حادث "نطنز" النووي.. إهمال إيراني متكرر وتحجج بـ"الإرهاب"

تواجه المفاعلات النووية الإيرانية مشاكل متكررة بسبب إهمال نظام الملالي وعدم اكتراثه بالشعب

حادث
صورة أرشيفية

استيقظ الشعب الإيراني، صباح اليوم، على مشكلة جديدة كعادة السلطات الإيرانية التي تسعى للوصول إلى سلاح نووي معرضة أمن العالم للخطر وشعبها أيضا، حيث شهدت المنشآت النووية الإيرانية حادثا جديدا يتعلق بالطاقة الكهربائية في منشأة نطنز  لتخصيب اليورانيوم الواقعة تحت الأرض، وذلك بعد يوم من تشغيل طهران أجهزة طرد مركزي متقدمة جديدة لتخصيب اليورانيوم بالموقع.

ماذا حدث في نظنز الإيرانية اليوم؟ 

بعد انتشار الأنباء عن الحادث؛ سارعت السلطات الإيرانية برسالة طمأنة سريعة بعد الحادث في محاولة لاحتوائه، وادعت أنه "لم يسفر عن إصابات أو تلوث نووي أو إشعاعي".

الأمر الذي أثار القلق والمخاوف أن ذلك الحادث أتى بعد ساعات من إعلان إيران بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة في الموقع تعمل على تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع.


إذ دشن الرئيس الإيراني حسن روحاني رسمياً، أمس السبت، سلسلة من 164 جهازا للطرد المركزي من نوع "آي آر-6"، وتعتبر هذه خطوة من طهران مخالفة جديدة لبنود الاتفاق النووي.
 
وفي وقت لاحق، أفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية نقلا عن مصادر استخباراتية قولها مساء اليوم الأحد، بأن جهاز الموساد يقف وراء الحادث.

وأضافت المصادر: أن وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" نفذت هجوما سيبرانيا ضد منشأة نطنز النووية الإيرانية، ولم يكشف تقرير إذاعة "كان" عن جنسية مصادر المخابرات.

إعلان إيراني بالتدخل الخارجي

ولأجل احتواء الشعب الإيراني أعلنت إيران في وقت لاحق تعرض مركز تخصيب اليورانيوم في نطنز لعمل وصفته بـ"إرهابي"، من دون أن تذكر طبيعة العمل الإرهابي أو الجهة التي نفذته.


ونقل التلفزيون الإيراني الحكومي عن مدير برنامج إيران النووي المدني وصفه انقطاع الكهرباء عن منشأة نطنز النووية، وسط البلاد، بأنه "إرهاب نووي".


وأفاد بيان رسمي إيراني بأن مصنع تخصيب اليورانيوم في نطنز تعرض لعمل "إرهابي"، وذلك بعدما أعلنت السلطات في وقت سابق الأحد أن المنشأة شهدت "انقطاعا في التيار الكهربائي" لم يعرف سببه.

الحادث ليس الأول


تعرضت إيران للعديد من الحوادث في المنشآت النووية في الفترة الأخيرة دلت على إهمال شديد من قبل السلطات الإيرانية والعاملين على البرنامج النووي أبرز تلك الحوادث كان في يوليو الماضي عندما أعلنت طهران وقوع حادث في الموقع نفسه المنشآت النووية، حيث قال آنذاك بهروز كمالوندي، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن الحادث وقع في مبنى قيد الإنشاء، وإنه لم تكن هناك خسائر في الأرواح أو مخاوف بشأن حدوث تلوث إشعاعي.


وفي ذلك الوقت نقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن حاكم مدينة ناتانز، رمضان علي فردوسي، وصفه للحادث بعد ذلك بأنه كان حريقاً، موضحًا أن فرق الإطفاء والإنقاذ انتشروا في الموقع، الذي يبعد قرابة 250 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة طهران.


وقال معهد العلوم والأمن الدولي في ذلك الوقت: إن المنشأة التي وقع فيها الحادث عبارة عن مصنع ضخم لإنتاج وتطوير أنواع مختلفة من أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم، وفقًا لما ذكرته شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.


وفقا للمعهد الدولي فإن الحادث لن يؤثر على قدرة إيران على تصنيع وتطوير أجهزة الطرد المركزي الحديثة.


لكن انفجار نطنز الذي وقع العام الماضي جاء ضمن سلسلة حوادث استهدفت في مجملها البنية التحتية في إيران؛ إذ تم الإبلاغ عن نحو 6 حوادث، منها حرائق وانفجارات طالت منشآت مختلفة في البلاد.

أصابع اتهام تذهب إلى إسرائيل 


ورجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن سبب الحادث الأخير يعود إلى هجوم سيبراني، حيث أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية بأن الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت مزاعم مماثلة مفادها أن الهجوم السيبراني المزعوم تسبب في انقطاع الكهرباء وألحق ضررا بالمنشأة النووية التي تضم أجهزة طرد حساسة.


ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أن تلك التقارير لا تكشف عن مصادر هذه المزاعم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تحظى بعلاقات وثيقة مع الأجهزة العسكرية والاستخباراتية في البلاد.


ونقلت الوكالة عن كبير الباحثين في معهد تل أبيب لدراسات الأمن القومي، يوئيل جوزانسكي قوله: «يصعب لي أن أصدق بأن هذا مجرد صدفة، وإذا لم يكن هذا الحادث صدفة -وهناك شكوك قوية بهذا الشأن- فإنه يعني أن أحدا يسعى إلى توجيه رسالة مفادها: بإمكاننا الحد من تطور إيران ولدينا خطوط حمراء».

معارض إيراني لـ"العرب مباشر": السلطات تخاطر بحياة الشعب

من جانبه قال المحلل السياسي الإيراني سوران بالاني في اتصال هاتفي لـ"العرب مباشر": إن أحد المخاوف من العملية النووية الإيرانية هي تسييس المفاعلات بإقامتها بجانب مناطق قريبة من التجمعات السكنية وخصوصا في طهران ولذلك هناك الكثير من المخاطر. 

وأضاف: أن أحد المخاطر من تلك المنشآت عندما يقوم المجتمع الدولي أو بعض الدول بضرب المفاعل ونتج عن ذلك انفجار فسيشكل خطرا على حياة المواطنين، مضيفا أن المشكلة الأساسية لدى الحكومة الإيرانية هي أنها لا تعطي أي قيمة للشعب ولا يقتصر الأمر على المنشآت النووية، لافتا إلى أن هناك معسكرات أمنية وعسكرية ومعسكرات صاروخية في المناطق السكنية بالمدن والمحافظات الإيرانية.