بعد تسليم حزب الله أحد المتهمين.. هل تُنقذ الميليشيا نفسها من جريمة مقتل جندي حفظ السلام؟

سلم حزب الله أحد المتهمين في جريمة مقتل جندي حفظ السلام

بعد تسليم حزب الله أحد المتهمين.. هل تُنقذ الميليشيا نفسها من جريمة مقتل جندي حفظ السلام؟
مقتل جندي حفظ السلام

أفادت الأنباء بأن جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران سلمت رجلاً يشتبه في أنه قتل جندياً أيرلندياً من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث قُتل الجندي شون روني البالغ من العمر 23 عامًا، وأصيب ثلاثة آخرون في وقت سابق من هذا الشهر عندما تعرضت مركبتهم التابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لهجوم بالقرب من قرية العقبية في جنوب البلاد، معقل التنظيم المدعوم من إيران، ويرى مراقبون أن حزب الله يسعى لتحسين صورته أمام العالم.

تحقيقات قضائية

صحيفة "التليجراف" البريطانية، أكدت أن اليونيفيل تعمل كعازل بين لبنان وإسرائيل وتعمل بالقرب من الحدود، حيث كشفت مصادر قضائية أن التحقيقات أظهرت أن بيتي روني توفي برصاصة في الرأس عندما اخترقت سبع مقذوفات السيارة التي كان يستقلها هو وزملاؤه يوم 14 ديسمبر، وأصيب الضحايا الآخرون عندما اصطدمت السيارة بعمود وانقلبت، مساء الأحد، وأكد مسؤول أمني أن أحد المشتبه بهم الرئيسيين محتجز، وقال المسؤول "اعتقلت قوات الأمن مطلق النار الرئيسي بعد أن سلمه حزب الله قبل ساعات"، ولم يتضح ما إذا كان الشخص المعتقل عضوا في الجماعة.

وتابعت أن المسؤول قال: إن حزب الله يتعاون في التحقيق الذي تقوده المخابرات العسكرية اللبنانية، مضيفا أن "التحقيقات الأولية شارفت على الاكتمال"، وفي وقت سابق من الأسبوع، قالت مصادر لوكالة "فرانس برس": إن المحققين اللبنانيين حددوا المشتبه بهم في الهجوم، مضيفة أن هناك "اثنين على الأقل" من إطلاق النار، وقال المصدر القضائي: إن سيارة تقل مسلحين تتبعت مركبة اليونيفيل، مستشهدا بالنتائج الأولية ووصف الهجوم بأنه "مع سبق الإصرار".

تورط حزب الله

ونفى حزب الله مرارًا تورطه في الحادث، ووصف مديره الأمني وفيق صفا القتل بأنه "غير مقصود"، وقال شهود إن قرويين في منطقة العقبية اعترضوا طريق سيارة بي تي روني بعد أن سلكت طريقا على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط لا تستخدمه عادة اليونيفيل، وقالت القوة إن بلدة العقبية تقع خارج منطقة عمليات اليونيفيل، وعلى مر السنين، كان هناك عدد من الحوادث بين أنصار حزب الله وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لكنها نادرا ما تصاعدت، وحثت اليونيفيل بيروت على ضمان إجراء تحقيق سريع في أول وفاة عنيفة لواحد من قوات حفظ السلام التابعة لها منذ ما يقرب من ثماني سنوات.

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن القوة تشكلت عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية بعد اجتياحها لبنان انتقاما من هجوم فلسطيني، وانسحبت إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 لكنها خاضت حربًا مدمرة عام 2006 مع حزب الله وحلفائه، ولا يزال لبنان وإسرائيل من الناحية الفنية في حالة حرب، ولكن الميليشيات اللبنانية المدعومة من إيران تسعى لتحسين صورتها أمام العالم بعد تزايد الاتهامات لها بارتكاب جرائم ضد قوات حفظ السلام.