ليبيون: إعلان القاهرة «حلم» انتظرناه طويلًا لينهي كابوس «تقسيم ليبيا»

ليبيون: إعلان القاهرة «حلم» انتظرناه طويلًا لينهي كابوس «تقسيم ليبيا»
صورة أرشيفية

منذ اللحظات الأولى لانطلاق المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية "إعلان القاهرة"، والتي أعلن عنها الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" عقب لقائه المشير "خليفة حفتر" القائد العام للقوات المسلحة الليبية والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، أعلن ليبيون رغبتهم في سرعة العمل على تفعيل الإعلان لوقف نزيف الدماء والتدخلات العسكرية الخارجية بالبلاد على أمل الحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال أرض ليبيا، معلنين تثمينهم للدور المصري والرغبة الصادقة في حل الأزمة الليبية دون إراقة المزيد من الدماء.
  
إعلان القاهرة.. إعلاء مصلحة "ليبيا" ووحدة أراضيها "الهدف الأبرز"


مراقبون أكدوا أن "إعلان القاهرة" من شأنه تفعيل إرادة الليبيين، وإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة بمشاركة القوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار السياسي والأمني الذي يتطلع إليه الشعب الليبي، مؤكدين أهمية إعلاء المصلحة الوطنية الليبية فوق أي اعتبارات لصون مقدرات الشعب الليبي، وتجنيب الحل العسكري وخاصة الإطماع التركية في البلاد.


خاصة أن المبادرة المصرية تشمل حل الأزمة من خلال مسارات متكاملة على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، كما تهدف المبادرة إلى ضمان التمثيل العادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاث في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة لإدارة الحكم في ليبيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد.


وأضافوا أن الحل السياسي الشامل ودعوة كافة الإطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار أبرز بنود إعلان القاهرة، حيث إن المبادرة ترتكز على مخرجات قمة برلين والتي نتج عنها حل سياسي شامل يتضمن خطوات تنفيذية واضحة فيما يتعلق بالمسارات الأمنية والسياسية والاقتصادية .


 وأشاروا إلى أن أهم بنود المبادرة هو استكمال أعمال اللجنة العسكرية (٥+٥) أي (٥ من حكومة "الوفاق" و ٥ من الجيش الوطني الليبي) برعاية الأمم المتحدة، فضلا عن إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها وكذلك العمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها.
 
التوافق العالمي حول "إعلان القاهرة" زاد رغبة الليبيين في سرعة تفعيله


وجاء رد الفعل العالمي على إعلان القاهرة ليزيد من رغبة الشعب الليبي في تفعيل الإعلان، حيث أثنت دول عربية وغربية على المبادرة التي تقدّمت بها مصر لحل الأزمة الليبية بهدف وقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي.


وتقضي المبادرة التي تمخّض عنها "إعلان القاهرة" بوقف كافة الأطراف المعنيّة في الأزمة الليبية إطلاق النار اعتبارا من الساعة 6 صباح يوم 8 يونيو، مُرتكزة في الأساس على مخرجات قمة برلين والتي نتج عنها حل سياسي شامل تضمن خطوات تنفيذية واضحة المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية واحترام حقوق الإنسان.


من جانبها رحّبت واشنطن بالجهود المصرية الرامية لحل الأزمة الليبية، ودعت الأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، مُشددة على ضرورة عودة الأطراف الليبية إلى مفاوضات الأمم المتحدة، حسبما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية.


وكذلك أعلنت فرنسا دعمها للمبادرة، وذلك خلال اتصال هاتفي بين سامح شكري وزير الخارجية ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان، الذي أثنى على الجهود التي بذلتها مصر في الملف الليبي، مُبديًا ترحيبه بالنتائج التي تحققت أمس السبت بهدف الوقف الفوري للقتال، واستئناف المفاوضات في إطار اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، والتوصل سريعًا لوقف لإطلاق النار ينص على مغادرة المرتزقة الأجانب ليبيا.


كما وصفت السفارة الروسية لدى القاهرة، المبادرة بـ"الهامة"، وذلك في تغريدة عبر تويتر أبدت خلالها ترحيبها بالجهود المصرية. وكتبت: "تقدمت مصر بالمبادرة الهامة لإنهاء الأزمة في ليبيا.. نُرحب بكل الجهود الرامية إلى تسوية النزاع واستعادة السلام في كافة الأراضي الليبية".
 
الدول العربية تشيد بالجهود المصرية وتؤكد تمسكها بالحل السلمي


أما عربيًا، أشادت المملكة العربية السعودية بالجهود المصرية وكافة الجهود الدولية الرامية إلى وقف القتال في ليبيا والعودة للمسار السياسي استنادًا إلى القرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك ما تم التوافق عليه في مؤتمري برلين وجنيف، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.


وأعربت المملكة عن دعمها "جهود تخفيض حدة الصراعات في المنطقة، والمحافظة على وحدة أراضي الدول العربية وحمايتها من التدخلات الخارجية، وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء على لغة السلاح، وحل الأزمات سياسيًا وعدم جدوى محاولات حلها عسكريًا".


وحثّت جميع الأطراف الليبية على تغليب المصلحة الوطنية الليبية والوقف الفوري لإطلاق النار والبدء في مفاوضات سياسية عاجلة وشاملة برعاية الأمم المتحدة وبما يكفل عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والمحافظة على وحدة وسلامة أراضيها وحمايتها من التدخلات الخارجية.


وفي السياق ذاته، أيدت دولة الإمارات العربية المتحدة جهود القاهرة، مثمنة المساعي المخلصة التي تقودها الدبلوماسية المصرية بحس عربي مسؤول وجهود مثابرة ومقدرة.


وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وقوف الإمارات مع كافة الجهود التي تسعى إلى الوقف الفوري للاقتتال في ليبيا، والعودة إلى المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، داعية كافة الأطراف إلى التجاوب الفوري.


ومن جانبه قال رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل بن فهم السلمي، إن هذا الإعلان يضع خريطة طريق للحل السياسي في ليبيا، ويهدف إلى إنهاء الاقتتال بين أبناء الشعب الليبي، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كافة الأراضي الليبية.


كما دعا كافة الأطراف الليبية إلى التجاوب مع هذا الإعلان حقنًا لدماء الليبيين وحفاظًا على سيادة ليبيا ووحدتها ووضع مصلحة ليبيا فوق أي اعتبار، مُثمّنًا الجهود المصرية لإنهاء الصراع المسلح بين أبناء الشعب الليبي والحفاظ على وحدة وسلامة ليبيا.
 
انتظرنا تحرُّك القاهرة منذ فترة طويلة.. والجميع متفائلون


من جانبه، قال طارق محمد، 44 عام، يعيش في طرابلس، انتظرنا تحرك القاهرة منذ فترة طويلة، إعلان القاهرة مُرضٍ بشكل كبير لكافة الفئات في ليبيا ويتفهم طبيعة الشعب الليبي ويهتم بإرضاء كافة أفراد الشعب.
وأضاف، نعتبر إعلان القاهرة نقطة نور في ممر مظلم كنا نعيش فيه، ننتظر أن يتم تفعيله على أحرّ من جمر لنتخلص من الميليشيات المسلحة التي حولت حياتنا لجحيم، وجاءت القوات التركية لتسكب مزيدًا من الوقود على هذا الجحيم المستعر الذي نعيشه، موضحًا، أن الشعب الليبي شعر باليأس والضياع من طول المعارك وعدم قدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي منذ سنوات طويلة، مضيفًا أن اهتمام "إعلان القاهرة" على التركيز على نقطة وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها أشعره براحة كبيرة، خاصة مع تشديد الإعلان على ضرورة القضاء على الجماعات الإرهابية ونزع سلاح الميليشيات ورحيل التواجد التركي غير المبرر واعتدائه على الأراضي الليبية.
 
مصر وقفت للراغبين في سرقتنا ومشاركتنا في ثروات بلادنا


في السياق ذاته، يقول نافع إسماعيل، 30 عامًا، ندرك جيدًا رغبه القيادة المصرية في حقن دماء الليبيين، ونشعر بالامتنان لأننا ندرك جيدًا أن الجانب المصري قدم كل ما يمكن تقديمه لنا ولقواتنا المسلحة، مضيفًا، مصر الشقيقة الكبرى ونعلم أنها ما كانت لتصمت أمام ما تشهده ليبيا وشعبها، والجميع هنا يتفق مع إعلان القاهرة على أن العمل السياسي هو الحل حيث إننا لا نزال نعيش في ويلات محاولة الحل العسكري الذي تتبناه تركيا وحلفاؤها الذين يرون أن مساحة ليبيا وخيرات بلادنا كثيرة على عدة ملايين ليبيين ويريدون مشاركتنا في ثروات بلادنا.


وأضاف، الحل العسكري يجعل الجميع خاسرين، بل ويؤثر أيضًا على دول الجوار والمحيط الإقليمي، مضيفًا، أحلم بأن يتم الالتزام بالجدول الزمني للفترة الانتقالية التي حددها إعلان القاهرة ووقف إطلاق النار بين الأطراف كافة.


وتابع إسماعيل، جميع الليبيين دفعوا ثمن الحلول العسكرية من أمنهم ودمائهم، ولكن النتائج كانت محبطة والنتيجة أننا نعيش لحظات صعبة على كل ليبي نشهد خلالها مخططات تقسيم بلادنا تجري على قدم وساق، لذلك نحلم بتفعيل إعلان القاهرة والخروج من عنق الزجاجة وانتهاء الكابوس الحالي.