقف إطلاق النار قبل أشهر تقريبًا لو كانت حماس مستعدة لإطلاق سراح الرهائن”، داعية الدول الأعضاء ومجلس الأمن إلى مطالبة حماس “بقبول الصفقة المطروحة على الطاولة”. 

وأضافت: "أي وقف لإطلاق النار يجب أن يأتي مع إطلاق سراح جميع الرهائن". 

ويطالب القرار، الذي تقدم به الأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن، بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن و"الحاجة الملحة لتوسيع تدفق" المساعدات إلى غزة. 
 
ترحيب فلسطيني 

وتوافق إسرائيل على الاقتراح الأمريكي بشأن صفقة الأسرى والرهائن، لكن حماس تقول إن بعض القضايا لا تزال دون حل. 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن الفشل في تنفيذ القرار سيكون "أمرًا لا يغتفر". 

وتابع عبر تدوينة على منصة x: "لقد وافق مجلس الأمن للتو على قرار طال انتظاره بشأن غزة، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ويجب تنفيذ هذا القرار، لأن الفشل سيكون أمرًا لا يغتفر". 

ورحبت كل من حماس والسلطة الفلسطينية بالقرار، في حين انتقد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان مجلس الأمن لتمريره إجراء يدعو إلى وقف إطلاق النار “دون اشتراطه بإطلاق سراح الرهائن”. 

وقال في الأمم المتحدة: “إن ذلك يقوض الجهود المبذولة لضمان إطلاق سراحهم”. 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس: إن بلاده لن تلتزم بالقرار. 

وقال كاتس: “دولة إسرائيل لن توقف إطلاق النار، سندمر حماس وسنواصل القتال حتى يعود آخر الرهائن إلى الوطن”. 
 
قرار أمريكي 

وأكدت الشبكة الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اختارت الامتناع عن التصويت بدلاً من استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما تمكنت من العمل على تغيير أجزاء معينة من نص القرار، وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة. 

وقال مصدر آخر مطلع على الأمر: إن الولايات المتحدة خططت لاستخدام حق النقض، لكن كانت هناك جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى حل وسط يجعلهم في وضع يسمح لهم بالامتناع عن التصويت. 

وأكد المسؤول أن النص طالب في البداية بوقف دائم لإطلاق النار ولم يذكر المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، وتمكنت الولايات المتحدة من الضغط من أجل تغيير النص بحيث يشير إلى وقف دائم لإطلاق النار ويتضمن لغة حول الجهود الجارية لإطلاق سراح الرهائن. 

وقال المسؤول، إنه لهذه الأسباب، اعتقدت الولايات المتحدة أن القرار يتوافق مع السياسة الأمريكية، وهو رأي ردده وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. 

وكان بلينكن قد قال في وقت سابق: "نظرًا لأن النص النهائي لا يحتوي على لغة أساسية نعتبرها ضرورية، ولا سيما إدانة حماس، فلا يمكننا أن نؤيده، هذا الفشل في إدانة حماس يصعب فهمه بشكل خاص بعد أيام من مشاهدة العالم مرة أخرى للأعمال المروعة التي ترتكبها حماس". 
 
توترات أمريكية إسرائيلية 

وأكدت الشبكة، أن تصويت الأمم المتحدة مساء أمس الاثنين، جاء مع تصاعد التوترات بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية الوشيكة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وتطالب الولايات المتحدة إسرائيل بتوضيح كيف ستحمي 1.4 مليون فلسطيني يلتمسون اللجوء هناك قبل التوغل المتوقع، والذي قالت الولايات المتحدة إنه “سيكون خطأ”.