ما دلالات زيارة رئيس الوزراء الأردني إلى الإمارات؟

زار رئيس وزارء الأردن الإمارات العربية المتحدة لنقل رسالة العاهل الأردني

ما دلالات زيارة رئيس الوزراء الأردني إلى الإمارات؟
ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد والعاهل الأردني

زار رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة، الإمارات لنقل رسالة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، والذي استقبل الخصاونة بحفاوة وترحيب كبيرين.
وتأتي زيارة الخصاونة إلى الإمارات لنقل رسالة شفوية من الملك عبدالله الثاني، إلى ولي عهد أبوظبي، تضمنت استعراضا لسبل تعزيز وتمتين العلاقات الإستراتيجية التي تجمع البلدين الشقيقين.


ولفت بيان الخارجية الأردنية، إلى أن الخصاونة استعرض مع الشيخ محمد بن زايد، جهود الأردن في إطار الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، بالتصدي لكل الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.


مراقبون أكدوا أن رسالة الملك عبدالله تأتي تجسيدا لعمق العلاقات التاريخية التي تجمع قيادة وشعبي البلدين الشقيقين والتي أصبحت نموذجاً يُحتذى به من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.


علاقات قديمة وراسخة


تتميز العلاقات الإماراتية الأردنية، التي أرسى دعائمها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك الحسين بن طلال، وسار على نهجهما الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وأخوه الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، بالتنسيق العالي المستوى في جميع المجالات، وبالتناغم الكبير في المواقف تجاه القضايا العربية والإسلامية والإنسانية في جميع المحافل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، الأمر الذي جعل هذه العلاقات ترتقي إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية الناجزة والفاعلة.

وبالعودة إلى العلاقات الثنائية الوطيدة بين الإمارات والأردن فإن الارتقاء بمنظومة تلك العلاقات كان ولا يزال يحظى بمتابعة واهتمام القيادة الحكيمة في الإمارات؛ إذ قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "ستبقى الإمارات والأردن قلبا واحدا، ويدا واحدة، ومسيرة خير واحدة نحو مستقبل واعد بإذن الله".

وفي هذا السياق أيضا، يبرز تصريح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقبال الملك عبدالله بن الحسين في 16 يناير الماضي، حيث قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "وشائج عميقة من الأخوة وعلاقات راسخة تجمع بين بلدينا.. حريصون على تعزيزها في مختلف المجالات لمصلحة شعبينا، ومستمرون في التشاور حول القضايا العربية والإقليمية في إطار من التفاهم والتعاون بما يخدم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة".


زيارة متبادلة.. وتعاون إستراتيجي 


ويحرص البلدان على تبادل الزيارات الثنائية بينهما على أعلى المستويات وبصورة مستمرة والتي كان آخرها زيارة الملك عبدالله الثاني في يناير 2021، التي عكست حرص القيادة في البلدين على التعاون والتشاور المستمرين حول التطورات الإقليمية والعالمية.

وقد ركزت الزيارة على دعم الجهود والمبادرات الهادفة إلى تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وتسوية الصراعات والأزمات فيها، من خلال الحوار والطرق السياسية، وبما يعود بالخير والنماء على شعوبها.

وأطلقت الإمارات والمملكة الأردنية، مرحلة جديدة من الشراكة الإستراتيجية والتعاون في مجال تحديث الأداء الحكومي والارتقاء بمنظومة العمل المؤسسي في القطاع العام، وتشمل مجالات التعاون تطوير الخدمات الحكومية، والخدمات الذكية، والأداء المؤسسي والابتكار والتميز، وبناء وتطوير القيادات والقدرات وتعزيز الكفاءات، إلى جانب بناء مسرعات وأنظمة التميز والأداء ومراكز حكومية نموذجية.


وفي المجال العسكري، يصب التعاون المشترك بين القوات المسلحة الإماراتية والأردنية، في مصلحة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ويعزز العمل على مواجهة المخاطر التي تواجه الأمن الإقليمي بشكل عام، والأمن القومي العربي بشكل خاص.


وعلى الصعيد الاقتصادي، يعد الأردن شريكا تجاريا مهما لدولة الإمارات، حيث بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين الجانبين في عام 2019 نحو 10.4 مليار درهم إماراتي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 10.6% مقارنة بالعام 2018، فيما ارتفعت نسبة إعادة التصدير من الإمارات إلى الأردن بنحو 19%.

وتبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية في الأردن نحو 17 مليار دولار، وتشمل مجموعة متنوعة من القطاعات مثل الزراعة والسياحة والطاقة المتجددة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل الجوي والبري، وفي المقابل كان للاستثمارات الأردنية في الإمارات حضور ناجح في العديد من الأنشطة مثل التأمين والعقارات والصناعات التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والنقل والتخزين.