إغلاق قناة مكملين في تركيا.. ما علاقة زيارة أردوغان إلى السعودية؟

اصدرت تركيا قرارا بإغلاق قناة مكملين في

إغلاق قناة مكملين في تركيا.. ما علاقة زيارة أردوغان إلى السعودية؟
صورة أرشيفية

جاء إعلان قناة مكملين الإخوانية، مساء الجمعة، خروجها من تركيا التي كانت تتخذ منها مركزا لها، له عدة دلالات يرتبط بها، ولا سيما أن الإعلان جاء غداة زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان، التي أجراها إلى الرياض، للمرة الأولى منذ 5 أعوام.

وكشف قرار القناة الإخوانية، والتي سبقها عدة بيانات لإعلاميي الإخوان يؤكدون عن توقف نشاطاتهم في تركيا، أن أردوغان يسعى بشتى الطرق إلى إرضاء وكسب زعماء العرب، وعلى رأسهم مصر والإمارات والسعودية، في ظل ما يمر به من أزمات داخلية وخارجية طاحنة.

زيارة أردوغان إلى السعودية

وصل أردوغان، مساء الخميس الماضي، إلى مدينة جدة السعودية، في زيارة رسمية، بعد دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وفي مؤتمر صحفي عقده بإسطنبول قبيل توجهه إلى السعودية، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن زيارته إلى السعودية "مؤشر على إرادتنا المشتركة لبدء مرحلة جديدة من التعاون بوصفنا دولتين شقيقتين".

وأضاف أردوغان: "خلال زيارتي سنستعرض العلاقات التركية السعودية بكافة أبعادها".

ويحرص أردوغان في الوقت الحالي على إعادة العلاقات إلى نصابها مع الشرق الأوسط، بعدما هرب المستثمرون الأجانب من تركيا في أكبر حركة لخروج الاستثمار الأجنبي من السوق التركي في التاريخ.

وتأتي السعودية في المركز الثاني بالسوق العقاري في تركيا، وتحتل مراكز متقدمة في إنعاش العمل بالسوق التركي، سواء سوق السجاد والمفروشات، أو الملابس والأغذية، وتسببت المقاطعة الشعبية التي فرضها الشعب السعودي على تركيا، في انهيار الاقتصاد إلى نحو غير مسبوق.

وفقا للأرقام التي نقلتها وكالة بلومبرج عن هيئة الإحصاء السعودية، فقد هوت قيمة الواردات السعودية من المنتجات التركية إلى 9.47 مليار دولار في 2019، مقارنة بنحو 12.74 مليار دولار.

والمفاجأة، أن واردات السعودية خلال أول 8 أشهر من 2020 تراجعت بشكل مهول إلى 1.91 مليار دولار، مقارنة بـ9.47 دولار في عام 2019، وفقا لبلومبرج.

 

مما يعني أن أردوغان في حاجة ملحّة إلى إعادة الاستثمارات العربية، والتعاون الاقتصادي التركي- العربي، في ظل استعداداته لخوض المعترك الانتخابي المقرر في 2023، بينما يواجه تراجُعًا كبيرًا في شعبيته بسبب الانهيار الاقتصادي.

علاقة إغلاق قنوات الإخوان

يستوعب أردوغان أن فكرة التطبيع بينه وبين العرب، تتوقف على عدة شروط من الدول في المنطقة، والتي يأتي أبرزها التوقف عن التدخل في شؤون الدول، واحترام السيادة الدولية، وعدم انتهاك الحقوق والقوانين في شرق المتوسط، بالإضافة إلى التوقف الفوري عن دعم أو السماح لأنشطة الإخوان الهاربين في تركيا.

ووفقًا لخبراء ومراقبين، فإن أردوغان تلقى رسالة هامة خلال زيارته إلى السعودية، بأن التحالف بين مصر والسعودية والإمارات، لا يتجزأ وأن إعادة العلاقات مع أنقرة تحتاج مزيدا من التقدمات والتراجع عن سياسة أردوغان السابقة.