اللوبي القطري.. الدوحة تؤسس شركة علاقات عامة لتجميل صورة طالبان

أنشأت قطر شركة عامة لتحسين صورة طالبان

اللوبي القطري.. الدوحة تؤسس شركة علاقات عامة لتجميل صورة طالبان
صورة أرشيفية

على الرغم من أن هناك العديد من المواقع والقنوات الإخبارية التي عرضت آراء قوية حول استيلاء طالبان على أفغانستان، وكشفت عن الدول التي دعمت طالبان خلال هذا الوقت، إلا أنه بعيدًا عن هذه القنوات الإعلامية، كانت وسائل التواصل الاجتماعي قد أصبحت هي العامل الحقيقي في تغيير قواعد اللعبة، حسبما أكدت صحيفة "ذا عرب بوست". 

وأشارت الصحيفة إلى أن قطر سعت من خلال تأسيس شبكة إلكترونية واسعة لعرض وزراء طالبان في صورة تقدمية وإيجابية، على الرغم من خلفياتهم الإرهابية وجرائمهم المتطرفة. 

وأوضحت الصحيفة أن قطر تنفق الملايين على وكالة علاقات عامة أنشأتها في أفغانستان لتعمل بشكل خاص لإظهار طالبان في صورة جيدة.

وأكدت "ذا عرب بوست" أن قطر قامت من خلال هذه الشركة بإنشاء حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي شبيهة بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية للترويج لعناصر طالبان الإرهابية بصورة إيجابية مستغلين اسم الصحيفة الأميركية 

كما أوضحت الصحيفة دفع قطر أموالا هائلة لحماية هذه الحسابات من الإغلاق وفق قوانين مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بعدم انتهاك القواعد في التطبيقات المختلفة،

وأضافت الصحيفة أن هذا ما تفعل قطر لنفسها لتحسين صورة حكومتها من خلال إنشاء مثل هذه الحسابات والمواقع المشبوهة.

وتابعت "ذا عرب بوست"، أن قطر كدولة صغيرة، ركزت دائمًا على إيجاد فرصة لكسب دور إقليمي لنفسها وهو ما تسعي إليه من دعم طالبان على أمل السيطرة على الحركة واستغلال أفغانستان. 

وشددت "ذا عرب بوست"، على أن دعم جماعة مثل طالبان لا يؤدي فقط إلى تحطيم جهود المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب ولكنه يعرض أيضًا آلاف الأرواح للخطر، مضيفة أن الدوحة تقوم بتوجيه قوتها المادية وثرواتها لدعم أي نوايا لدى طالبان في البلاد، لا سيما من خلال محاولاتها إظهار استعداد طالبان لقيادة دولة في عالم حديث. 

وبحسب الصحيفة، فإن قطر بدأت تدير حسابات أعضاء طالبان ومسؤوليها من الوزراء الحاليين فعادة ستجد أن حساباتهم، تدين أنصار طالبان تصرفات الولايات المتحدة، ويلقون باللوم عليهم في كل شيء، لكن منذ الأشهر القليلة الماضية، بدؤوا يتحدثون بشكل مختلف عبر حساباتهم لذلك يبدو أن الشركة القطرية تدير الحسابات بشكل أكثر دقة وتعقيدًا.

وأوضحت "ذا عرب بوست" أن شركة قطر للعلاقات العامة تدير التكتيكات والتحركات لأعضاء طالبان التي تعمل وفق تنسيق وتخطيط، حيث تدير كل شيء، بدءًا من الموضوع الذي يحتاجون لطرحه عبر منصات التواصل وتضخيم الرسائل التي ينشرونها، مشيرة أن قطر تدير الحملة السياسية لطالبان بشكل كامل. 

وأكدت الصحيفة أن قطر تجري تدريبات لأعضاء طالبان للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.

واختتمت "ذا عرب بوست" تقريرها محذرة من أن الدعم القطري لحركة طالبان التي تقتل الأرواح، وتقمع النساء والأطفال الأفغان، قد يزيد من ممارساتها.

وقالت الصحيفة: تقديم قطر هذا الدعم الهائل لهذه الحركة المتطرفة، يكشف عن العقلية الداخلية التي يعمل بها النظام القطري وسياساته لفرض الإرهاب لتحقيق دور إقليمي والاستفادة من مثل هذا الوضع المتوتر في البلدان لكسب المزيد من السيطرة في المنطقة.