صاروخ إيران المزعوم

أطلقت إيران صاروخا بإتجاه إسرائيل

صاروخ إيران المزعوم
سهي الجندي

بعد صواريخ حماس الورقية، انطلق صاروخ إيراني من سوريا وانفجر في السماء ونزلت شظاياه بالقرب من مفاعل ديمونا.

هذا هو الحدث وهو واضح ولا يحتمل التأويل فهو صاروخ أرض جو و"حسن النية" إذ لا يوجد في الجو شيء ليستهدفه، فلماذا إذن ادعى البعض أن قواعد اللعبة تغيرت؟ إيران لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل، وتلقت منها الضربات تباعاً ولم تحرك ساكناً إلا في البلدان العربية، ولو كان هذا الصاروخ موجها، لعرف وجهته ولم يخطئها.

والمشكلة تكمن في الأعراب الذين امتلؤوا حبوراً ونشوة لهذا الفتح الإسلامي المبين، وكرست قناة الجزيرة جل يوم أمس للحديث عن هذا الفتح، وقتلته بحثا وتحليلا، وفي نهاية اليوم، ساد الهدوء والذي كذب صدق كذبته، لأنه يريد أن يصدق.

قيل إن العبرة تكمن في أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت في إحباط الصاروخ، مع أنها فشلت ألف مرة أمام صواريخ حماس العشوائية، وليس هناك شيء غريب، والعبرة في الإنجاز، فهل أنجزت حماس شيئا؟ في كل مرة كانت حماس تطلق صواريخ عشوائية، كانت إسرائيل تدمر حياً سكنياً من أحيائها، هل هذه مقاومة؟ ثم أتى العرض المهرجاني وانطلق صاروخ إيراني بنفس الطريقة ولم يصب شيئا ولم يقلق إسرائيل قيد أنملة.

يقول المثل الشعبي: "لا يحرث الأرض إلا عجولها" وتحرير فلسطين لن يتم إلا على يد العرب، فقط عندما يفكرون بأسلوب علمي ويتولى أمورهم أشخاص يفكرون بطريقة علمية ويعرفون فنون الحرب ويخططون بشكل شامل لجميع جوانب المهمة ويسدون جميع الثغرات.

أما الفرس، فهم يبحثون عن مصالحهم ويستخدمون العرب لتحقيقها. وهم اليوم في وضع يسمح لهم بدك إسرائيل وتدميرها، فلديهم ترسانة عسكرية في سوريا، وقواعد تحت الأرض بالقرب من الجولان، وهم قادرون على إطلاق آلاف الصواريخ الحقيقية وبث الذعر في قلوب الصهاينة وإجبارهم على الرحيل، لكنهم لم يفعلوا، بل يحركون ميليشياتهم لتدمر البلدان العربية.

وقديما قال الشاعر الفارسي الأصل عن العرب:
هلْ مِنْ رسولٍ مُخْبِرٌ
عنّي جميع العربِ
مَنْ كانَ حيّاً منهم
ومَنْ ثوى في التُرَبِ
جدِّي الّذي أسمو به
وكسرى وساسانَ أبي
وقيصرُ خالي إذا
عدَدْتُ يوماً نسبي
لمْ يسق أقطابَ سقي
يشْربُها في العُلَبِ
ولا حدا قطُّ أبي
خلفَ بعيرٍ جَرِبِ

ولم يتغير الحال منذ ذلك الزمان، وإلا كيف صار الطريق إلى القدس يمر من الرياض؟

نقلاً عن ميدل إيست أونلاين