الألغام الأرضية تكشف نهج الحوثيين الوحشي لاستهداف النساء والأطفال

كشفت الألغام الأرضية نهج الحوثيين الوحشي لاستهداف النساء والأطفال

الألغام الأرضية تكشف نهج الحوثيين الوحشي لاستهداف النساء والأطفال
صورة أرشيفية

منذ أكثر من ثماني سنوات حتى الآن ، قتل الصراع الدموي في اليمن وجرح آلاف المدنيين من جميع شرائح المجتمع، ونسبة كبيرة منهم من النساء والأطفال الذين وقعوا ضحايا لألغام أرضية زرعتها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

جرائم حوثية

في عام 2017، خرجت دليلة عبده أحمد وابنة عمها عفاف لجلب المياه في مديرية صابر المواديم بمحافظة تعز، لم يكن أحد يعلم أن عناصر من ميليشيا الحوثي تسللوا في الليلة السابقة لزرع الألغام في جميع أنحاء المدينة، وبينما كانت المرأتان تمشيان، انفجر لغم. فقدت دليلة قدميها، بينما فقدت عفاف قدمها اليمنى وكسرت الأخرى، وفي عام 2018 ، غادرت رباب قائد منزلها في بلدة السعيدية بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة مع ابن عمها محمد حنبالة لزيارة زوجها المحتجز، وفي طريقهما، عبر الاثنان جسر الذمي حيث انفجر لغم أرضي زرعه المتمردون الحوثيون، ما أدى إلى مقتل حنبالة على الفور، وبعد خمسة أيام توفيت قايد متأثرة بجراحها، حسبما ذكر موقع "المونيتور" الأميركي.

وبحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 15 نوفمبر، تسببت الألغام الأرضية في اليمن في سقوط نحو 300 ضحية من المدنيين، بينهم 95 قتيلاً و 248 إصابة، وبين شهرَيْ إبريل وسبتمبر 2022، وكانت  المناطق الأكثر تضرراً هي خطوط الجبهة، في محافظتَيْ الحديدة والجوف، وأشار التقرير إلى أن هذه الأرقام أعلى من الخسائر المسجلة في الأشهر الستة التي سبقت الهدنة التي أعلنت في شهر إبريل الماضي، فخلال تلك الفترة، بلغ عدد الضحايا المدنيين 248 قتيلاً ، 101 قتيلاً و 147 جريحاً.

نهج وحشي

وقال أسامة القصيبي هو مدير مشروع مسام، وهو مشروع إنساني لإزالة الألغام الأرضية في اليمن أطلقته المملكة العربية السعودية في عام 2018، إن الحوثيين يتبعون نهجًا وحشيًا من خلال زرع الألغام والعبوات الناسفة في المدارس ، والمراكز الصحية وخزانات المياه بكميات كبيرة، مضيفا "تطهير اليمن من الألغام يحتاج إلى سنوات من العمل بالنظر إلى الكميات الكبيرة من الألغام المزروعة ونقص البيانات حول مكان زرع هذه الألغام".

وقال القصيبي: إنه منذ إطلاق المشروع قامت فرق مسام بإزالة 224.943 ذخيرة غير منفجرة و 7577 عبوة ناسفة و 134.412 لغما مضادا للدبابات و 5720 لغما مضادا للأفراد. قاموا بتطهير 40.736.537 مترا مربعا من الأراضي في اليمن.
بينما قال توفيق الحميدي ، رئيس منظمة يمنية حقوقية: إن معظم ضحايا الألغام في اليمن من محافظة تعز ، حيث بلغ عدد ضحايا الألغام في اليمن 1355 قتيلاً و 8149 جريحاً، تليها محافظة الحديدة وبلغ عدد ضحاياها 833 قتيلاً 441 قتيلاً و 392 جريحاً، وفي محافظة مأرب ، 745 ضحية ، من بينهم 257 قتيلا و 307 جرحى.

كما قال فارس الحميري ، مدير المرصد اليمني لحقوق الإنسان: إن الأطفال والنساء يشكلون نحو 75٪ من المدنيين الذين لقوا حتفهم نتيجة انفجار الألغام والشِّراك الخداعية والذخيرة والعبوات الناسفة والقذائف. 

وتابع: "وثقنا حالات لضحايا من الأطفال نتيجة عبوات ناسفة مموهة على شكل لعب أطفال وصناديق بلاستيكية وأحجار وُضعت على جوانب الطرق ، ومنازل النازحين الفارغة والمزارع ، بالقرب من آبار المياه والأغنام. مناطق الرعي".