لماذا يسعى أمير قطر للتقارب مع الرئيس التونسي؟

لماذا يسعى أمير قطر للتقارب مع الرئيس التونسي؟
الشيخ تميم بن حمد آل ثان والرئيس التونسي

بعد أن أصبح منبوذا من زعماء المنطقة العربية، الذين شهدوا على عداوته وأعماله الإرهابية ببلادهم لأكثر من مرة، ومساعيه لنشر الإجرام والفوضى بها، فضلا عن تشويههم طول الوقت، بدأ أمير قطر تميم بن حمد يتحسس طريقه نحو الرؤساء الجدد بالمنطقة العربية.


قيس سعيد.. الرئيس التونسي الذي تولى الحكم في أكتوبر الماضي، هو الهدف الجديد لأمير قطر، حيث بات واضحا بشدة مساعيه المكثفة للتقارب منه، منذ توليه الرئاسة، حيث سرعان ما بادر بالتواصل معه، بينما تملقه الإعلام القطري، وعلى رأسه قناة "الجزيرة".

تقارب تميم


تداولت الجزيرة العديد من التقارير التي ترسخ من ذلك الدعم، أحدها بعنوان "الرئيس التونسي لأمير قطر: كأني أعرفك منذ زمن بعيد"، و"أمير قطر يشيد بالرئيس التونسي"، فضلا عن العديد من الاحتفاء بين الطرفين، وهو ما أظهر أن ذلك يأتي بأوامر من الديوان الأميري.


وفي النصف الثاني من فبراير الماضي، سارع تميم بزيارة تونس فى وقت كانت تشهد فيه الساحة المحلية بها خلافات بين الرئاسة وحركة النهضة الإخوانية التى يتزعمها راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة، بسبب تشكيل حكومة إلياس الفخفاخ، والتي اعترضت عليها الحركة لعدم تمكينهم من وزارتي الداخلية والاتصالات، وهو ما دفع قيس سعيد للتهديد بحل البرلمان، لذلك سعى أمير قطر لدعم الحركة الإخوانية وحل الخلاف.


وقبل يومين، أجرى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا برئيس تونس قيس سعيد، لبحث مستجدات فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بالبلدين، وأكد دعم الدوحة له، وتم تبادل وجهات النظر حول الاجراءات المتخذة بكل منهما للوقاية من انتشار هذا الفيروس.


فيما ادعت بعض المواقع الإلكترونية أن أمير قطر جدد دعوته للرئيس التونسي من أجل أداء زيارة إلى الدوحة.

أسباب التقارب المثير للجدل


التقارب المفاجئ من قطر لتونس، أثار الجدل بالبلد الإفريقية لاسيما بين ساستها، حيث إنه لم يكن معهودا من قبل إبان فترة الرئيس السابق، وهو ما فسره باسل ترجمان، المحلل السياسي التونسي، بأنه منذ بداية الجائحة يتواصل الرئيس قيس سعيد مع العديد من الرؤساء بالعالم والمنطقة العربية بشأن طرق مواجهة الجائحة العالمية.


وتابع ترجمان، في تصريحات خاصة، أن الإعلام القطري في ظل المقاطعة وشعور تميم أنه منبوذ عربيا ودوليا، يحاول تزييف الحقائق ونشر الأكاذيب بوجود علاقات قوية بين الدولتين، مستغلا العلاقات القديمة بين قطر وتونس كدولتين شقيقتين قبل وصول تنظيم الحمدين للسلطة.


وأضاف أن الإعلام القطري ابتز وروج لفكرة التقارب التونسي القطري، وأن هناك اهتماما دوليا كبيرا بتميم بن حمد ومواقفه، إلا أنها رواية كاذبة مزيفة معتادة من قناة الجزيرة.


وأشار إلى أن أمير قطر يحاول أن يستشعر التقارب بأي اتصال أو حوار مع أي رئيس عربي، حيث يسيطر عليه وهم أن الدوحة دولة كبيرة ومميزة بالعالم وذات مكانة ضخمة، إلا أن ذلك غير صحيح، فقد حولها لدولة منبوذة دوليا بمواقفه السياسية ودعمه للإرهاب والإخوان، فضلا عن مساعيه لتسهيل المهام التركية للإضرار بالمنطقة.


وفيما يخص زيارة الرئيس التونسي لقطر، سخر ترجمان من تلك الفكرة، مؤكدا أنها غير قابلة للنقاش حاليا، حيث إن الظروف الحالية بالعالم جراء كورونا، والمكان والزمان لا يسمحان على الإطلاق بها في ظل المساعي العالمية لاحتواء الأزمة والتزام الجميع بمنازلهم ووقف حركة الطيران.