في مشهد كبير ومهيب، أحيا  شعب الجنوب الذكرى الـ28 لإعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية، حيث احتشد الآلاف من أبناء الجنوب في عموم المحافظات إلى الساحات والميادين لإحياء  تلك الفعالية والحدث الأهم في اليمن.

المرحلة المصيرية

وفي تلك الفعاليات الكبرى جددت جماهير شبوة  العهد للرئيس عيدروس الزُّبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بالاصطفاف دون تردد في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ شعب الجنوب وقضيته الوطنية.

وذكر بيان ختامي للفعاليات الشعبية بمديرية عتق، على أن تحقيق استقلال الجنوب وبناء دولته المستقلة كاملة السيادة هدف وخيار وطني جنوبي بإجماع شعبي لا رجوع عنه، مؤكدين أنه أبناء الجنوب يدفعون في سبيله -بتصميم إرادتهم- فاتورة باهظة من الأرواح والدماء الزكية والطاهرة.

وطالب البيان بسرعة إنجاز المسودة المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي بناء على مخرجات مشاورات الرياض والإعلان الصادر يوم 7 أبريل الماضي، معبرين عن دعم جهود محافظ شبوة عوض العولقي، ومساندة جهوده الرامية إلى إصلاح المنظومة الحكومية بالمحافظة وتجفيف منابع الفساد، بتعزيز مبدأ الشفافية وتفعيل دور الأجهزة الرقابية.

وشدد البيان على ضرورة وأهمية استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، مثمنا جهود الأشقاء في التحالف العربي في مختلف المجالات والتأكيد على ضرورة اضطلاع الجميع بمسؤولياته تجاه الأزمة الإنسانية الخانقة.

رفع الرايات الجنوبية

وخرج الآلاف من أبناء الجنوب وهم يرفعون الرايات الجنوبية وصور الرئيس الزبيدي وصور الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الجنوب.

وخرجت الجماهير في عموم المحافظات الجنوبية للتعبير عن حقها في استعادة الدولة الجنوبية وطرد الاحتلال من الجنوب، كما طالبت بتنفيذ اتفاق الرياض وإخراج القوات الشمالية من حضرموت والمهرة.

أثار رعب الإخوان 

وذكرت العديد من التقاير اليمنية أنّ الدعوة لهذا الخروج الشعبي الحاشد أثار رعب تنظيم الإخوان الذي عمل على محاولة تشويه هذا المشهد الوطني الجنوبي، وكال اتهامات مزيفة ضد الجنوبيين، على الرغم من أنّ هذا الخروج المرتقب هو مشهد جنوبي بامتياز يدافع فيه الشعب عن هويته.

وأكدت التقرير أن تنظيم الإخوان سعى أيضًا لتشويه صورة المجلس الانتقالي، زاعمًا أن هذا الخروج الشعبي هو بمثابة خروج عن حالة التوافق السياسي المنبثق عن مشاورات الرياض، وهذا المشهد الإخواني الخبيث والمشبوه يأتي في إطار حرب مستمرة على المجلس الرئاسي ومحاولة لإفشال جهوده بشكل كامل.

تماسك شعب الجنوب

قال علي الكثيري رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي في تصريحات إعلامية له: إن شعب الجنوب ثابت على أرضه وقراره، مؤكدا أنه لا تستطيع أي قوى أن تفرض على شعب الجنوب التخلي عن تطلعاته وأهدافه، مشيرا إلى الاحتفالات بذكرى فك الارتباط.

وأضاف: أنها دليل على تمسك شعب الجنوب بقضيته، والمضي في تحقيق المزيد من الإنجازات لاستقلال الجنوب أرضا ووطنا وهوية.

مشروع الاستقلال

فيما قال أحمد عمر بن فريد، أحد النشطاء اليمنيين من أبناء الجنوب، إن خروج جميع محافظات الجنوب تؤكد على موقفها لتمسكها بمشروع الاستقلال.

وقال عبر تويتر: "جميع محافظات الجنوب تجدد موقفها الرافض لاستمرار ما يسمى بـ"الوحدة اليمنية"، وتؤكد تمسكها بمشروع الاستقلال، وتبعث برسالة إلى صناع السلام في المنطقة والعالم مفادها، لافتا أن السلام لا يمكن أن يكتب له النجاح إلا إذا كان ملبيا لطموحات شعبنا ورغباته الواضحة في الاستقلال".

وتابع: "قال المرجفون إننا نحضر مع آخرين للاحتفال بذكرى ما يسمى بالوحدة اليمنية! فجاءهم الجواب اليوم من مختلف محافظات الجنوب احتفالا بذكرى فك الارتباط، من قدم التضحيات من أجل جنوب حر مستقل، لا يمكن أن يقدمه قربانا في سوق السياسة يا هؤلاء ارتقوا إلى مستوى المرحلة فالجنوب يتسع للجميع".

الحفاظ على حقوق الجنوب

فيما أكد زيد المردعي، المحلل والناشط السياسي اليمني، سيظل شعب الجنوب متمسك بإعلان فك الارتباط الذي أعلنه رئيس دولة الجنوب السيد علي سالم البيض عام 94، ولم ولن يتنازل عن حقه في استعادة دولته، ولم ولن يتنازل عن مقاضاة دولة الاحتلال اليمني عن جرمها بحق الجنوب وتعويضه عما لحق به من ضرر.

وأضاف المحلل السياسي اليمني عبر تويتر: "في إعلان فك الارتباط عام 94 كان للجنوب جيش تم التآمر عليه والغدر به من قِبل دولة الشمال وأدواتها، واليوم في ذكرى فك لارتباط وبعد ثلاثين عاما" من الاحتلال اليمني للجنوب ها هو الجيش الجنوبي بقيادة الانتقالي يعود بكل قوة  لانتزاع الأرض والثروة من أيدي المحتلين وسيستعيد الجنوب دولته".

فيما قال ناظم الكاش، أحد أبناء الجنوب، تأتي ذكرى فك الارتباط الـ 28 لعام 2022م وشعبنا شامخ ثابت مستمر في البذل والتضحية رغم كل صنوف التركيع والتداخلات، وأتت هذه الذكرى اليوم ونحن أكثر قوة وأقرب لأهدافنا وتمثلنا قيادة نحن من اختارها، وفي هذه الذكرى يحتفل شعبنا في مختلف مدن الجنوب وأبناؤه في قواتنا المسلحة تحميه؟