حظر الأسلحة وسحب المرتزقة من ليبيا.. أبرز الملفات على طاولة برلين

ينطلق مؤتمر برلين بشأن ليبيا ويناقش عدد من الملفات

حظر الأسلحة وسحب المرتزقة من ليبيا.. أبرز الملفات على طاولة برلين
صورة أرشيفية

ينطلق مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، غدًا الأربعاء، في العاصمة الألمانية برلين، وهو المؤتمر الذي سيكون على مستوى وزراء خارجية الدول الرئيسية المعنية بالصراع في ليبيا، وتشارك الحكومة الانتقالية الليبية الجديدة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في هذا المؤتمر لأول مرة.


ومن المقرر أن يكون طرح مسألة خروج المرتزقة الأجانب والمقاتلين المسلحين على رأس الملفات المطروحة في مؤتمر برلين الثاني، فعلى الرغم من مخرجات المؤتمر الأول للزعماء، وتشديدهم على ضرورة خروج المرتزقة من ليبيا، إلا أن ذلك لم يتحقق، وما زال انتشار المرتزقة الأجانب وانتشار المسلحين في الغرب الليبي يهدد وحدة ليبيا، ويهدد المسار السياسي المقرر أن يصل للانتخابات التشريعية والرئاسية في ديسمبر المقبل.

سحب المرتزقة


ومن المقرر أن تتناول قمة برلين قضية الميليشيات المنتشرة في غرب ليبيا، حيث دعا إلى عقد القمة للمرة الثانية الأمم المتحدة وألمانيا، ومن المنتظر أن تشارك فيها أهم الأطراف الفاعلة في الصراع. ويهدف المؤتمر أيضاً إلى تقييم التقدم المحرز منذ مؤتمر برلين الأول في أوائل عام 2020.


كذلك، تشارك في المؤتمر وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، التي ستقود وفد الأمم المتحدة إلى مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة.


ومن جانبها، أعربت المسؤولة الأممية ديكارلو في تغريدة على حسابها على "تويتر"، قائلة: "سنعمل على الدفع نحو إحراز تقدم في اتفاق وقف إطلاق النار -بما في ذلك احترام حظر الأسلحة وسحب المرتزقة- وخارطة الطريق السياسية والانتخابات".


انقسام ليبيا


كما تحدث رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "أونسميل"، يان كوبيش، في إحاطة افتراضية أمام مجلس الأمن أمس، محذرًا من استمرار وجود العناصر الأجنبية والمرتزقة، وأكد أن هذا "يرسخ انقسام ليبيا".
ودعا إلى التخطيط وضمان المغادرة المنتظمة للمقاتلين الأجانب والمرتزقة والجماعات المسلحة بالإضافة إلى نزع سلاحهم وتسريحهم وإعادة دمجهم في بلدانهم الأصلية.

المرتزقة الأجانب أهم العقبات 


كما تؤكد الخبيرة الأوروبية كلوديا جاتسيني،  أن هناك عقبات كبيرة أمام تحقيق سلام طويل الأمد في ليبيا التي تشهد حربا أهلية. 


وقالت جاتسينى، الباحثة في "مجموعة الأزمات الدولية"، إن القمة المقرر عقدها غدًا الأربعاء يمكن أن تعطي دفعة جديدة لعملية السلام، وأضافت: "البرلمان الليبي والسلطة التنفيذية وحدهما لم يتمكنا من دفع العملية إلى الأمام"، موضحة أن هذا أدى إلى تصاعد التوترات بين الجماعات المتنافسة في ليبيا مرة أخرى حديثاً.


20 ألف مرتزق أجنبي


كما أشارت جاتسيني، إلى أن إحدى أكثر المشكلات إلحاحاً هي عدم وجود أساس قانوني للانتخابات المزمع إجراؤها في ديسمبر المقبل، حيث سيصوت الليبيون لانتخاب البرلمان، وربما رئيس جديد أيضاً.


وتنتشر العديد من الميليشيات في غرب ليبيا في العاصمة طرابلس وفي مصراتة، ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، فلا يزال هناك حوالي 20 ألف مرتزق أجنبي في ليبيا.

سبل خروج المرتزقة
  
بالتزامن مع الاستعدادات لمؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، اجتمع قائد القيادة الأميركية في إفريقيا "أفريكوم"، الجنرال ستيفن تاونسند، مع ممثلي حكومة الوحدة الوطنية ورئيس أركان الجيش اللواء محمد الحداد.


وبحسب موقع "أفريكوم" ناقش اللقاء ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا على الفور، كما استعرض الجهود الجارية لتوحيد المؤسسات العسكرية الليبية، وبحث إمكانية توسيع فرص التعاون العسكري بين ليبيا والولايات المتحدة.


وعقد اللقاء في المغرب ضمن فعاليات تمرين الأسد الإفريقي 21، والذي جاء بمشاركة العديد من القادة العسكريين في البلدان الإفريقية، بغرض بناء الاستعداد وبناء وتعزيز الشراكات.

فعاليات مؤتمر برلين


كما توجه وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأمين العام للجامعة العربية  أحمد أبو الغيط، إلى ألمانيا، اليوم الثلاثاء، للمشاركة في فعاليات مؤتمر "برلين 2" حول ليبيا، للتباحث مع وزراء خارجية الدول المعنية حول آخر التطورات على الساحة الليبية، ودعم استقرار الأوضاع في ليبيا.


وكان الوزير شكري أكد خلال اجتماعه بالقاهرة، مؤخرا، مع وزيرة خارجية ليبيا، نجلاء المنقوش، أن مؤتمر "برلين 2" يمثل دعما لتفعيل المؤسسات الليبية، وفرصة لتنفيذ مبادرة الحكومة الليبية وتحقيق استقرار البلاد.

مبادرة الخارجية الليبية


من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، قبيل يوم من المؤتمر الدولي، إن "مؤتمر برلين الأول تزامن مع معاناة البلاد من انقسام على مستوى السلطة التنفيذية، الأمر الذي منع الليبيين حينها من توحيد جهودهم والدفع بمطالب واضحة وموحدة تحقق تطلعاتهم، فلم يكن الصوت الليبي وهو المعنى الأول حاضراً بشكل ركيزي ومنظم".


وفي كلمة متلفزة أذيعت ظهيرة اليوم الثلاثاء، أضافت المنقوش: "اليوم توحدت السلطة التنفيذية، وصار لليبيا مجلس رئاسي وحكومة واحدة نالت ثقة مجلس النواب؛ ما يمكّننا من طرح مبادرة وطنية ليبية لكلّ الليبيين، لها أهداف واضحة دون انحياز لأيّ طرف، ترتكز على بنود خارطة الطريق التي قررها ملتقى الحوار السياسي الليبي وأعطى للسلطة التنفيذية مهمة تنفيذها".


وتابعت: "لقد عملنا خلال الثلاثة الأشهر الماضية وبوصفنا سلطة تنفيذية موحدة على إعداد مبادرة وطنية ليبية أسميناها مبادرة "استقرار ليبيا"، سنطرحها خلال مؤتمر برلين 2 في 23 يونيو من هذا الشهر، تهدفُ "ولأول مرة منذ سنوات" إلى أن يأخذ الشعب الليبي زمام أمره ويقود بنفسه هذه العملية بالتعاون مع الدول المشاركة والداعمة لاستقرار بلادنا".


بطيء في التنفيذ


وأبدت الوزيرة قلقها مما وصفته بالتلكؤ في تنفيذ نصوص مؤتمر برلين الأول، رغم توحيد السلطة التنفيذية وتوقيع وقف إطلاق النار وبوادر فتح الطريق الساحلي.


وبحسب قولها "فقد دفع ذلك إلى التفكير في صيغة عملية ستطرح في برلين 2  تهدف إلى وضع برنامجٍ زمني محدد لتنفيذ قرارات مجلس الأمن بالخصوص وخلاصات برلين.


وأضافت: "ستركز مبادرة استقرار ليبيا على خلق آليات تنفيذية لحل المشكل الأمني والاقتصادي، تهدف إلى توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، وتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ شروطه بما في ذلك وضع برنامج زمني واضح لانسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة".