سبب هطول أمطارًا تاريخية في الإمارات.. ما هو منخفض الهدير؟

سبب هطول أمطارًا تاريخية في الإمارات

سبب هطول أمطارًا تاريخية في الإمارات.. ما هو منخفض الهدير؟
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الداخلية بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والمركز الوطني للأرصاد والشركاء الاستراتيجيين في الإمارات، انتهاء المنخفض الجوي الذي تأثرت به مختلف مناطق الدولة، وذلك بعد انحسار الأمطار وتحسن الأحوال الجوية تدريجياً، وذلك بعد أن تصدر الإمارات عناوين الأخبار حول العالم، وليس كالمعتاد بإنجاز اقتصادي أو حدث سياسي، بل بحدث مناخي استثنائي يُسجل في الذاكرة الوطنية، حيث شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الثلاثاء، حدثًا مناخيًا استثنائيًا، تساقطت فيه أمطار غزيرة بكميات قياسية لم تشهدها البلاد منذ عام 1949 - منذ بداية تسجيل البيانات المناخية -؛ مما أدى إلى تغييرات جذرية في المشهد الطبيعي والحياة اليومية للسكان.

*الأصداء العربية في مصطلحات الطقس*

تحت تأثير "منخفض الهدير"، الذي أطلق عليه هذا الاسم من قبل "مركز العاصفة لمراقبة الطقس والتغير المناخي"، تحولت الأجواء إلى مشهد عاصف مليء بالأمطار القوية والرياح العاتية.

"الهدير"، كلمة عربية تعبر عن الصوت العالي والمتكرر، وهي تستخدم لوصف الأصوات الصاخبة العالية مثل الرعد وغليان السوائل.

في السياق المناخي، يُطلق على الرعد القوي الذي يرافق البرق في السماء. يُعرف الهدير بأنه يرفع درجة حرارة الهواء بشكل ملحوظ، ويُسمع صداه بعد البرق مباشرةً نتيجة للتغيرات السريعة في الضغط والحرارة.

*تأثيرات الصواعق*

ووفق خدمة الطقس الأميركية، يتبع الرعد البرق بفارق زمني قصير جداً، أما في حال وصول التيار الكهربائي للصاعقة للأرض فإنه يصيب مباشرة الأماكن والبشر.

تُظهر الإحصائيات أن الصواعق تؤثر سنويًا على حوالي 180 شخصًا، ويُقدر أن 10% من هؤلاء يفقدون حياتهم نتيجة لذلك، وفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

*كميات الأمطار القياسية*

من جانبه، أعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات عن تسجيل كميات غير مسبوقة من الأمطار، حيث بلغت الكمية الأعلى في منطقة "خطم الشكلة" بالعين، مسجلةً 254.8 ملم في أقل من 24 ساعة، وتعد هذه الأمطار إضافة كبيرة للمتوسط السنوي للأمطار في الدولة وتسهم في تعزيز مخزون المياه الجوفية.

*الاستجابة للطوارئ والتدابير الاحترازية*

من جانبها، أصدرت السلطات تحذيرات ملحة للمواطنين والمقيمين بضرورة الابتعاد عن المناطق المعرضة لخطر السيول والفيضانات، وكذلك المناطق التي تشهد تجمعات مائية كبيرة قد تشكل خطرًا على السلامة العامة، وفي خطوة استباقية، دعت السلطات إلى تقليل الحركة والتنقلات غير الضرورية لتجنب الحوادث والمخاطر المحتملة، مؤكدة على أهمية الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة في هذا الشأن.

وأعلنت حكومة دبي عن تمديد نظام العمل عن بُعد ليوم الأربعاء الموافق 17 أبريل لجميع الجهات الحكومية والمدارس الخاصة، وذلك في إطار الحرص على سلامة الموظفين والطلاب، وقد شجعت الحكومة أيضًا مؤسسات القطاع الخاص على اتباع الخطى نفسها وتطبيق نظام العمل عن بُعد، مع التأكيد على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية والاحترازية لضمان السلامة للجميع.

تأتي هذه الإجراءات في ظل توقعات باستمرار العاصفة والأحوال الجوية السيئة؛ مما يتطلب يقظة وحذرًا من الجميع لتجنب أي تأثيرات سلبية قد تنجم عن العاصفة، وتعمل السلطات على مدار الساعة لمراقبة الوضع وتقديم المساعدة اللازمة للمتضررين والعمل على تأمين البنية التحتية والمرافق العامة.