تحت حكم طالبان.. هل تصبح أفغانستان بؤرة إرهاب عالمي من جديد؟

أصبحت أفغانستان بؤرة إرهاب عالمي من جديد

تحت حكم طالبان.. هل تصبح أفغانستان بؤرة إرهاب عالمي من جديد؟
صورة أرشيفية

يرى المجتمع الدولي أن دول العالم أصبحت أقل أمنًا بعد خروج القوات الأميركية من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، مؤكدين أن أفغانستان التي تعتبرها الجماعات الإرهابية موطنًا لها أصبحت شوكة في ظهر الأمن العالمي من جديد، وجاءت إحدى التطورات الأكثر تأثيرًا، عندما استهدفت غارة جوية أميركية -هي الأولى في أفغانستان منذ مغادرة القوات الأميركية في 30 أغسطس 2021 - منزلًا آمنًا في وسط مدينة كابول، مما أسفر عن مقتل أمير جماعة القاعدة الإرهابية الزعيم أيمن الظواهري.
 
عودة الإرهاب

الظواهري انتقل إلى العاصمة الأفغانية قبل عدة أشهر حسبما أكدت شبكة "فويس أوف أميركا"، حيث يقيم في منزل يملكه أعضاء في تحالف طالبان الحاكم وأن مسؤولي طالبان كانوا على علم بوجوده هناك، وكتبت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون في مذكرة صدرت يوم الإثنين أن "الولايات المتحدة لا تحتاج إلى وجود دائم لقواتها على الأرض في طريق الأذى للبقاء يقظين ضد تهديدات الإرهاب أو لإبعاد الإرهابيين المطلوبين في العالم من ساحة المعركة"، كما قلل تقييم استخباراتي أميركي رُفعت عنه السرية مؤخرًا من أهمية التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في أفغانستان، وورد فيه أن القاعدة على وجه الخصوص ليس لديها القدرة على شن هجمات ضد الولايات المتحدة أو مصالحها في الخارج من أفغانستان، وأضاف التقييم أن التنظيم "لم يُعِدْ تشكيل وجوده في أفغانستان منذ مغادرة الولايات المتحدة في أغسطس 2021".
 
مستقبل داعش

وبحسب الشبكة الأميركية، فهناك متشككون في الرأي القائل بأن تنظيم القاعدة قد تضاءل، بما في ذلك بعض المشرعين الأميركيين والمسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأميركيين السابقين، الذين يجادلون بأن وجود الظواهري في كابول يجب أن يجدد المخاوف من أن طالبان لن تلتزم بالوعود المقننة في 2020 اتفاق الدوحة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك قطع العلاقات مع القاعدة، وتابعت أن تنظيم القاعدة لا يُعَد الخطر الوحيد المنبثق من دولة أفغانستان، حيث حذر تقرير للأمم المتحدة صدر الشهر الماضي من أن فرع داعش في أفغانستان آخِذ في التوسع، وأن القيادة الأساسية لداعش الآن "تنظر إلى أفغانستان كقاعدة للتوسع في المنطقة الأوسع لتحقيق مشروع" الخلافة الكبرى"، مؤكدًا أن القاعدة قد تكون في وضع أفضل للظهور كأكبر تهديد إرهابي طويل الأمد.


 
إعادة البناء

من جانبه، يقول النائب الجمهوري بيتر ميجر: أعتقد أننا على نفس الهاوية من القلق بشأن انهيار الدولة الذي قد يؤدي إلى صعود أو تمكين المنظمات الإرهابية العابرة للحدود"، مشبهاً الظروف في أفغانستان الآن بتلك التي كانت موجودة قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في الولايات المتحدة، مضيفًا: "لدينا اليوم مصلحة راسخة في التأكد من أن أفغانستان لن تنهار، وأنه لا توجد كارثة إنسانية ساحقة من شأنها فقط تمكين أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الضرر بالغرب".

وأشارت الشبكة إلى أن مسؤولي المخابرات الأميركية حتى رفضوا استبعاد أن القاعدة، أو داعش، على وجه الخصوص، يمكن أن تتحرك يومًا ما لضرب الغرب، حيث أكدت تقييمات سابقة أن ذلك يمكن أن يحدث في أقل من ستة أشهر إلى عام، لكن التقارير الأحدث تشير إلى أن كِلا المجموعتين الإرهابيتين ستستغرقان حوالي عام لإعادة بناء قدرات الهجوم الخارجية، إذا قررتَا القيام بذلك.