أزمة الكهرباء تؤرق اليمنيين وسط عجز حكومي

تعيش عدن حالة من الظلام الدامس وانقطاع الكهرباء

أزمة الكهرباء تؤرق اليمنيين وسط عجز حكومي
صورة أرشيفية

تتصاعد أزمة انقطاع الكهرباء في مدينة عدن اليمنية في ظل عجز حكومي وظروف معيشية صعبة يمر بها الشعب اليمني نتيجة عبث حزب الإصلاح الإخواني وميليشيا الحوثي والجماعات المتطرفة بمقدرات اليمن لسنوات. 

وبالرغم من تسارع كل من دولة الإمارات والسعودية بإرسال مساعدات لحل أزمة الكهرباء ولتخفيف تبعاتها على المواطن اليمني من خلال إرسال السعودية الدفعة الأولى من منحتها  المخصصة لكهرباء عدن خلال الشهر الماضي، وإرسال دولة  الإمارات باخرة محملة بمعدات ومولدات كهرباء لدعم قطاع الكهرباء في عدن إلا أن الحكومة اليمنية لم تتحرك لمواجهة أزمة بلادها.  

عجز حكومي 


عدن تعيش أسوأ أيامها، بحسب ما وصف أهالي عدن مدينتهم في ظل أزمة الكهرباء الحالية والتي كشفت عجز الحكومة عن إيجاد حلول لتوفير احتياجات المواطن الأساسية. 

وتفاقمت أزمة الكهرباء في عدن بسبب انعدام الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، ما جعل انقطاع الكهرباء مستمرا لساعات طويلة خلال اليوم. 


حتى أصبح نصيب المواطن من الخدمة ساعة كل 5 ساعات على مدار اليوم، ويحصل أحيانا على أربع ساعات فقط خلال  الـ24 ساعة. 


غضب وفوضى 

ودفعت أزمة الكهرباء الكثير من أبناء عدن إلى الخروج في احتجاجات وقطع الشوارع الرئيسية في المدينة، مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة. 
وقطع المحتجون طرقا رئيسية بالقرب من قصر "معاشيق" الرئاسي في المدينة.


وشهدت المدينة أحداث شغب وفوضى واسعة، حيث اقتحم مواطنون المحطة التحويلية بمدينة كريتر، واقتحم البعض محطة كهرباء خورمكسر، وأطلق البعض أعيرة نارية على مبنى المؤسسة في حجيف.


ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف إلى أكثر من 42 درجة مئوية، ومع تراجع وتدهور مستمر في الخدمة، يتوقع المراقبون مزيدًا من الاحتجاجات التي يتخللها عادة أحداث شغب.


الظلام يطارد المستشفيات


امتدت أزمة انقطاع الكهرباء إلى مستشفيات عدن التي وجهت استغاثات عديدة إلى الرئيس اليمني وحكومته لإنقاذ الحالات الموجودة في غرف العناية المركزة، ولكن دون جدوى!

وكشفت وكالة "رويترز" عن فحوى خطاب رسمي وجهته بعض من أكبر مستشفيات عدن للرئيس وحكومته، والذي أكدت فيه على أن المرضى مهددون بالموت بسبب توقف مصنع إنتاج الأكسجين، جراء أزمة المشتقات النفطية بالمدينة.


9  وفيات في مستشفى حكومي بسبب الكهرباء
فيما كشفت مصادر طبية في مستشفى الجمهورية الحكومي عن وفاة 9 أشخاص، غالبيتهم من النساء والمسنين مرضى السكري والضغط والأمراض التنفسية، ولقوا حتفهم بسبب انقطاع الكهرباء في عدن، ونفاد كمية الأكسجين، وسط تفاقم الكارثة الصحية في العاصمة المؤقتة. 


وحسبما نقلت تقارير محلية، ناشد الخضر لصور، مدير الصحة بمدينة عدن، الرئيس ورئيس الوزراء ومحافظ عدن ووزير الصحة العامة، بسرعة التدخل المباشر بسبب خطورة الوضع.


أزمة خانقة


لم يكن القطاع الطبي والكهرباء هما الأزمة الوحيدة في عدن، إذ تعاني المدينة كلها من أزمة خانقة في المشتقات النفطية، ووصلت الأزمة ذروتها وأجبرت العديد من محطات الوقود على الإغلاق.


وامتد تأثير أزمة النفط بالطبع إلى أسعار المواصلات العامة، فمع استمرار نقص المشتقات النفطية، وخاصة الديزل والبنزين، اضطر أصحاب سيارات الأجرة إلى رفع تعريفة الركوب بنسبة 50%، رغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يواجهها سكان اليمن، وقلت حركة السيارات في الشوارع إلى حد ملحوظ. 

انقطاع المياه وغياب الوقود يفاقم الأزمة


تأثير انقطاع الكهرباء وغياب الوقود امتد إلى خدمة المياه، حيث تفاقمت قسوة الحياة على سكان عدن بانقطاع المياه وضعف إمداداتها عبر الشبكة العامة بسبب عدم تزويد محطات الضخ بالوقود.


وحذرت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن، من خروج محطات توليد الكهرباء عن الخدمة في العاصمة المؤقتة بسبب نفاد الوقود، موضحة في بيان لها، أن "تخفيض التوليد إلى الدرجة القصوى بسبب نفاد وقود الديزل".
كما حذرت المؤسسة في الوقت ذاته "من خروج معظم محطات التوليد عن الخدمة". وناشدت كلا من رئاسة الجمهورية والحكومة ووزير الكهرباء ومحافظ عدن وقيادة التحالف العربي سرعة توفير وقود الديزل لمحطات توليد الكهرباء.


مشكلة معقدة


من جانبه، يقول الناشط اليمني صلاح السقلدي، وهو من أبناء عدن: إن مشكلة مؤسسة الكهرباء في عدن وسائر المحافظات الأخرى، وبالذات في الجنوب، هي مشكلة متراكمة.


وفي تصريحات لـ"العرب مباشر"، أشار السقلدي إلى أن عمر هذه المشكلة أكثر من عقدين من الزمن على الأقل من التدهور  والانهيار الممنهج، شأنها  شأن كل الخدمات والمؤسسات المنهارة منذ سنوات. 


 واعتبر صلاح السقلدي أن عجز مؤسسة الكهرباء للتعاطي مع الأزمة تأتي نتيجة الفشل الإداري والمالي والفني وسوء التخطيط، علاوة على الربط العشوائي الجائر.

ويرى السقلدي أن الأزمة لها جوانب سياسية وأن سوء هذه الخدمة سيستمر في التردي حتى تتم تسوية سياسية شاملة، تكون مدخلا لحل كل المشاكل، وليس فقط الكهرباء.


وتابع السقلدي حتى يحدث هذا الحل سيظل المواطن اليمني يدفع الثمن، وسيظل وحيدًا يكافح بكل السبل المتاحة أمامه برغم قسوة الظروف ومرارة الواقع.