أزمات الاقتصاد القطري تشعل التوترات مع حماس

أزمات الاقتصاد القطري تشعل التوترات مع حماس
أمير قطر تميم بن حمد وإسماعيل هنية

تعاني قطر من أزمة مالية كبرى طالت كافة القطاعات الاقتصادية بعد تحقيق سلسلة خسائر متتالية في الطيران والعقارات وانهيار صادرات الطاقة، وأثرت هذه الأزمة على المعونات التي توجهها قطر لحركة حماس لضمان أمن إسرائيل وعدم إشعال التوترات على الحدود؛ ما أثار أزمة بين قطر والحركة التي تحكم قطاع غزة. 

أزمة حماس وقطر

وتحججت حماس بأن إسرائيل فشلت في الوفاء بالتزاماتها في تفاهمات التهدئة، في ضوء رفض قطر المزعوم لزيادة وتجديد منحها المالية لقطاع غزة، استؤنفت التوترات بين إسرائيل وحماس.


ووفقا لموقع "المونيتور" الأميركي، قصفت إسرائيل عددًا من مواقع حماس في قطاع غزة ردًا على إطلاق صاروخين من القطاع باتجاه مدينة أشدود في جنوب إسرائيل.


وتجددت التوترات بين إسرائيل وحركة حماس بعد أن اتهمت الأخيرة إسرائيل بالفشل في تنفيذ تفاهمات الهدنة التي تم التوصل إليها في أكتوبر 2018، بما في ذلك رفع القيود على الواردات لمشاريع البنية التحتية في غزة.


وانتهت المهلة التي منحتها حماس لإسرائيل لتنفيذ التفاهمات في الأول من نوفمبر دون أن تتخذ إسرائيل أي خطوة إلى الأمام.


وفي غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في 15 نوفمبر بأن قطر رفضت الالتزام الذي طلبته حماس بزيادة المساعدات المالية الشهرية التي تقدمها لقطاع غزة.


تمنح قطر حوالي 17 مليون دولار شهريًا لقطاع غزة، ويخصص هذا المبلغ لمشاريع البنية التحتية والتوظيف المؤقت وشراء الوقود الصناعي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة.

مطالب حماس


وأفاد تلفزيون i24news الإسرائيلي في 15 نوفمبر بأن حماس طالبت بزيادة المنحة المالية القطرية من 17 مليون دولار شهريًا إلى 30 مليون دولار وتجديدها لمدة عام كامل.


وذكرت القناة أن قطر رفضت الالتزام وسط مخاوف من تصعيد حماس للوضع على الأرض مع إسرائيل.


قال القيادي في حماس حمد الرقب: إن قيادة حركته في الدوحة على اتصال دائم بالمسؤولين القطريين بشأن المساعدات المالية الهادفة للتخفيف من الظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة لسكان غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 12 عامًا وفيروس كورونا.


ولم يؤكد الرقب ولم ينفِ الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن المنحة القطرية، لكنه أوضح أن المحادثات مع قطر لا تتم عادة عبر وسائل الإعلام.


وقال: إن قطر لم تتوانَ قط في تقديم دعمها المالي والإغاثي لسكان قطاع غزة "لقد زودت قطاع غزة دائمًا بالمساعدات التي تمس الحاجة إليها، بما في ذلك المنحة المالية التي يتم تقديمها كل بضعة أشهر".


قال مصدر مقرب من السفير القطري في قطاع غزة لـ"المونيتور"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن حماس تطالب بتجديد وزيادة المنحة القطرية لمدة عام كامل في ظل الأوضاع الصعبة في القطاع المحاصر.


وأضاف: "الأمر يتعلق بالدرجة الأولى بإسرائيل التي وعدت بالنظر في مطالب حماس"، موضحاً أن السفير القطري محمد العمادي نقل مطالب حماس إلى إسرائيل منذ نهاية آب.


وبحسب المصدر فإن هذه المطالب تشمل زيادة المنحة المالية وتمديدها لمدة عام كامل وإظهار تقدم في تنفيذ تفاهمات التهدئة، لكن إسرائيل لم ترد بعد.

تعنت قطري


وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في 12 نوفمبر، بأن إسرائيل تستغل علاقاتها مع قطر لتقديم منحة شهرية قدرها 30 مليون دولار لقطاع غزة حتى نهاية العام الجاري فقط.


يأتي ذلك ضمن سلسلة التسهيلات الاقتصادية التي تناقشها إسرائيل مع مصر وقطر للتخفيف من الوضع الإنساني والاقتصادي في غزة، بحسب الصحيفة.


وقال محلل سياسي مقرب من حماس، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن تسريبات إعلامية إسرائيلية بشأن رفض قطر زيادة المنحة القطرية تهدف إلى الضغط على الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة للحفاظ على حالة الهدوء التي سادت الأشهر الأخيرة على طول الحدود مع إسرائيل.


وأضاف: "إذا وافقت قطر على زيادة المنحة سينتهي كل شيء، ولكن الأزمة لدى قطر أيضاً وليس إسرائيل فقط".