حقوقيون: الحكومية القطرية تَتَخلَّى عن العُمّال وتتركهم فريسة سهلة لـ"كورونا"

حقوقيون: الحكومية القطرية تَتَخلَّى عن العُمّال وتتركهم فريسة سهلة لـ
صورة أرشيفية

يعاني العمال الأجانب في قطر من أزمات متعددة، بين انتهاكات جسيمة وعدم حصولهم على الأجور، وتفشي الأوبئة والأمراض، والتي آخِرها فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19"، حيث وصفتهم المنظمات الحقوقية بـ"المعذبون في الأرض".
  
تنديدات دولية


وقبل أيام، طالب ائتلاف حقوقي يضم 16 منظمة غير حكومية، بالإضافة لكل من "العفو الدولية" و"هيومان رايتس ووتش"، و"ميغرنتس رايتس" وهيئات حقوقية دولية أخرى، السلطات القطرية بضرورة حماية حقوق العمال الأجانب بالبلاد وحمايتهم من التمييز، في ظل انتشار فيروس كورونا.


 ووجهوا رسالة إلى رئيس الوزراء القطري ووزير الداخلية، خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، تتضمن مطالبة الحكومة بالدوحة بأهمية اتخاذ إجراءات لأجل مراعاة حقوق العُمّال الأجانب، وحذرت من مغبة التمييز ضدهم.


كما طالبوا قطر بأهمية استفادة كافة العمال الأجانب، بمن فيهم المخالفون، من الكشف عن فيروس كورونا والعلاج الطبي، في حال الإصابة، مشيرة إلى الذين لا يستطيعون العمل في الدوحة، بسبب الإصابة أو من جراء إجراءات الحجر الصحي، فينبغي أن يستمروا في الحصول على أجورهم.


ودعت السلطات القطرية إلى الحرص على ضمان عدم الإقصاء أو التمييز ضد العمال الأجانب خلال هذه الفترة التي تشهد انتشارا لفيروس "كورونا"، حيث إنه من الضروري ضمان استفادة هؤلاء العمال من الإجراءات الوقائية والصحية المطلوبة لوضعهم الهش.


وأوضحت أنه بينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم، كونها مزدحمة للغاية وتفتقر إلى المياه الكافية والصرف الصحي وهو ما يعني أن العمال سيكونون حتما أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس. 
  
معسكرات للموت


فيما وثقت منظمة العفو الدولية تلك المعاناة الأخيرة للعمال في قطر، حيث أصيب منهم المئات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، بسبب الظروف التي يعيشون فيها في المنطقة الصناعية بالدوحة.


وأضافت المنظمة أنه بعد إغلاق أجزاء من المنطقة الصناعية في الدوحة، لتسجيل مئات الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، بات الأمر أقرب بأن تلك التجمعات هي معسكرات للموت فيها.


وطالبت قطر بعدم التمييز في الرعاية الصحية للمصابين بكورونا، خاصة للعاملين حيث إنهم لا يتلقون أي رعاية صحية حتى الآن، مضيفة أنه بينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم.
   
جريمة قتل علنية


ومن ناحيتها، أبدت الحقوقية "داليا زيادة"، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، اعتراضها الشديد على تخاذُل الجهات الدولية في اتخاذ مواقف قوية مع قطر التي تقتل العمال بشكل علني من خلال وضعهم في تلك المنطقة الصناعية دون أي معايير صحية ما يسمح بتفشي المرض بينهم.


كما انتقدت "زيادة" ما وصفته بتخاذل الفيفا في اتخاذ قرار صارم بسحب مونديال 2020 من قطر لانتهاكها حقوق العمال في مشروعات البنية التحتية لمنشآت كأس العالم، وهو ما اعتبرته موقفا سلبيا يظهر أن الاتحاد الدولى لكرة القدم لا يكترث لحقوق الإنسان، مثلما يروج لذلك.


وأشارت إلى أن أوضاع العمال في قطر حاليا يرثى لها، حيث يعانون من تدهور الحالة الصحية بشكل بالغ، وتلك المعسكرات التي يقيمون بها تفتقر للمرافق الحيوية، فضلا عن تكدسهم فيها دون مراعاة حدود التباعد أو توفير إجراءات احترازية طبية لهم يمثل جريمة قتل علنية واضحة بفيروس كورنا المستجد.
 
  
إغاثة عاجلة


وشاركها في الرأي نفسه، الحقوقي "عماد حجاب"، رئيس مؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الإنسان، مؤكداً ضعف الجهاز الصحي في قطر بشكل عام، حيث يتفشى فيها الفيروس حاليا بصورة واضحة، لعدة أسباب منها الاختلاط مع الإيرانيين الذين نقلوا المرض بالبداية، بالإضافة لقلة مساحتها وعدد سكانها ما سمح بزيادة أعداد المصابين والوفيات بسرعة.


وتابع أن النظام الصحي القطري غير قادر على حماية أبنائه أنفسهم فكيف له برعاية العمال المساكين، لذلك اتخذت السلطات قرار إغلاق المنطقة الصناعية، وتركتهم للفيروس الذي ينهش فيهم ليكون الأمر أشبه بمعسكرات للموت، مرجحا وجود حالات إصابة ووفيات عالية فيها لم يتم الإفصاح الرسمي عنها، وأن أي إجراءات تدعي الدوحة الإقدام عليها هي مجرد "شو إعلامي" فقط..


ولفت إلى أن العمال يعيشون في منطقة غير صالحة للحياة الآدمية في الظروف العادية من افتقار المياه والكهرباء والصرف الصحي، فضلاً عن التزاحم الكبير خلال الغرفة الواحدة، وعدم توافر الأدوية أو الكمامات والمعقمات والتطهير للمكان، مطالبا بإغاثة دولية عاجلة للعمال المساكين قبل أن يلقوا حتفهم، من خلال تقديم المساعدات الطبية لهم خصيصاً.