تناقض قطر.. الدوحة تقدم الترف لمسؤولي طالبان والمعاناة للاجئين الأفغان

توفر قطر الرفاهية لقيادات طالبان فيما تجلب المعاناة للاجئين الأفغان

تناقض قطر.. الدوحة تقدم الترف لمسؤولي طالبان والمعاناة للاجئين الأفغان
صورة أرشيفية

يظن اللاجئون لقطر، أنهم يبحثون عن حياة آمنة إنسانية هادئة، على غرار باقي الدول التي أدلت بوعود صادقة، إلا أنهم يصطدمون بوضع متدهور بشدة، ليشهدوا معاناة أشبه بمأساة العمال الأجانب بالدوحة.

تناقض قطر 

بعد أن فر عدد من الأفغان من بلادهم، هربا من إرهاب ونيران حركة طالبان، اتجه بعضهم لقطر، التي أدلت بعدة وعود لحمايتهم والترحيب بهم، خاصة بعد التصريحات الرسمية التي أدلى بها مسؤولو الدوحة بشأن مناقشة وضع اللاجئين وتوفير آلية لنقلهم، ولكن سرعان ما تبينت حقيقة تدهور الأوضاع.

بينما في الوقت نفسه ينعم مسؤولو حركة طالبان الإرهابية بالترف وكافة الخدمات خلال مكتبهم بالدوحة، الذي تم افتتاحه منذ ٢٠١٣، بحجة مساعي السلام والمباحث مع أميركا، لكنه كان سبيلا لتقديم كل سبل الدعم والحماية والتمكين لهم، حتى الأموال والأسلحة، آخرها عبر ستار إعادة إعمار أفغانستان بمنح ٥٠٠ مليون دولار، فضلا عن تجاهل كافة الانتقادات الدولية في هذا الشأن.

وما يثبت ذلك التناقض، هو احتفاء المواقع القطرية بأخبار بحث الدوحة مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أوضاع الأفغان والزعم بتوفير كل سبل الراحة الإنسانية لهم.

ويوم الأربعاء الماضي، نشرت صحيفة "الشرق" القطرية، أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، تلقى اتصالا هاتفيا من المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، لمناقشة تدفق اللاجئين الأفغان، وضرورة تطوير آليات دولية للتعامل مع النازحين، بالإضافة إلى توصيات المفوضية السامية بعدم فرض العودة القسرية على المواطنين الأفغان.

وزعم البيان القطري، إشادة المفوض السامي بالجهود التي تقوم بها قطر في أفغانستان، معربا عن أمله في أن تساهم تلك الجهود في فرض واقع أفضل للاجئين وذويهم.

مخيمات الأفغان اللاجئين

نشر موقع "ريبابلك وريلرد" الهندي، شكوى المواطنين الأفغان في مخيم قطر للاجئين من محنتهم ونقص الخدمات، مع مقطع فيديو لمخيم للاجئين الأفغان في قطر. 

ومع سيطرة طالبان الكاملة على أفغانستان، نشرت وكالة أنباء محلية يوم الخميس مقطع فيديو لمخيم للاجئين الأفغان في قطر، يظهر محنة اللاجئين الأفغان في المخيم. 

وتضمنت الشكوى عدم وجود نظام تكييف، حيث قال أحد اللاجئين في الفيديو إنه لا يوجد سوى مرحاض واحد في المخيم، كما يمكن سماع اللاجئين الأفغان وهم يشكون من الطقس الحار وقلة الخدمات الأخرى، عبر الفيديو.

تردي أوضاع اللاجئين بقطر

لم يكن ذلك الفيديو الوحيد الذي يوثق تردي أوضاع اللاجئين الأفغان في قطر، حيث نشرت وكالة "آسواكا" الإخبارية الأفغانية، صورا وفيديوهات، تندد فيها بالوعود القطرية وأوضاع المواطنين الهاربين من الحرب بأفغانستان ليلقوا ويلات الدوحة.

ونشرت الوكالة الأفغانية عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فيديوهات تكشف تلك المعاناة غير الإنسانية، معلقة عليها بـ"محنة اللاجئين الأفغان في مخيم اللاجئين في قطر.. المواطنون يعانون من عدم وجود نظام تكييف مع مرحاض ودش واحد فقط للجميع"، مشيرا إلى أن اللاجئين الأفغان يشتكون من الطقس الحار وقلة الخدمات.

كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا تظهر تكدس اللاجئين في قطر، وعدم توفير أي خدمات لهم باستثناء الطعام في القاعدة الجوية في الدوحة، ومعاناة الأطفال البالغة بينهم.

ويأتي ذلك نظرا لارتفاع درجات الحرارة في قطر، وتكدس العديد في المخيمات، وفي ظل تلك الأعداد الكبيرة باتوا محرومين من الاستحمام أو الدخول للمرحاض بطريقة إنسانية، ما يثبت عدم تقديم الخدمات الإنسانية الواجب توافرها وتخلف الدوحة عن وعودها، لتزداد معاناة الأجانب على أرضها، وتظهر حقيقة كذبها بشأن الترويج لنفسها بأنها بلاد الإنسانية وحاضنة للاجئين.