القطريون يرفضون شراكة تميم وأردوغان.. ويؤكدون: الأتراك ينهبون أموالنا

القطريون يرفضون شراكة تميم وأردوغان.. ويؤكدون: الأتراك ينهبون أموالنا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر

أصبح لدى القطريين أفكار أخرى حول الشراكة مع تركيا، حيث ينظرون إلى العلاقات غير العادية بين أنقرة والدوحة على أنها غير متكافئة، ويشعرون أن تركيا تستغل قطر لثروتها بعد أن أسهمت في عزلتها عن جيرانها العرب.

تعاون غير متكافئ

ويكشف التعاون الاقتصادي والمالي المكثف بين تركيا وقطر عن مدى اعتماد حزب العدالة والتنمية البارز، برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، على أموال الغاز القطري للمساعدة في تخفيف أزمته الاقتصادية.


وفي السنوات الأخيرة، تعرض أردوغان لضغوط متزايدة حيث تلقي المعارضة باللوم على تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.


ولم يخفِ الاقتصاديون الأتراك والأجانب مخاوفهم من تفاقم الأزمة الاقتصادية، ووصف بعضهم الأزمة بأنها "كارثة كبيرة"، وفقًا لتقرير صحيفة "آرب ويكلي" البريطانية.


واستخدمت الحكومة التركية إستراتيجيتين أساسيتين للوصول إلى الثروة القطرية واستغلالها:


الأولى: الحصول على مساعدات ومنح مالية قطرية، بعضها علني وبعضها الآخر سري، يتم الحصول عليها بحجة مساهمة قطر في دعم الحلفاء الإسلاميين الذين يقاتلون في صراعات المنطقة، خاصة في سوريا وليبيا وأذربيجان.


الطريقة الثانية لابتزاز تركيا لقطر هي إلزام الدوحة بالمعاهدات واتفاقيات التعاون في مختلف المجالات.

ووفقًا للصحيفة، فإن معظم هذه الاتفاقيات غير عادلة إلى حد ما، ولا تفيد تركيا إلا من خلال جذب رؤوس الأموال القطرية للاستثمار في تركيا أو تنشيط المبادلات التجارية، وهو ما يعني عادة تصدير البضائع التركية إلى قطر.


كما أن هناك اتفاقيات دفاعية وأمنية ترسل تركيا بموجبها قواتها إلى الأراضي القطرية مقابل مبالغ مالية متفق عليها، وتتحمل قطر بالكامل نفقات هذه القوات وتدفع رواتبهم وتكاليف نقلهم وإقامتهم.

اتفاقيات جديدة

وأعلن السفير التركي لدى قطر مصطفى جوكسو الأربعاء أن بلاده وقَّعت العديد من الاتفاقيات مع قطر في مجموعة واسعة من المجالات، أعلن الديوان الأميري القطري عن حاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني زيارة أنقرة أمس الخميس للانضمام إلى أردوغان لرئاسة اجتماع الدورة السادسة للجنة الإستراتيجية العليا القطرية التركية.


وقال جوكسو: إن الاجتماع السنوي للجنة الإستراتيجية العليا القطرية - التركية "يعكس رغبة البلدين في توسيع وتنويع مجالات التعاون"، مضيفًا أنه من المتوقع توقيع عدد من الاتفاقيات الجديدة في الدورة المقبلة.


وذكر بيان صادر عن الديوان الأميري أن الجلسة السادسة تناولت سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم.

مخططات تركيا

ووفقًا للصحيفة البريطانية، فقد بدأ القطريون في التساؤل عما إذا كانت عبارة "شراكة إستراتيجية" دقيقة. 


وبدؤوا ينظرون إلى العلاقات غير العادية بين بلادهم وأنقرة على أنها غير متكافئة، ويشعرون أن تركيا تستغل قطر لثروتها بعد أن شجعتها على الانعزال عن محيطها الخليجي العربي.


وأشاروا إلى أن الاتفاقات المقبلة بين البلدين يمكن أن تكون جزءًا من محاولة تركيا إيقاع قطر في الشرك حتى تكون مرتبطة تمامًا بعلاقتها مع أنقرة.


ويقولون إن قطر من خلال التوقيع على مثل هذه الاتفاقيات لن تكون قادرة على تغيير مسارها في المستقبل وتخفيف العبء المالي الكبير الذي تتحمله بسبب علاقتها مع تركيا وتورطها في صراعات خارجية قد تفقد الدوحة الاهتمام بها.


وكشف السفير التركي عن توقيع أكثر من ٨ اتفاقيات جديدة بين بلاده وقطر خلال الاجتماع السادس للجنة الإستراتيجية العليا المشتركة يوم الخميس في أنقرة.


وفي إشارة واضحة إلى كيفية استفادة تركيا من "شراكتها" مع قطر، صرح السفير التركي بأن الصادرات التركية إلى قطر تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات الخمس الماضية، وأن إجمالي حجم التجارة بين تركيا وقطر بلغ 2.24 مليار دولار العام الماضي.