لمَن لا يعرف المدير أو اللواء عبد الله محمد السنوسي

لمَن لا يعرف المدير أو اللواء عبد الله محمد السنوسي
اللواء عبد الله محمد السنوسي

اللواء "عبدالله السنوسي" مدير الاستخبارات العسكرية أو المدير كما يطلق عليه الجنود والضباط في الإدارة أو درة التاج الأمني في ليبيا كما وصفته الصحافة الدولية أو النمر الأسود الذي لا يعول على انشقاقه كما تصفه تقارير وكالة المخابرات المركزية الأميركية .

كثيرون هم الذين لا يعرفون شيئًا عن شخصية الرجل فالإعلام المضلل روج الكثير من الأكاذيب عن عبدالله السنوسي باعتباره كان أقوى أعمدة الخيمة في باب العزيزية .


معمر القذافي كان يقول عنه إن كل الناس تتعلم الوفاء والذكاء بعد تجارب تعيشها في حياتها أو من التعليم أو التربية التي تحظى بها، إلا عبدالله السنوسي فالوفاء والذكاء لديه بالفطرة ولم يتلقَه من أحد .


عبدالله السنوسي لم يكن سفاحًا ومجرمًا طيلة حياته ونتحدى أي شخص كان مقبوضًا عليه في زمن النظام يقول إن السنوسي قام بتعذيبه أو الإساءة إليه بأي شكل من الأشكال .


النخوة والرجولة في عقيدة السنوسي تمنعه دائمًا من التعرض للسجناء، كان يؤمن بأن عدوه هو من يحمل البندقية أما بعد فقدان بندقيته والقبض عليه فيجـب التعامل معه كإنسان بغض النظر عن العداوة والجرائم التي ارتكبها .


قليلون من أنصار النظام هم الذين يختلفون مع السنوسي أو ربما لا أحد يجرؤ على ذلك ليس لأنه يستخدم ضدهم ما لديه من سلطات بل لأن عداوة السنوسي كانت حملاً لا يستطيع أحد أن يضعه فوق كتفيه ويقف من جديد.


في الأحداث لم يتخلَّ السنوسي عن قناعاته في التعامل مع المقبوض عليهم، فلم يمد يـده على أحد ولم يشتم أحدًا بل في الكثير من الأحيان كان يقول أثناء التحقيق للمقبوض عليهم في أحداث 17 فبراير أنتم أهلنا أنا بالتأكيد أعرف أحدًا من عائلاتكم .


الغريب أن السنوسي لم يكن بحاجة إلى الدخول في تحقيق طويل مع أي شخص قبض عليه في أحداث 17 فبراير ، فبمجرد أن يجلس أمام المتهم يدلي هذا الأخير بكل ما في جعبته .


كاريزما الرجل وتاريخـه الطويل في العمل الأمني كانت قد حرقت كل مراحل التحقيق العادية التي يلجأ إليها المحقق مع المتهم الذي أمامه .


علاقة معمر القذافي بالسنوسي مهما حاولت أن أعبر عنها فهي علاقة روحية لا تدرك معانيها الحروف والكلمات .


حتى هذه اللحظة ما زال المدير هو صمام الأمان للكثير من المشاكل الاجتماعية في ليبيا بل هو وهذا ليس سرًا من أمر بحماية منظومة النهر الصناعي العظيم في جبل الحساونة وهو أيضا من أنهى الكثير من المشاكل الاجتماعية بين القبائل في الجنوب .


عبدالله السنوسي رجل تحبه ليبيا حتى الهيام وهو يعشقها لدرجة أن رؤيته لها آمنة ومستقرة هي كل أمانيه وطموحاته .


فليخرج عبدالله السنوسي من السجن اليوم قبل الغد إذا كان هناك فعلا مَن يريد لهذا الوطن أن يعود إلى أمنه وأمانه وعزتـه وشموخه .


أقول هذا الكلام لأن وجود عبدالله السنوسي في السجن وليبيا تمر بهذه الظروف العصيبة أشبه بمن يمسك الماء عن الأرض لمجرد أن يمنعها من العودة إلى الاخضرار والنماء .


أطلقوا الرجل واكسروا قيـوده حتى لا يقضي قطار الموت على مَن تبقى من أحياء في هذا البلد .