ما وراء الزيارات بين القطريين ومسؤولي "الوفاق" الوطني المتكررة

ما وراء الزيارات بين القطريين ومسؤولي
الشيخ تميم بن حمد آل ثان والسراج

أسرار كبرى تندرج وراء ستار الزيارات المتبادلة بين المسؤولين القطريين ونظرائهم في حكومة الوفاق الوطني، تسعى من خلالها الدوحة لتثبيت أقدام الإخوان في ليبيا وعدم السماح بمرور اتفاقيات وقف إطلاق النار مرور الكرام. 


محاولات قطرية

تكررت الزيارات التي قام بها مسؤولون ليبيون في حكومة الوفاق الوطني وقادة بارزون في جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا إلى قطر مؤخراً، مما أعاد الدور القطري في ليبيا إلى الواجهة مرة أخرى، وسط مخاوف جدية بشأن الدوافع وراء هذه الزيارات في وقت تسارعت وتيرة الحوار السياسي والعسكري بين الأطراف الليبية بحثاً عن تسوية. 


كما كشفت هذه الزيارات عن ضعف جهاز المخابرات في معسكر الجيش الوطني الليبي والخاصة بمراقبة التحركات القطرية وإحباط خطط الدوحة للتغلغل بعمق في المشهد الليبي والالتفاف على المسار السياسي.


من خلال مقاربته الجديدة، يعزز التحالف القطري الإخواني مكاسبه في السنوات القليلة الماضية في ليبيا ويأمل في تحقيق تحول على الأرض. 


ويهدف التحالف في نهاية المطاف إلى تمكين الدوحة وأنقرة من دفع أجندتهما وسط الزخم المتزايد للجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى توفير فرصة حقيقية لليبيين للاتفاق على تسوية سياسية. 


زيارات أخرى مرتقبة

وأكد "خالد المشري" ، رئيس المجلس الاستشاري الأعلى للدولة في ليبيا، عقب زيارته الأخيرة للدوحة، أن "زيارات المسؤولين القطريين والليبيين إلى البلدين مستمرة ولم تتوقف أبدًا". 


وسبقت زيارة "مشري" إلى الدوحة زيارات مماثلة قام بها عدد من وزراء حكومة الوفاق الوطني بمن فيهم وزير الخارجية محمد سيالة ووزير الداخلية فتحي باشاغا. ومن المقرر أن يتوجه وزير دفاع حكومة الوفاق الوطني صلاح الدين النمروش إلى الدوحة هذا الأسبوع لمتابعة المحادثات بشأن تنفيذ مذكرة التفاهم الأمنية الموقعة قبل أيام بين قطر وحكومة السراج في ليبيا.


ما وراء الزيارات


ورأى محللون أن السر وراء تلك الزيارات يكمن في إدخال ترتيبات سياسية وأمنية جديدة للمرحلة المقبلة.

ولم يتردد طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب الليبي في القول إن "الهدف من هذه الزيارات واضح وواضح للجميع، وهو تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه مجلس النواب الليبي، واللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 في جنيف، سويسرا".


واعتبر ميهوب أن هذه المحاولة، التي وصفها بـ "اليائسة"، محكوم عليها بالفشل ، "لأن الليبيين مصممون على وضع حد للتدخل القطري، فهو لا يختلف عن الدور التركي في ليبيا ، والتخلص من أدواتها العلنية والسرية" ، في إشارة إلى الميليشيات والمنظمات الموالية للإخوان المسلمين. 


كما قال البرلماني الليبي "علي التقبلي": إن "هذه التحركات القطرية تأتي في وقت تجري فيه محاولات جادة لإيجاد منصة لتسويات تمهد الطريق، إلى المصالحة بين الليبيين، مما يعني أن هدفهم هو إفشال تلك الجهود وأي محاولة للمصالحة ".


وسلطت مصادر أخرى الضوء على أهداف إضافية لقطر، ورأوا أن قطر كانت تسعى من خلال تحركاتها إلى استباق نتائج جلسات الحوار الليبي بإعادة ترتيب أوراقها في ليبيا بما يضمن استمرار دورها وتأثيرها في المشهد السياسي الليبي المقبل الذي ستشكله نتائج الحوار الليبي، ووضع العوامل التي تسمح لها بإكمال مشروعها في ليبيا.