وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات صريحة لكل من إسرائيل وإيران بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه رسميًا يوم الثلاثاء، بعد ساعات فقط من إعلانه، معبرًا عن استيائه الشديد من الجانب الإسرائيلي بشكل خاص، الذي سارع إلى الإعلان عن خطط لشن ضربات عسكرية جديدة ضد العاصمة الإيرانية طهران.

وفي منشور عاجل نشره على منصة "تروث سوشيال"، خاطب ترامب الحكومة الإسرائيلية بلهجة غير مسبوقة قائلًا: "إسرائيل، لا تلقوا تلك القنابل. إذا فعلتم فأنتم ترتكبون خرقًا كبيرًا، أعيدوا طياريكم فورًا إلى بلادهم".

وبحسب وكالة "رويتز" الإخبارية الدولية، فقد جاءت هذه التصريحات أثناء توجه ترامب إلى العاصمة الهولندية لاهاي لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). 

وقبل مغادرته البيت الأبيض، أدلى بتصريحات مقتضبة للصحفيين أبدى فيها انزعاجه من الطرفين بسبب انتهاك الهدنة، مشددًا على أن إسرائيل تحديدًا تصرفت بصورة متهورة بقوله: "وقّعوا على الهدنة، ثم بدأوا القصف فورًا".

تل أبيب تبرر الهجوم وطهران تنفي إطلاق صواريخ

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد أعلن أنه أمر بشن ضربات عسكرية جديدة تستهدف مواقع في طهران، ردًا على ما وصفه بإطلاق صواريخ إيرانية يشكل خرقًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن إيران نفت هذه الاتهامات جملة وتفصيلًا، مؤكدة أنها لم تطلق أي صواريخ، وأن القوات الإسرائيلية واصلت هجماتها لمدة ساعة ونصف بعد الموعد المقرر لبدء تنفيذ الهدنة.

ارتياح دولي وترقب حذر في الشرق الأوسط

رغم الاتهامات المتبادلة، ساد شعور بالارتياح النسبي في إسرائيل وإيران وباقي دول الشرق الأوسط، وحتى في الأوساط الدولية، بعد أن بدا أن الطرفين يتجهان نحو إنهاء النزاع الذي اندلع قبل 12 يومًا بهجوم إسرائيلي مباغت، ثم توسع بعد يومين بانضمام الولايات المتحدة للمعركة.

وقال رضا شريفي، أحد سكان طهران الذي اضطر إلى النزوح مع أسرته إلى مدينة رشت شمالي البلاد هربًا من القصف: "نحن سعداء، سعداء جدًا، لا يهم من قام بالوساطة أو كيف حدث ذلك، الحرب انتهت. لم يكن ينبغي لها أن تبدأ أصلًا".

وفي تل أبيب، قال أريك ديامنت، وهو مهندس برمجيات: "للأسف، فات الأوان بالنسبة لي ولعائلتي، لأن منزلنا دُمّر بالكامل في القصف الأخير يوم الأحد. لكن كما يقولون: أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي، وآمل أن تكون هذه الهدنة بداية جديدة".

وكان ترامب قد أعلن عن دخول الهدنة حيز التنفيذ عبر منشور مقتضب على حسابه في منصة "تروث سوشيال"، قال فيه: "وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن. أرجوكم، لا تخرقوه".

لكن سرعان ما بدد استمرار الضربات الأمل في صمود الاتفاق، حيث كشف الواقع الميداني عن هشاشة التفاهمات، واستمرار حالة التوتر والتأهب القصوى في المنطقة.