بعد التوغُّل البري.. هل تستعدّ إسرائيل لغزو غزة قريبًا؟

تستعدّ إسرائيل لغزو غزة قريبًا

بعد التوغُّل البري.. هل تستعدّ إسرائيل لغزو غزة قريبًا؟
صورة أرشيفية

قال الجيش الإسرائيلي: إن القوات مدعومة بالدبابات، هاجمت أهدافا تابعة لحركة حماس في غارة برية قصيرة في قطاع غزة، وقالت إن العملية كانت "استعدادا للمراحل القتالية التالية" وإن "الجنود خرجوا منذ ذلك الحين من المنطقة وعادوا إلى الأراضي الإسرائيلية". 

ووصف تقرير للإذاعة المحلية الإسرائيلية الغارة بأنها توغل بري كبير نسبيا، مما يشير إلى أنها كانت أكبر غزوة منذ أن بدأت إسرائيل بحشد قواتها خارج المنطقة قبل غزو واسع النطاق مخطط له. 
 
توغُّلات برية إسرائيلية 

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإنه منذ اندلاع الأزمة في 7 أكتوبر، قامت القوات الإسرائيلية بعدة توغلات للتحقيق في مواقع حماس وجمع معلومات عن الرهائن، وواصلت إسرائيل ضرباتها على غزة استعدادا للغزو البري الذي هددت به منذ فترة طويلة. 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الدعم الأميركي للدفاع عن إسرائيل صارم لكنه انتقد معاملة المستوطنين الإسرائيليين للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. 

وفي حديثه في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، قال الرئيس الأميركي: "ما زلت أشعر بالقلق إزاء مهاجمة المستوطنين المتطرفين للفلسطينيين في الضفة الغربية… صب البنزين على النار هو ما يشبه الأمر". 

وتابع: "إنهم يهاجمون الفلسطينيين في الأماكن التي يحق لهم (أي للفلسطينيين) التواجد فيها، ويجب أن يتوقف ذلك الآن"، واتهم بايدن حماس "بالاختباء وراء" المدنيين الفلسطينيين في غزة، لكنه قال إن إسرائيل يجب أن تلتزم "بقوانين الحرب". 

وتقصف إسرائيل غزة منذ 7 أكتوبر عندما تدفق مسلحو حماس عبر الحدود، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 222 آخرين، وعلى الجانب الآخر، قُتل أكثر من 6500 فلسطيني في غزة، وفقا لوزارة الصحة، وهناك مخاوف من أن يرتفع عدد القتلى أكثر إذا مضت إسرائيل قدما في الغزو البري. 


 
تشكيكات أميركية 

وأوضحت الصحيفة أنه مع ذلك، شكك بايدن في أرقام الضحايا المدنيين التي قدمها الفلسطينيون، قائلاً: "ليس لدي أي فكرة أن الفلسطينيين يقولون الحقيقة حول عدد القتلى، أنا متأكد من أن أبرياء قُتلوا، وهذا ثمن شن الحرب"، لكن ليس لدي ثقة في العدد الذي يستخدمه الفلسطينيون". 

وتابعت أنه مع حشد عشرات الآلاف من القوات على حدود غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل "تمطر نار جهنم" وإن الهجوم البري يجري الإعداد له. 

وأضاف: "لا أستطيع أن أقول متى أو كيف أو كم، ولا كل العناصر التي نأخذها في الاعتبار، والتي لا يعرف معظمها الجمهور". 

وذكرت وسائل إعلام أميركية أن بايدن يضغط على نتنياهو لتأجيل الغزو البري بينما لا تزال حماس تحتجز رهائن، لكن بايدن نفى يوم الأربعاء مثل هذه التقارير. 

وقال بايدن: "ما أشرت إليه هو أنه إذا كان من الممكن إخراج هؤلاء الأشخاص بأمان، فهذا ما يجب عليهم فعله، إنه قرارهم … لكنني لم أطالب به". 
 
تحذيرات أممية 

وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد حذرت وكالة الأمم المتحدة الرئيسية العاملة في القطاع هذا الأسبوع من أن جهود الإغاثة التي تقوم بها في غزة ستضطر إلى التوقف ما لم تصل إمدادات الوقود إلى المنطقة المحاصرة. 

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن المستشفيات والمخابز ومضخات المياه قد تتوقف أيضًا عن العمل، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تتفاقم كل ساعة.  

وتابعت: "نحن بحاجة إلى إيجاد حل لمسألة الوقود – وإلا فإن عمليات المساعدة التي نقدمها ستتوقف." 

وفي وقت لاحق يوم الأربعاء، فشلت القوى العالمية في الأمم المتحدة في تأمين خطط لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة، بينما دعا قرار أميركي بـ"هدنة إنسانية" للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر، دون الدعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار، وقد اعترضت عليه روسيا والصين التي طالبت بوقف كامل لإطلاق النار. 

وقد تم التصويت على الاقتراح الروسي الذي يسعى إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري ودائم ومحترم بالكامل" من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مع امتناع تسع دول أخرى، بما في ذلك فرنسا واليابان، عن التصويت. 
 
طريق مسدود 

وأوضحت الصحيفة أنه مع وصول مجلس الأمن إلى طريق مسدود من المقرر أن تناقش الجمعية العامة للأمم المتحدة الحرب يومَي الخميس والجمعة، حيث شدد بايدن في تصريحاته يوم الأربعاء على أن جميع الأطراف بحاجة إلى التفكير في كيفية المضي قدما في المنطقة بمجرد حل أزمة غزة، قائلاً: "يستحق الإسرائيليون والفلسطينيون العيش جنباً إلى جنب في أمان وكرامة وسلام".