بعد 12 عامًا من ثورة يونيو.. أين أصبحت جماعة الإخوان؟

بعد 12 عامًا من ثورة يونيو.. أين أصبحت جماعة الإخوان؟

بعد 12 عامًا من ثورة يونيو.. أين أصبحت جماعة الإخوان؟
جماعة الإخوان

تمر اليوم 12 سنة على ثورة 30 يونيو 2013، التي خرج فيها ملايين المصريين لإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، بعد عامٍ من الاضطراب، والصدامات، وتغوّل الجماعة على مؤسسات الدولة.

 وفي الذكرى الثانية عشرة، يعود السؤال بصيغته الأعمق: هل ما تزال الجماعة حاضرة؟ أم أنها انتهت تنظيميًا وفكريًا؟ وأين يقف مشروع "الإسلام السياسي" الذي لطالما حاولت تسويقه؟

الجماعة التي كانت تحكم مصر منذ عقد، تعيش اليوم أسوأ أوقاتها، ما بين تفكك داخلي، وصراعات مريرة بين القيادات الهاربة في الخارج، وانحسار تام في التأثير الشعبي داخل البلاد.

تفكك تنظيمي 


الخبير في شؤون الحركات الإسلامية إبراهيم ربيع يؤكد، أن الجماعة اليوم في أسوأ مراحلها، مشيرًا أن ما تبقى منها لا يُقارن بما كانت عليه قبل ثورة يونيو.

وأضاف -في تصريح للعرب مباشر-، أن الجماعة تلقت ضربة تاريخية في 30 يونيو، وأعقبتها ضربات أكثر عمقًا مع تفكيك بنيتها التنظيمية وتجفيف منابع تمويلها، وملاحقة أذرعها الإعلامية. 

وتابع: أن اليوم، لا وجود فعلي للجماعة في الداخل المصري، ولا قدرة لها على التجنيد أو الحشد أو التأثير. ما تبقى هو بقايا هياكل مفككة في السجون، وأفراد فقدوا الإيمان بالتنظيم، إضافة إلى شتات خارجي يتصارع على الوهم.

وأضاف: أن الانقسامات الحادة بين جبهة لندن وجبهة إسطنبول ليست خلافات سياسية، بل صراع على المال والسلطة بعد انهيار المشروع، وأن الأجيال الجديدة من أبناء الجماعة نفسها تعيش حالة من الغضب والخذلان، ولم تعد تؤمن بخطاب القيادة ولا برموزها القديمة.

انتهى بفشل عملي


أما الدكتورة هالة البدرشيني، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فتعتبر أن فشل جماعة الإخوان لم يكن مجرد فشل تنظيمي، بل كان إعلانًا واضحًا عن نهاية مشروع "الإسلام السياسي" الذي سعت الجماعة لترويجه في مصر والمنطقة.

وأضافت -في تصريح للعرب مباشرـ: ثورة 30 يونيو عرّت هذا المشروع، سنة واحدة في الحكم كانت كافية لكشف حقيقته: لا قدرة على إدارة الدولة، ولا تصور اقتصادي أو اجتماعي، فقط خطاب ديني مشحون بالإقصاء والهيمنة. 

وتوضح، أن المشهد الإقليمي أيضًا لعب دورًا في إنهاء الحلم الإخواني، وأنه بعد سقوط الجماعة في مصر، بدأت المنطقة تعيد تقييم موقفها. 

تركيا التي كانت داعمًا كبيرًا بدأت في التراجع، ودول الخليج أغلقت أبوابها في وجههم. خطاب الإسلام السياسي فقد بريقه، حتى في الأوساط الإسلامية التي أدركت أن "الشعارات لا تبني دولة، ولا تحل مشكلات الناس".

نهاية بطيئة


من جانبه، يرى اللواء خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن القيادات الهاربة لم تعد تملك نفس التأثير ولا الدعم كما كانت في السنوات الأولى التي تلت 2013.

ولفت - في تصريح للعرب مباشر-، أن هؤلاء الذين فروا إلى الخارج بعد سقوط الجماعة، عاشوا فترة من الوهم السياسي، ظنوا خلالها أنهم قادرون على العودة، أو خلق ضغط دولي على مصر. لكن الآن، تبدو الصورة مختلفة تمامًا، وكثير منهم أصبح عبئًا حتى على الدول التي آوتهم، وبعضهم تعرض لملاحقات قانونية، أو تم تقليص حضوره الإعلامي بشكل لافت".

ويضيف عكاشة، أن الجماعة لم تعد تحظى بحاضنة شعبية، ولا خطاب موحد، ولا تمويل آمن. حتى ما تبقى من منصات إعلامية تابعة لها، باتت مكررة ومفضوحة، ولا تملك التأثير الذي كانت تسعى له. والجيل الجديد في الخارج نفسه، بدأ يبتعد عن التنظيم ويعيد التفكير في مفاهيم الدولة والدين والسياسة".

مرّت 12 سنة، تحولت فيها جماعة الإخوان من سلطة مطلقة إلى تنظيم مشتت، بلا مشروع ولا قاعدة ولا مستقبل. 

ثورة 30 يونيو لم تكن فقط لحظة سياسية، بل نقطة تحوّل تاريخية في وعي المصريين، وإغلاقًا فعليًا لملف "الإسلام السياسي" كمشروع حكم واليوم، لا يبدو أن الجماعة تملك ما يمكن أن تعود به، لا إلى الشارع، ولا حتى إلى التاريخ.