بعد بيان أنقرة.. ما دلالات زيارة الوفد التركي إلى مصر؟

تسعي تركيا إلي عودة العلاقات الدبلوماسية مع مصر بعد معاناة أردوغان من العزلة

بعد بيان أنقرة.. ما دلالات زيارة الوفد التركي إلى مصر؟
صورة أرشيفية

إشارات ورسائل تركية جديدة تكشف محاولاتها المستمرة للتقارب من مصر، والتي جاءت على لسان وزير التجارة التركي محمد موش، في بيان صحفي له، قبيل الزيارة المرتقبة للوفد التركي الشهر الجاري إلى القاهرة.

ولطالما حرصت تركيا على إقامة علاقات اقتصادية وثيقة مع مصر، التي أصبحت واحدة من أكثر الدول استقرارا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لقدرتها على استخدام إمكاناتها الجغرافية وشراكاتها الاقتصادية.

مساعي تركية لإنعاش علاقاتها مع مصر


قال "موش": إن بلاده تريد تحسين علاقاتها الاقتصادية مع مصر، بالتزامن مع المساعي التركية لإصلاح العلاقات الدبلوماسية بينهما، مشيرًا إلى أن جهود التطبيع لن تكون بمفردها قادرة على إنعاش العلاقات الاقتصادية في وقت قصير.

21.9 حجم الصادرات التركية لمصر خلال الـ6 سنوات الماضية


وأضاف وزير التجارة التركي: أن حجم الصادرات التركية إلى مصر بلغ 21.9 مليار دولار بين عامي 2014 - 2020، رغم التوتر السياسي بين البلدين؛ لذلك سيعمل المسؤولون على اتخاذ خطوات مهمة لزيادة التجارة الثنائية والاستثمارات.

وتعكف أنقرة على تحسين العلاقات مع مصر ودول عربية خليجية، بعد قطيعة استمرت لأكثر من 8 أعوام، بسبب احتضانها لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، والتدخل في الشؤون الداخلية المصرية ودول الجوار.

الجدير بالذكر أن مصر اليوم واحدة من أكثر الاقتصادات أهمية في المنطقة، حيث يمر عبرها طرق التجارة الإستراتيجية بالشرق الأوسط، فضلًا عن الفرص التي تحتويها البلاد في مجالات استثمارات الطاقة والسياحة.

أهمية خاصة للزيارة التركية لمصر


ومن جانبه، قال مصطفى صلاح المحلل السياسي المتخصص في الشأن التركي: تتوج زيارة الوفد التركي للقاهرة بأهمية كبيرة، كونها تأتي بعد سلسلة ممتدة من التصريحات الإيجابية وبعض السياسات التي تم إعلانها حول إمكانية التقارب التركي مع مصر.

وأضاف "صلاح"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الزيارة تحمل العديد من الدلالات، أبرزها أن التدرج في التصريحات التركية تجاه مصر، حمل الكثير من الرسائل الإيجابية حول جنوح تركيا نحو تسوية الأزمات مع مصر.

وتابع المحلل السياسي المتخصص في الشأن التركي: إن طبيعة الوفد التركي المحتمل زيارته إلى مصر لا يمتلك من الصلاحيات التي تخوله مناقشة الموضوعات الحيوية في مسار العلاقات مع مصر، موضحًا أن دور الوفد سيكون أولى حول إمكانية التوصل لتفاهمات مشتركة أو مجموعة من المبادئ الحاكمة لهذه المفاوضات.

تركيا ستوافق على كافة الشروط المصرية


وبدوره، قال محمد ربيع الخبير المتخصص في الشؤون التركية: إن زيارة الوفد التركي للقاهرة تأتي بالعديد من الدوافع التي تجعلها حريصة على إقامة علاقات جديدة مع مصر، وبالتالي من المتوقع موافقة النظام التركي على كافة الشروط المصرية لإتمام المصالحة.

الزيارة التركية لمصر تكشف الوجه الحقيقي لأردوغان
وأضاف "ربيع"، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الزيارة التركية للقاهرة ستكون محل اهتمام دولي وإقليمي؛ نظرًا لأهمية مصر ودورها في مواجهة الخطر التركي في المنطقة والعالم، بل والكشف عن الوجه الحقيقي للنظام التركي.

وتابع الخبير المتخصص في الشؤون التركية، أن الملفات المطروحة على جدول الزيارة المرتقبة تضيف أهمية خاصة لها، حيث إنها من المقرر التطرق إلى ملف المرتزقة المدعومين من تركيا في ليبيا، وضرورة إخراجهم من البلاد.