إثيوبيا تماطل لكسب الوقت ولا توجد إرادة سياسية

تواصل إثيوبيا التعنت في ملف سد النهضة وتماطل لكسب الوقت

إثيوبيا تماطل لكسب الوقت ولا توجد إرادة سياسية
سد النهضة

يبدو أن اللاعب الإثيوبي يستمر في أسلوبه المعتاد بقضية سد النهضة، وخصوصًا بعد فشل مفاوضات الكونغو وعودة مسؤوليها إلى النغمة نفسها في تصريحاتهم المتعلقة بحل الأزمة والتي تشير إلى "كسب الوقت" حتى الملء الثاني للسد الإثيوبي. 

ويمثل السد الواقع في شمال غرب إثيوبيا بالقرب من الحدود مع السودان على النيل الأزرق الذي يلتقي بالنيل الأبيض في الخرطوم، مصدر توتر بين الدول الثلاث منذ وضع حجر الأساس له في إبريل 2011، حيث تريد مصر والسودان التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن تشغيل السد قبل ملئه، لكن إثيوبيا تقول إن هذه العملية جزء لا يتجزأ من بنائه ولا يمكن تأجيلها.

دعا وزير المياه والري الإثيوبي "سليشي بقلي" مصر والسودان إلى اختيار وترشيح مشغلي سدود من أجل تبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية صباح اليوم. 
وبحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية الإثيوبية قال بقلي إن اختيار البلدين لمشغلي السدود سيسرع من ترتيبات تبادل المعلومات وتدابير بناء الثقة بين الأطراف الثلاثة حتى الانتهاء من مباحثات سد النهضة، معلنًا استئناف المفاوضات في كينشاسا نهاية الأسبوع المقبل، وهو أمر لم تأكده "القاهرة" أو الخرطوم حتى الآن، مشيرًا إلى التقدم المحرز في بناء سد النهضة مع قرب موسم الأمطار في إثيوبيا، مؤكدا على "ضرورة العمل معًا على ترتيبات اتصال عملية هامة".


وذكرت صحيفة "السوداني" السودانية، أن "أديس أبابا" عرضت على الخرطوم، اليوم، إطلاعها على تفاصيل ملء سد النهضة المزمع في يوليو وأغسطس دون اتفاق قانوني ملزم، مشيرة إلى ثبوت موقف الخرطوم القاضي بضرورة تبادل المعلومات ضمن اتفاق قانوني ملزم حصرا.


ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها تعليقا على المبادرة الأخيرة إن هذه الخطوة الإثيوبية جاءت على ما يبدو لرفع الضغط السوداني والإقليمي والدولي.


وقالت المصادر: "لكن صدقهم يشهد عليه ما يدعونه الآن عن امتلاكهم لأراضي الفشقة، من المهم الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن معلومات الملء والتشغيل سويا وليس واحدة دون الأخرى".


الأسلوب الإثيوبي لم يسبب الغضب لدى مصر والسودان فقط ولكن دخلت جنوب السودان هي الأخرى على الخط واعتبرت مخاوف الخرطوم من الملء الثاني الأحادي لـ"سد النهضة" مشروعة.


وقالت وزارة الري والموارد المائية في السودان إن "وزير الري بجنوب السودان مناوا بيتر قادكوث أكد عقب لقائه نظيره السوداني ياسر عباس مشروعية مخاوف السودان من الملء الأحادي لسد النهضة"، داعيا أطراف المفاوضات إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول السد.


وقال قادكوث وفقًا لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "لقائه مع وزير الري السوداني ناقش ملف سد النهضة والتعاون بين الخرطوم وجوبا وتبادل الخبرات بين البلدين عبر تحديث وتطوير الاتفاق الإطاري الموقع بين الجانبين". 


وأفاد الوزير الجنوب سوداني، أن "فريقا فنيا من الخرطوم سيزور الجنوب لتقديم المشورة الفنية وبناء القدرات وتقديم المساعدات الفنية الممكنة خاصة في مجال تنظيف مجرى الملاحة النهرية والحماية من الفيضانات بإقامة السدود والحواجز".


وأوضح أنه "طلب تقديم إدارة حصاد المياه المساعدات الممكنة في إنشاء الحفائر والسدود الصغيرة بالجنوب، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني في تأهيل وصيانة مضخات مشاريع الرنك والتعاون مع الهيئة العامة للحفريات".