ذراع أردوغان لتخريب المنطقة... تعرَّفْ على "خلوصي آكار" وزير الدفاع التركي

ذراع أردوغان لتخريب المنطقة... تعرَّفْ على
صورة أرشيفية

رغم منصبه بالغ الحساسية والأهمية للشعب التركي الذي ظن أنه سيكون سندًا له، لكنه لم يلتفت لمهامّ وظيفته الحقيقية والمطلوبة دستوريًّا، وإنما تحوَّل لخادم وأحد أذرع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، لينفذ أحلامه باستعمار البلدان وإلقائهم بالتصريحات المهينة للنيل منهم، فضلاً عن ارتكاب الجرائم ومدّ يد العون للإرهاب.


"خلوصي آكار".. وزير الدفاع التركي، هو واحد من أحد أهمّ أذرع أردوغان في تركيا، فهو كرباجه في البلاد ضدّ المعارضين، وصوته بالخارج لتنفيذ جرائمه ودعمه إرهابه، ولسانه للإساءة للدول العربية والأجنبية الرافضة للإرهاب والانتهاكات.

البداية 


وُلد "خلوصي آكار" في مدينة قيصرية بتركيا عام 1952، والتحق بالمدرسة العسكرية للقوات البرية عام 1972، ومنها انخرط في الجيش التركي، ليتولى مناصب عديدة في القوات البرية في الجيش التركي.


في عام 2007، تولى "آكار" قائدًا للقوات البرية التركية، ثم تم ترقيته إلى رتبة فريق أول في 2011، وفي أغسطس 2015، اختار مجلس الشورى العسكري التركي الأعلى آكار رئيسًا لأركان الجيش التركي.


عيَّنه أردوغان وزيرًا للدفاع في حكومة رئيس الجمهورية "أردوغان" منذ 9 يوليو 2018، للسيطرة على الجيش، وبعد أن لعب دورًا هامًّا في مسرحية الانقلاب المزعومة ضدّ حكومة حزب العدالة والتنمية، حيث تمّ تكريمه في 25 أكتوبر 2018، بإطلاق اسمه على مسجد ومجمع ديني دشنه اليوم في ولاية "قيصري" وسط البلاد باسم "الفريق أول خلوصي آكار".


وصل آكار لتلك المكانة عبر سجل طويل أسود، مزدحم بالوشاية والجرائم والتملق والإساءة لزملائه، التي يفطن إليها الجميع بتركيا، ما جعل أردوغان يجد فيه ضالته لتنفيذ أغراضه المجنونة والاستعمارية. 

مسرحية الانقلاب


بعد أن تم التدبير لمحاولة الانقلاب المزعومة التي شهدتها تركيا يوم 15 يوليو 2016، كان لآكار دور كبير في أدائها وحبكها، حيث زعم اختطافه خلال الانقلاب، وكان وقتها رئيس الأركان ، ثم ساعد أردوغان في السيطرة على الجيش بالتخلص من كل أفراد الجيش المعارضين له بنشر الادعاءات بشأن الاتهامات والتهديدات وتحويلهم لمحاكمات وسجن كثير منهم، وهو ما سهل لأردوغان الوصول للرئاسة ومنحه سلطات واسعة ديكتاتورية.


وفي محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في 15 يوليو 2016، اصطف آكار لأردوغان، وتمسك برفضه الانقلاب ووقف إلى جانب الحكومة الشرعية، ليرفض ظاهريًّا المظاهرات والمحاولة للانقلاب على أردوغان ويدعم الحزب الحاكم وحكومته.


ذراعًا لأردوغان


ومنذ توليه ذلك المنصب، عمل على خدمة مساعي وأهداف أردوغان بتصفية الجيش من معارضيه والإطاحة بالأكثر شهرة بين القوات المسلحة، وسمح لخريجي المدارس الدينية والمنتمين لحزب العدالة والتنمية الالتحاق بالجيش، بجانب تنفيذ أطماعه لحروبه لما وراء الحدود، بين سوريا والعراق وليبيا، ودعم الجماعات الإرهابية في العالم.


وفي سوريا، تولى "آكار" بالإشراف على العمليات التركية في سوريا، ونفذ المذابح ضد الأكراد في عفرين، وصناعة شبكة قوية من العلاقات مع تنظيم داعش الإرهابي، بجانب تكليفه القوات الجوية التركية باختراق الأجواء العراقية لدعم داعش وإسقاط ضحايا من المدنيين، بزعم ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.


ولذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية القوات التركية، في أكتوبر 2019، بارتكاب "جرائم حرب" في هجومها ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا، وصناعة تحالُف الجماعات المسلحة السورية المدعومة من تركيا، حيث أكدت أنها أبدت ازدراءً مشينًا لحياة المدنيين؛ وارتكبت انتهاكات جسيمة وجرائم حرب، بما في ذلك القتل العمد، والهجمات غير القانونية التي قتلت وجرحت مدنيين؛ وذلك خلال الهجوم على شمال شرقي سوريا.


كما أشرف على إنشاء ميليشيات مسلحة في سوريا، واستخدامها لنقل مرتزقة تخوض حربه الأخرى في ليبيا، حيث يمثل بعضهم بقايا تنظيمَيْ القاعدة وداعش، ويشتهرون بارتكابهم جرائم حرب، بجانب توليه مشروع التدخل العسكري غير القانوني في ليبيا، وعرقلة الوصول لحل سياسي، ودعم الميليشيات التابعة لحكومة فايز السراج، فضلاً عن تحقيق المخططات القطرية بليبيا أيضًا.

تجنيد المرتزقة


ورغم كل تلك المحاولات، إلا أن "آكار" أثبت فشله الذريع، حيث كشفت وزارة الدفاع الأميركية أن تركيا أرسلت ما بين 3500 و3800 مرتزق إلى ليبيا لدعم ميليشيات فايز السراج، وهو ما ولد إحراجًا دوليًّا لأنقرة، لذلك زار وزير الدفاع التركي، قطر، في 19 يوليو الماضي، والتقى تميم بن حمد، وخالد العطية ووزير داخلية حكومة الوفاق الليبية غير الدستورية فتحي باشاغا، لتحقيق فكرة نقل أكبر عدد ممكن من المرتزقة لليبيا، ثم إرسال مرتزقة صوماليين إلى ليبيا.


ولمعالجة ذلك الفشل، يسعى آكار لاستهداف قاعدة الوطية الجوية في ليبيا، بجنوب غرب طرابلس، التابعة لميليشيات الوفاق وتركيا، عَبْر استهداف 9 مواقع تركية في القاعدة، وأن نسبة تدمير التجهيزات بالقاعدة بلغت نحو 80% تقريبًا.


وقبل حوالي أسبوع، وجَّه آيدين سزغين، النائب البرلماني عن حزب "الخير" التركي المعارض، استجوابًا بالبرلمان لوزير الدفاع "خلوصي آكار" حول استراتيجية بلاده في ليبيا بعد قصف قاعدة الوطية، للوقوف حول الهجوم الذي شنته طائرات مجهولة الهوية على قاعدة "الوطية".


كما سبق أن وجَّه البرلمان المصري صفعة قوية لأردوغان وآكار، بعد موافقته بالإجماع على إرسال عناصر من القوات المسلحة في مهامّ قتالية خارج حدود البلاد للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميليشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبي.


تصريحات مثيرة للجدل


لم يتوقف "آكار" عن دعم أردوغان عَبْر كل السبل، لاسيما في قذفه بتصريحاته ضد العديد من الدول، آخِرها قبل أيام قليلة، عَبْر مقابلة تلفزيونية، حيث شنّ هجومًا حادًّا على دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث زعم أن "أبوظبي ارتكبت أعمالاً ضارة في ليبيا وسوريا، ولذلك سنحاسبها في المكان والزمان المناسبين".


ووصل به الأمر إلى الادّعاء بأن أبو ظبي "تدعم المنظمات المعادية لتركيا"، وأثارت تلك التصريحات الجدل حول تهديده للدول العربية ودون وجه حق، لذلك طالبت الجهات الدولية والعربية محاسبة مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعتلون مناصب عُليا في الدول ويقومون بالتدخل في الشأن الداخل للدول الأخرى.


كما ثارت ضده جميع الدول بعد ذلك، حيث أكدت الإمارات أنه على تركيا الكف عما وصفته بالتدخل في الشأن العربي، والتخلي عن "الأوهام الاستعمارية".


وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش"، في تغريدة له على تويتر: "منطق الباب العالي والدولة العليّة وفرماناتها مكانه الأرشيف التاريخي، فالعلاقات لا تُدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية"، معتبرًا أن "التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده، وأنه من الأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخُّلها في الشأن العربي".


كما استنكرت وزارة الخارجية بمملكة البحرين، التصريحات "العدائية لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة"، واعتبرت أن التصريحات: "استفزاز مرفوض يتناقض مع الأعراف الدبلوماسية، وتهديد مستهجن لدولة عربية شقيقة، تميزت بمواقفها القومية الأصيلة، ودورها الفاعل البنّاء في المجتمع الدولي".