حذرت واشنطن من أي عمل عسكري تركي يهدد بزعزعة استقرار سوريا، وهو ما دفع النظام التركي لدعوة الولايات المتحدة لوقف دعمها للجماعات الكردية السورية، حيث أكد مصدران عسكريان سوريان لوكالة رويترز، أن التصريحات جاءت في الوقت الذي واصلت فيه المدفعية التركية قصفها للقواعد الكردية وأهداف أخرى قرب تل رفعت وكوباني.

قوة مفرطة

ونقلت وكالات أنباء روسية عن مبعوث روسي إلى سوريا قوله: إن موسكو المتحالفة مع دمشق دعت تركيا إلى ضبط النفس في استخدامها للقوة العسكرية "المفرطة" في سوريا ومنع التوتر من التصعيد، وقالت قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب: إن 15 مدنيا ومقاتلا قتلوا في ضربات تركية في الأيام الأخيرة، بينما تعهد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بمواصلة العمليات ضد المسلحين، مجددا الدعوات لواشنطن حليفة الناتو بوقف دعم القوات في سوريا التي تصفها أنقرة بأنها جناح من حزب العمال الكردستاني المحظور، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، وقال أكار أمام لجنة برلمانية في كلمة: "نقول لجميع شركائنا، لاسيما الولايات المتحدة، على كل المستويات، إن وحدات حماية الشعب تساوي حزب العمال الكردستاني، ونصر على مطالبنا بوقف كل أنواع الدعم للإرهابيين"، وأضافت الصحيفة اللندنية، أن الهجمات التركية الغاشمة تسببت في مقتل طفل ومعلم وأصيب ستة أشخاص بجروح أمس الاثنين عندما سقطت قذائف مورتر على منطقة حدودية في مقاطعة غازي عنتاب التركية.

قال مسؤول أمني كبير: إن قواتها المسلحة ردت بطائرات قصفت أهدافا في سوريا مرة أخرى، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن العمليات لن تقتصر على حملة جوية وقد تشمل قوات برية. شنت تركيا عدة عمليات عسكرية كبيرة ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب وداعش في شمال سوريا في السنوات الأخيرة.

مخاوف أميركية

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: إن واشنطن أبلغت أنقرة مخاوفها الخطيرة بشأن تأثير التصعيد على هدف محاربة داعش، وقال المتحدث: "لقد حثثنا تركيا على عدم القيام بمثل هذه العمليات، تمامًا كما حثثنا شركاءنا السوريين على عدم الهجمات أو التصعيد"، وأكدت الصحيفة اللندنية، أن الولايات المتحدة تحالفت مع قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب في القتال ضد داعش في سوريا؛ ما تسبب في شقاق عميق مع تركيا، وقالت تركيا إن طائراتها الحربية دمرت 89 هدفا في سوريا والعراق يوم الأحد وقتل 184 مسلحا في عمليات استهدفت وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني يومي الأحد والاثنين، وكانت أنقرة قد قالت: إن عمليتها في نهاية الأسبوع كانت ردا على هجوم بالقنابل في إسطنبول الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وألقت السلطات باللوم فيه على المسلحين. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الهجوم ونفى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية أي دور لهما.