8 ملايين نازح جراء استمرار الحرب.. السودان إلى أين؟

8 ملايين نازح جراء استمرار الحرب في السودان

8 ملايين نازح جراء استمرار الحرب.. السودان إلى أين؟
صورة أرشيفية

منذ منتصف إبريل في العام الماضي اشتعلت الحرب في السودان ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان، وهو ما استدعى دماراً في السودان ووصلت البلاد إلى حالة لا يرثى لها من طلقات نيران اخترقت المنازل وجعلت مواطني السودان تحت أزمات مستمرة في الحرب.  
  
ومؤخرًا بات مواطنو السودان يبحثون عن الملاذ الآمن عبر النزوح من المدن في اتجاه الدول المجاورة في رحلة شاقة، ولا يستطيع أغلب المواطنين القيام بها، السودان حالياً وصل إلى مراحل الخطر الدائم نتيجة لعدم الانصياع إلى طاولة الهدنة، حيث فشلت العديد من الهدن وأبرزها مفاوضات جدة التي كانت برعاية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.  
  
8 ملايين نازح من تداعيات الحرب   

ومؤخراً أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي - في بيان -، أن المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان أدت إلى نزوح "حوالي ثمانية ملايين" شخص، وذلك خلال زيارة له إلى أثيوبيا، منذ 15 أبريل 2023.   

حيث أدت الحرب في السودان بين قوات الجيش والدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص - بحسب "مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها"-،  وهي منظمة غير حكومية يستند إلى حصيلتها مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا".  

وقال غراندي: إن "النزاع الوحشي في السودان" أدى إلى نزوح "حوالي 8 ملايين" شخص، ودعا إلى "دعم عاجل لتلبية احتياجاتهم".  
 
قصص مؤلمة من رحم معاناة الحرب
  
وأضاف "غراندي": سمعت قصصًا مؤلمة عن فقدان عائلة وأصدقاء ومنازل وسبل العيش، لكن وسط هذا اليأس، لمست أيضًا تصميم اللاجئين على المضي قدما إذا قدمنا لهم "الدعم والفرص"، وفي 21 ديسمبر، قدر متحدث باسم الأمم المتحدة أن النزاع يشكل "أكبر أزمة نزوح في العالم".  

ويؤكد المتواجدون بالسودان، أن الحياة عبارة عن تدمير كلي تقريبا للبنية التحتية، الخاصة منها والعامة، في بعض المناطق، بما فيها المدارس والمستشفيات ودور العبادة وحتى مخازن المساعدات الإنسانية، ثم هناك نهب وسرقة وتدمير العديد من المنازل الخاصة وحرق بعض القرى بأكملها.   

وهناك حوادث مفزعة حول العنف الجنسي والاغتصاب الذي يستهدف النساء والفتيات، هناك اعتداءات على الأطفال بما في ذلك إدماجهم في صفوف العساكر، هناك حالات من التعذيب والاختفاء القسري والسجن غير المبرر.  

ويقول الباحث السياسي محمد إلياس: إن المعارك الشرسة المتواصلة في السودان تدفع السودانيين إلى الفرار نحو الهدوء والأمن، وبعيداً عن طلقات الحرب بين القوى المتنازعة، والعالم حالياً يرى أن هناك ما يقرب من 8 ملايين شخصاً تحت معاناة كبرى ما بين نقص الغذاء ونقص الخدمات الصحية.   

وأضاف إلياس - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"-، أن خلال ما يقرب من 8 أشهر هناك 8 ملايين شخص اضطروا للنزوح، وهذا معدله مليون شخص شهرياً، وهي معاناة رهيبة، حيث أودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة أكثر من 9000 شخص، وأدت إلى نزوح أكثر 8 ملايين شخصًا إلى المجهول.