أسباب تعليق البنك الدولي تمويلات مشاريع البنية التحتية في اليمن.. خبراء يجيبون

أسباب تعليق البنك الدولي تمويلات مشاريع البنية التحتية في اليمن

أسباب تعليق البنك الدولي تمويلات مشاريع البنية التحتية في اليمن.. خبراء يجيبون
صورة أرشيفية

في تطور مفاجئ، أعلن البنك الدولي عن تعليق كافة أشكال التمويل والدعم المقدمة لمشاريع البناء والبنية التحتية في اليمن. القرار الذي تم إبلاغه عبر منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، جاء كرد فعل على ما وصفه البنك بـ"قصور في القيادة والإدارة"، بالإضافة إلى "عدم الالتزام بالتوصيات المقدمة". 
 
*أسباب التعليق* 

وفقًا للمصادر، فإن هذا الإجراء يأتي كجزء من سياسة البنك الدولي الرامية إلى ضمان الفعالية والشفافية في استخدام الأموال المخصصة للمساعدات الإنمائية، وقد أثار هذا القرار قلقًا بين المجتمعات المحلية التي تعتمد على هذه المشاريع لتحسين البنية التحتية والحياة اليومية. 

يذكر أن اليمن، الذي يعاني من صراع مستمر وأزمة إنسانية، كان يعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية. ومع هذا القرار، يبدو أن الطريق نحو التعافي والإعمار قد أصبح أكثر صعوبة. 

البنك الدولي لم يصدر بعد بيانًا رسميًا يوضح الأسباب التفصيلية وراء هذا التعليق، ولكن المصادر تشير إلى أن هناك مراجعات دورية تُجرى لتقييم أداء المشاريع ومدى التزام الأطراف المعنية بالمعايير المطلوبة. 

تبقى الأسئلة معلقة حول كيفية تعامل الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية مع هذا التحدي الجديد، وما الخطوات التي ستتخذ لضمان استمرارية المشاريع الحيوية في ظل هذه الظروف. 
 
*تدخلات مدروسة* 

من جانبه، يقول محمود الطاهر، المحلل السياسي اليمني: إن التحديات التي يواجهها اليمن تتطلب تدخلات مدروسة ومستدامة، مضيفًا أن البنك الدولي، من خلال تعليق التمويل، يسعى لضمان أن الأموال المخصصة للتنمية تُستخدم بشكل فعال وشفاف.  

وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر": الجميع يدرك الحاجة الماسة للشعب اليمني للدعم، ولكن في نفس الوقت، يجب أن نضمن أن الأموال تُنفق بطريقة تعود بالنفع على المجتمعات المحلية وتساهم في بناء مستقبل مستقر ومزدهر لليمن. 

وأوضح أن تعليق التمويل من قبل البنك الدولي يُعد إشارة واضحة إلى الحاجة لتحسين الإدارة والقيادة في المشاريع التنموية، مضيفًا، من الضروري تطوير آليات رقابة أقوى وتعزيز الحوكمة الرشيدة لضمان أن الاستثمارات تُستخدم بشكل يعود بالنفع على الشعب اليمني وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة. 
 
*رقابة صارمة* 

في السياق ذاته، يقول علي الصراري، المحلل السياسي اليمني: إن الوضع الاقتصادي في اليمن يعاني من التضخم المرتفع وتدني جودة الوظائف، وهذا يؤثر سلبًا على القطاع العام والخاص على حد سواء.  

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن تهديدات الحوثيين لحركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وإقحام اليمن في حروب مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يهدد السلام والاستقرار وهما الأساس لأي تنمية مستدامة. 

وتابع: لذلك يجب أن نعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي كخطوة أولى نحو تحسين ظروف المعيشة وتحقيق نمو شامل يشمل جميع أفراد الشعب اليمني. 

وأضاف: أن المساعدات الدولية تلعب دورًا حيويًا في دعم اليمن، ولكن يجب أن تكون هناك رقابة صارمة على كيفية توزيع هذه المساعدات، الشفافية والمساءلة هما مفتاحان لضمان أن المساعدات تصل إلى من هم في أمس الحاجة إليها وأنها تُستخدم في تحقيق الأهداف التنموية المرجوة.