بعد الضربات العسكرية المتبادلة.. هل تتأثر أفريقيا بالصراع بين إيران وإسرائيل؟

بعد الضربات العسكرية المتبادلة تساؤلات حول تتأثر أفريقيا بالصراع بين إيران وإسرائيل

بعد الضربات العسكرية المتبادلة.. هل تتأثر أفريقيا بالصراع بين إيران وإسرائيل؟
صورة أرشيفية

خلال الأيام الماضية شنت إيران هجومًا مباشرًا من أراضيها بالصواريخ والطائرات المُسيرة تجاه إسرائيل إلى داخل الأراضي المحتلة، وهي سابقة ومغامرة قد وضعت المنطقة والعالم أمام معادلة جديدة من الصراع والتوتر بين هذين البلدين الذين يعلنان عدائهما بشكل صريح.

القوتين الإقليميتين

وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية والمتخصص في الشئون الإفريقية بالنسبة للقارة الأفريقية، التي تجاور هاتين القوتين الإقليميتين، إذا تقترب إيران من أفريقيا جنوبًا عند خليج عدن وباب المندب، وإسرائيل تقترب شمالًا عند خليج العقبة وبينهما البحر الأحمر، فإن هناك تساؤلات تُطرح عن موقع دول القارة في معادلة الصراع بين الطرفين، خاصة أن كل من إيران وإسرائيل يتمتعان بنفوذ واسع داخل القارة الأفريقية.

وتابعت الدراسة، أن انعكاسات الهجوم الإيراني على إسرائيل، سيدفع إسرائيل إلى توسيع الاتفاق الإبراهيمي فيما حولها، ومنها دول أفريقيا، لا سيما المسلمة منها، على غرار اتفاق التطبيع الإسرائيلي السوداني، 23 أكتوبر 2020.

ولفتت الدراسة أن ما قامت به إسرائيل أو إيران، أمر مستجد على المنطقة، ما يعني أن هناك جرأة في اتخاذ خطوة مثل هذه، بالنسبة لإسرائيل، قصف مقرات البعثات الدبلوماسية، وبالنسبة لإيران مهاجمة إسرائيل بشكل مباشر من أراضيها بالصواريخ والطائرات المسيرة، وأفريقيا هي منطقة تنافس بين الطرفين، ولذلك لا يمكن أن تخرج من هذه المعادلة.

أهداف اقتصادية 

يقول الدكتور يوسف بدر، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط: إن تأثر أفريقيا يأتي من خلال أنها تمثل القارة السمراء سوقًا مهمة للمنتجات الإيرانية، فهي سوق تبحث عن وفرة المنتجات بأسعار مقبولة ولا تفتش عن الجودة، وهو ما يتماشى مع الصناعات الإيرانية، وهناك مثلًا بلد مثل كينيا في شرق أفريقيا، يستعد لإقامة معرضه الزراعي والحيواني في 12 يونيو القادم، وهو معرض تتجهز طهران للمشاركة فيه بقوة.

وأضاف ضمن التأثر الكبير هناك مؤتمر اقتصادي، تستعد طهران لاستضافته تحت عنوان “مؤتمر التعاون الاقتصادي بين إيران وأفريقيا”، بمشاركة 30 دولة أفريقية، في 26 أبريل الجاري، ما يؤشر على حجم اهتمام طهران بالاقتصاد الأفريقي.

ولفت أن هناك مسألة أخرى مهمة بالنسبة لإيران، وهي أن أفريقيا تمثل سوقًا مهمًا لصادرات أسلحتها، خاصة الطائرات المسيرة والأسلحة التقليدية، وهي تجارة تمثل مسارًا بديلًا لتوفير العملة الصعبة بعيدًا عن تجارة النفط التي تتعقبها العقوبات الغربية.