الإمارات.. تضرب مثالاً في تَرْوِيض "كوورنا" بالتكنولوجيا المتطورة

الإمارات.. تضرب مثالاً في تَرْوِيض
ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد

صنعت الإمارات مثالاً يحتذى به في تطويع التكنولوجيا من أجل صحة مواطنيها والتصدي للجائحة العالمية فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19"، حيث سخرت جميع أجهزتها ومؤسساتها والوسائل التكنولوجية والتقنية الحديثة، بل طورتها أيضا، لتحتل قائمة دول العالم في تطويع الذكاء الاصطناعي في إجراءاتها الوقائية ضد الفيروس.


لم يقتصر دورها على المساعدات للدول العربية والإفريقية فقط، حيث نفذت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات المتحدة العديد من التقنيات الحديثة وطائرات مسيرة وتعليم عن بُعد واعتماد وسائل ذكية للكشف عن حاملي الفيروس سريعا، وتطوير تقنيات علاجية تسرع شفاء المصابين، ومنظومة ذكية من أجل تجنب المواطنين احتمالية العدوى، وللتصدي لانتشار الفيروس القاتل في البلاد.


كما تعتبر الإمارات من أكثر الدول التي أجرت فحوص كورونا، من حيث التناسب مع عدد السكان، حيث بلغ عددهم أكثر من مليون و600 مئة ألف فحص، كما أنها من أولى البلدان التي اعتمدت على تقنيات جديدة، لتلقى إشادات دولية واسعة.
 
الليزر


تعتبر أحدث التقنيات التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أعلن مختبر "كوانت ليز" بها، تطوير أداة جديدة لإجراء فحوص جماعية فائقة السرعة خلال ثوان، لزيادة نسبة الاختبارات بشكل غير مسبوق.
وكشف تفاصيلها، الدكتور بروماد كومار، قائد فريق الباحثين في المختبر، بأنها جاءت نتيجة بحث طويل خلال الأشهر القليلة الماضية لدراسة التغيرات في بنية خلايا دم المصابين بالفيروس، موضحا أنها أداة ستسمح بإجراء الفحوصات على نطاق جماعي وتتيح صدور النتائج خلال ثوان.


 
وأضاف كومار أن تقنية  DPI، المبنية على الليزر والمعتمدة على تضمين الطور البصري، التعرف على الفيروس خلال ثوانٍ، إلى جانب كونها سهلة الاستخدام وغير جراحية ومنخفضة الكلفة، حيث إن الجهاز مناسب للاستخدام في المستشفيات والأماكن العامة مثل دور السينما ومراكز التسوق، ومع القليل من التدريب العملي، وهو ما سيشكل نقلة نوعية كبيرة في معالجة انتشار فيروس كورونا.


ويعتبر نموذج الذكاء الاصطناعي (AI) المتقدم في تحليل الصور يتوقع نتائج كل صورة بسرعة ووفقا لمقياس دقيق جدا، وهو أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في برامج الاختبار واسعة النطاق.


فحوص السيارات


في نهاية مارس الماضي، افتتح ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "مركز الفحص من المركبة، الذي أقامته وزارة الصحة للأفراد للكشف عن فيروس "كورونا" ، ضمن التدابير والإجراءات الوقائية المتواصلة التي تسعى أبو ظبي إلى تعزيزها وتطويرها للحدّ من انتشار الفيروس.


 
الخلايا الجذعية


وفي بداية مايو الجاري، منحت الإمارات بارقة أمل جديدة في الشفاء من تلك الجائحة، حيث أعلنت براءة اختراع لعلاج الالتهابات الناجمة عن فيروس "كورونا" من خلال الخلايا الجذعية، حيث تم تطويره من قبل فريق أطباء وباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.


وتعتمد تلك التقنية المبتكرة على استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها، وهو ما نجح في علاج عشرات الحالات، حيث شفيت وظهرت نتيجة الفحص سلبية بعد إدخال العلاج إلى الرئتين من خلال استنشاقه بواسطة رذاذ ناعم.
 
الحصن


كما أطلقت الإمارات تطبيق الحصن الرقمي المخصص للأجهزة والهواتف الذكية، الذي يعتبر منصة رقمية خاصة بفحوص "كورونا" في البلاد، عبر الهواتف الذكية، والذي تم ابتكاره بالتعاون بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة أبوظبي وهيئة الصحة دبي.
ويتيح التطبيق للأشخاص الذين يجرون اختبارات الكشف عن فيروس كورونا، أن يتلقوا نتائج الفحوص بشكل مباشر على هواتفهم، ويختص كل مستخدم برمز استجابة سريعة "QR" له فقط، ما يسهل التواصل مع الآخرين من دون مخاوف.
 
حزمة وسائل تكنولوجية


كما استعانت مجموعة G42 الإماراتية المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، بإجراءات فورية للمساعدة في الكشف عن الحالات المصابة وعلاجها والوقاية منه، وحماية حدود الدولة ومنع انتشار الفيروس بها.


وسخرت للتكنولوجيا المتقدمة في قياس درجات الحرارة بكاميرا التصوير الحراري وتتبع المجموعات عالية الخطورة وتفعيل خاصية الإنذار المبكر في المطارات ومحطات المترو والأماكن العامة.


بينما ابتكر أطباء دبي تقنية فحص مصابين عن بعد، وفكرة الطبيب الافتراضي للتقييم والكشف عن الحالات المصابة بفيروس كورونا، الذي هو عبارة عن روبوت " chat bot" للدردشة ويعتمد على الذكاء الاصطناعي ومعني بالتواصل مع مختلف الحالات عن بُعد وطرح أسئلة عليها، لتقييم حالتهم الصحية واتخاذ اللازم معهم.
  
التعليم عن بُعد


فيما طوعت أيضا وزارة التربية والتعليم الإماراتية التكنولوجيا الحديثة لأبنائها بعد قرار تعليق الدراسة حماية لصحة الطلاب، حيث طرحت عبر بوابتها الإلكترونية 13 منصة تعليمية عالمية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتيح خيارات تعليمية متعددة أمام الطلبة خلال عملية التعلم عن بُعد.
  
درونز


 اعتمدت إمارة دبي على الطائرات بدون طيار "درونز" ذات التحكم عن بُعد، من أجل برنامج الإمارات الوطني لتعقيم الشوارع والمرافق المختلفة، والتأكد من تطبيق  قرار الإغلاق المؤقت.


كما استخدمتها أيضا بهدف مراقبة الخارجين عن القانون ومتابعة تنفيذ القرارات الاحترازية في مختلف مناطق المدينة، حيث تطوف الطائرات المُسيرة حول الشوارع والأرصفة للبحث عن الأشخاص الذين لا يرتدون كمامات وترسل لهم رسائل توعوية للحد من انتشار كورونا.