ماذا حدث في محاكمة العدل الدولية ضد جرائم إسرائيل في قطاع غزة؟

شهدت محاكمة العدل الدولية ضد جرائم إسرائيل في قطاع غزة

ماذا حدث في محاكمة العدل الدولية ضد جرائم إسرائيل في قطاع غزة؟
صورة أرشيفية

شهدت محكمة العدل الدولية في لاهاي الخميس جلسة استماع للنظر في القضية المرفوعة من طرف جنوب إفريقيا بشأن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، الذي أودى بحياة أكثر من 23 ألفا بينهم أكثر من 10 آلاف طفل.

محاكمة عاجلة

وفي هذا الصدد أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن المذكرات التي رفعتها جنوب إفريقيا اليوم أمام محكمة العدل الدولية أسطورية بما حملته من مضامين تجعل القضاة لا يترددون في قبول دعوى جنوب إفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي وما فعله ومارسه من جرائم  أكثر من حكاياتهم عن الهولوكوست.

وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن تفاصيل الدعوى مفخرة وتتضمن 74 صفحة مميزة ودليل على جرائم الاحتلال وموثقة وشهادات من إسرائيليين بذاتهم، موضحا أن هذه المرافعات بدأت وقد لا نشهد قرارات بشكل سريع وقد تستمر عدة أسابيع.
 
وتابع: إذا اقتنع القضاة بدعوة جنوب إفريقيا ورفضت دعوة إسرائيل ممكن نشهد قرارات ضد الاحتلال في أقل من شهر، وفي كلام عن صدور قرارات خلال أسبوع، وتكون سابقة في المرافعات والمرافعات المضادة، مؤكدا أن تدخل المحكمة مهم لوقف الحرب المسعورة من إسرائيل ولو استمرت الأمور لمدة شهر أمر جيد، وإسرائيل ليس لديهم أدلة كما قدمت جنوب إفريقيا.
 
وأشار أيمن الرقب، إلى أنه حال رفض إسرائيل لحكم المحكمة الدولية ستطلب من مجلس الأمن تطبيق قرار وقف إطلاق النار.

جرائم إسرائيلية

فيما قال أبو بكر باذيب، الباحث في الشؤون الإستراتيجية، إن جزءا من تكوين إسرائيل وحضورها وشرعيتها الدولية مبنية على الصورة، وهي الصورة التي انتهجتها أو روجت لها بعد الحرب العالمية الثانية وهي صورة "الهولوكوست" أو المحرقة التي حدثت، وبالتالي العالم كله تعاطف معها، وكون هذه الدولة المحتلة في قلب العالم العربي، وانتقل تسويق هذه الصورة إلى العالم عبر الأجيال المختلفة، ويأتي الجيل الأخير هذا اليوم، ويسمع الكثير عن تلك الصورة التي انطلقت من بعد المحرقة والحرب العالمية الثانية وما روج له بعد ذلك من حقائق وتزييف للحقائق.
 
وأضاف: أن إسرائيل تحاول اليوم أن تحافظ على هذه الصورة بأبعادها السياسية والدبلوماسية والإنسانية، ولكن المحصلة النهائية التي انتهجها الشارع الأوروبي على المستويين الشعبي والسياسي مر بمرحلة تسويق فكرة أن إسرائيل تدافع عن نفسها، وبالتالي كثير من الشارع والخبراء تعاطفوا إلا أنه بعد فترة وجيزة أدركوا حالة من المعنى المفهوم الدقيق لفكرة الإبادة الجماعية.
 
ولفت أن حيثيات ما تقدمت به جنوب إفريقيا للدفوع المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية، تتحدث عن إسهام إسرائيل في منع الماء والكهرباء والإعاشة، وحتى على منع دخول المساعدات إلى الفلسطينيين، وبالتالي كل هذه الحزمة بها نوع من الإمعان الدقيق والمباشر لحل القضية الفلسطينية، وجعلها متناثرة ولا تعود مجدداً ولا تشكل قلقاً للكيان المحتل.