لغز جيولوجي جديد: شقوق غامضة تظهر في الغرب الليبي فهل تهدد بحدوث زلازل.. خبراء يجيبون

لغز جيولوجي جديد: شقوق غامضة تظهر في الغرب الليبي فهل تهدد بحدوث زلازل

لغز جيولوجي جديد: شقوق غامضة تظهر في الغرب الليبي فهل تهدد بحدوث زلازل.. خبراء يجيبون
صورة أرشيفية

تجددت الظواهر الجيولوجية المثيرة للقلق في ليبيا مع ظهور شقوق أرضية جديدة في المنطقة الغربية؛ مما أثار مخاوف من احتمالية وقوع زلازل، خاصة أن الشقوق تمتد لأطوال تصل إلى 800 متر وتخترق الأرض بأعماق تتراوح بين متر واحد إلى ثلاثة أمتار، تُعد ظاهرة مثيرة للانتباه.

*ظهور تصدعات جديدة*

في تحول ملحوظ يعكس التقلبات الجيولوجية المستمرة في ليبيا، تم الإبلاغ عن ظهور شقوق أرضية جديدة في منطقة بئر عجاج "قطيس"، والتي تقع على بُعد حوالي 70 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة طرابلس.

هذه الشقوق، التي تمتد لأطوال تصل إلى 800 متر وتخترق الأرض بأعماق تتراوح بين متر واحد إلى ثلاثة أمتار، تُعد ظاهرة مثيرة للانتباه وتثير تساؤلات حول العوامل الكامنة وراء تكوينها.

وفقًا للمعلومات الأولية التي قدمها جهاز الشرطة الزراعية، يُعتقد أن السيول القوية التي شهدتها المنطقة مؤخرًا قد تكون السبب وراء هذه التصدعات الأرضية.

يُشار إلى أن السيول يمكن أن تؤدي إلى تآكل التربة وتحرك الطبقات السطحية؛ مما ينتج عنه تشققات واسعة وعميقة، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الغطاء النباتي الكافي الذي يعمل كحاجز طبيعي ضد الانجراف.

لمواجهة هذا التحدي والحد من تأثيراته، أوصى الجهاز بزراعة أنواع معينة من الأشجار التي تتميز بجذورها العميقة والقوية، مثل أشجار السرول والصنوبر.

هذه الأشجار لها القدرة على تثبيت التربة وتقليل خطر الانجراف، كما أنها تساهم في تحسين البيئة وتعزيز التنوع البيولوجي. الجذور العميقة لهذه الأشجار تعمل كشبكة دعم تحت الأرض، تحافظ على تماسك التربة وتقلل من احتمالية تشكل شقوق جديدة في المستقبل.

يُعد هذا الاقتراح جزءًا من استراتيجية أوسع لإدارة الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة في ليبيا، وهو يعكس الحاجة إلى تدخلات بيئية مدروسة للتعامل مع التحديات الجيولوجية والمناخية التي تواجهها البلاد. ومع ذلك، يظل البحث جاريًا لفهم كامل الأسباب وراء هذه الظاهرة وتحديد الإجراءات الأكثر فعالية للتخفيف من آثارها والوقاية منها.

*التقارير المنتظرة*

على الرغم من التحقيقات المستفيضة والمتابعة الدقيقة من قبل الجهات المعنية في ليبيا، بما في ذلك إدارة الإصحاح البيئي ووزارة البيئة، لا تزال الأسباب الجوهرية وراء ظاهرة الشقوق الأرضية التي ظهرت مؤخرًا تحيط بها الأسرار. الجهود المبذولة لفهم هذه الظاهرة تشمل جمع البيانات الميدانية، تحليل العينات، ورصد التغيرات الجيولوجية على مدى الزمن، ولكن حتى هذه اللحظة، لم يتم الإعلان عن نتائج حاسمة أو تقديم تقرير رسمي يلقي الضوء على العوامل العلمية المسببة لهذه الشقوق.

التحدي الذي يواجه العلماء والمتخصصين هو تعقيدات الظواهر الجيولوجية التي تتطلب تحليلات متعددة الأبعاد ومقاربات متقاطعة للتوصل إلى فهم شامل. يتطلب الأمر استخدام تقنيات متقدمة مثل الرصد الجيوفيزيائي، الاستشعار عن بُعد، والمسح الجيولوجي لتحديد ما إذا كانت هذه الشقوق نتيجة لعوامل طبيعية مثل السيول والتآكل، أو أنها مؤشرات على نشاط تكتوني أعمق قد يشير إلى احتمالية وقوع زلازل.

يُعد الغموض الحالي دافعًا للمزيد من البحث والدراسة، وهناك حاجة ماسة لتعاون دولي وإقليمي لتبادل الخبرات والمعلومات التي قد تساهم في توضيح الصورة. في الوقت نفسه، يُنصح السكان المحليين والسلطات باتخاذ إجراءات احترازية والاستعداد لأي سيناريوهات محتملة، مع الأخذ في الاعتبار أن الطبيعة غالبًا ما تحمل مفاجآت غير متوقعة.

المخاوف من الزلازل

المخاوف التي أثيرت في ليبيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب العام الماضي وأسفر عن وفاة الآلاف، تُظهر مدى القلق الذي يمكن أن تُحدثه الكوارث الطبيعية. الشهادات التي تحدثت عن ظهور حفر ضخمة في المغرب والتي تُعزى إلى حركة الصفائح التكتونية، تُعيد إلى الأذهان الأهمية القصوى للرصد الجيولوجي والاستعداد لمثل هذه الأحداث.

في ليبيا، يُعتبر "صدع العزيزية"، الذي يمتد لنحو 300 كيلومتر في المنطقة الغربية، مصدرًا للقلق بالنظر إلى أنه يُمكن أن يكون مؤشرًا على نشاط تكتوني قد يؤدي إلى زلازل. الصدع، الذي يُعد من الخصائص الجيولوجية البارزة في البلاد، يُشير إلى وجود فوالق في القشرة الأرضية يُمكن أن تُحدث تحركات مفاجئة وقوية.

الربط بين الشقوق الأرضية الغامضة التي ظهرت في ليبيا وبين الأحداث الزلزالية الكبرى في دول أخرى يُعد تذكيرًا بأن الأحداث الجيولوجية لا تعترف بالحدود الجغرافية وأن الاستعداد لها يجب أن يكون جزءًا من التخطيط الوطني.

يُعد الرصد المستمر للنشاط التكتوني والتعاون الدولي في مجال البحوث الجيولوجية والزلزالية أمرًا حيويًا لتقديم تحذيرات مبكرة وتقليل الأضرار المحتملة من الزلازل المستقبلية. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن التنبؤ بالزلازل يظل تحديًا كبيرًا نظرًا للطبيعة المعقدة وغير المتوقعة للحركات.