عراك صاخب بالبرلمان.. نواب ينتفضون ضد انتهاك وفد تركي لسيادة ليبيا

شهد البرلمان الليبي عراكا بين النواب بسبب تركيا

عراك صاخب بالبرلمان.. نواب ينتفضون ضد انتهاك وفد تركي  لسيادة ليبيا
صورة أرشيفية

اضطر رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، اليوم الاثنين، لتعليق جلسة المجلس الخاصة بمناقشة الموازنة، وذلك بعد مشادات كلامية حادة نشبت بين النواب، وتطورت للعراك بالأيدي، احتجاجًا من بعض النواب على زيارة الوفد التركي الأخيرة والذي ترأسه وزير الداخلية التركي  خلوصي آكار لطرابلس بدون إعلام  السلطات الليبية مسبقا بالزيارة.

زيارة استفزازية


وجاءت زيارة "آكار" لطرابلس  كسابقة دبلوماسية مشينة ومثيرة للجدل؛ إذ حددها الجانب التركي بشكل منفرد في تجاهل واستخفاف واضح بالحكومة الليبية الموحدة، ما أثار موجة غضب واسعة بين الليبيين الرافضين لمحاولات تركيا التدخل في شؤون بلادهم  بكافة صوره. 


وفي استفزاز واضح للشعب الليبي، عمد الوفد التركي إلى تحديد أجندة الاجتماعات الرسمية مع الحكومة الليبية من جانب واحد، ودون مراجعة الجانب الليبي، ما تسبب في اشتعال أزمة حادة بين رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وعدد من الوزراء من ناحية، وبين المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية من ناحية أخرى.

تراشق داخل البرلمان الليبي


وتداول نشطاء  ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم، مقاطع فيديو من داخل الجلسة، حيث ظهر خلالها النائب مصباح دومة، قائلًا: «إذا كان معانا أتراك في القاعة يصبوا (يوقفون) هذي قاعة ليبيين، نحن جاهدنا ضد الأتراك منذ عام 1825».


ومن هنا اشتعلت الجلسة، وتحولت إلى عراك بالأيدي بسبب نواب موالين لتركيا داخل القاعة، في مواجهة الرفض السياسي والشعبي لمحاولات إعادة إنتاج الاحتلال الليبي، وتطورت  الأمور إلى تشابك بالأيدي؛ ما اضطر المستشار عقيلة صالح لرفع الجلسة. 

بوادر الأزمة


وظهرت بوادر الأزمة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل وصولها إلى البرلمان، حيث أعرب الكثير من الليبيين الناشطين عن غضبهم ورفضهم للممارسات التركية على أرض ليبيا، وغياب رد الفعل الحكومي من حكومة الوحدة الوطنية إزاء هذا التعدي التركي على السيادة الليبية. 


وفى سخرية من الموقف وزيارة خلوصي إلى ليبيا، علق الناشط الليبي محمد بوشقمة، قائلاً: "تركي يستقبله أتراك في قواعد عسكرية فوق أراضي ليبية دون علم القائد الأعلى ووزير الدفاع!!"


أين السيادة؟!


وتساءل الأكاديمي والمحلل الليبي الدكتور جبريل العبيدي، عبر صفحته على فيسبوك، أين السيادة؟ في إشارة إلى صورة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار وتجوله في المناطق الليبية. 


كما تساءل العبيدي، هل يعلم المنفي أو الدبيبة أو حتى اللافي بوجود وزير الدفاع والاستخبارات التركية في معيتيقة؟ منددًا بحكم الضعفاء التابعين.


وفي هذا السياق أشار العبيدي إلى موقف الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، والذي منع فريق كرة إيطالي دون تأشيرة، وأوقفه لساعات، رغم الوساطات.

وقال الأكاديمي الليبي مستنكرًا: "وزير الدفاع والمخابرات التركي في معيتيقة والمنفي والدبيبة لا يعلمون!".


آكار: حفتر مشكلتنا 


في كلمته على أرض ليبيا، قال خلوصي آكار، وزير الدفاع التركي، إن مشكلتهم تكمن في المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، وأنصاره، متوعدًا بمواصلة دعم الليبيين، الغرب الليبي فى المواجهة مع الشرق الليبي، متجاهلاً بذلك المحاولات الدولية والأممية لوقف نزيف الدم على أرض ليبيا. 


ويترقب الشارع الليبي والقوى السياسية والعسكرية الفاعلة رد فعل السلطات الليبية تجاه هذه التجاوزات غير المسبوقة من الجانب التركي.


وفي تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، عقب الدكتور جبريل العبيدي، على ما شهده البرلمان الليبي بقوله: العراك والتلاسن نشاهده حتى في البرلمانات الأوروبية، ولكن من أجل سيادة أوطانها، ولكن أن يدافع بعض النواب الليبيين عن وجود الاحتلال  التركي في ليبيا، وخاصة زيارة الغطرسة والاستفزاز التي قام بها وزير حرب أردوغان، خلوصي آكار، فهذا هو الأمر العجاب! 
واعتبر الأكاديمي الليبي، أن زيارة خلوصي آكار تندرج تحت سقف إثبات حالة الاحتلال للغرب الليبي والهيمنة التركية، خاصة وأن الأتراك يستخدمون ليبيا قاعدة انطلاق لهم.


ولا يعتقد العبيدي أن ما حدث بمجلس النواب اليوم يمكن أن يحرك راكدًا، قائلا إنه للأسف أصبح النواب جزءًا من الأزمة وليس الحل؛ إذ إن أغلبهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية وليس مصلحة الوطن.