سوريات يَرْوِين معاناتهنّ مع عودة نساء "داعش" في الشمال

سوريات يَرْوِين معاناتهنّ مع عودة نساء
صورة أرشيفية

تعيش السوريات في شمالي سوريا ظروفاً مؤلمة وخوفاً دائماً، حيث تفشي فيروس "كورونا" أجبرهن على البقاء في منازلهن، وعند خروجهن لشراء بعض احتياجات أسرهن تبدأ معاناة من نوع جديد، بسبب نساء تنظيم "داعش" اللاتي عاد معظمهن إلى الشمال السوري ويمارسن الإرهاب الفكري والتهديد رغم اعتقال أزواجهن أو قتلهم أثناء المعارك، بالإضافة إلى خروج المئات من نساء "داعش" من المخيمات التي يعشن فيها كأسر لعناصر تنظيم داعش في شمالي سوريا، خاصة مع تعطل عمليات عودة الداعشيات إلى بلادهن بسبب تفشي وباء "كورونا" عالميًّا ووقف رحلات الطيران إلى دول العالم كافة.
 
داعشيات هربن من سجنهن في شمالي سوريا وبقين لنشر أفكارهن


تقارير كشفت تمكن عدد كبير من "الداعشيات" السجينات من الهروب من سجنهن شمالي سوريا، والذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، وحاول عدد كبير من الداعشيات الوصول لأوروبا عبر تركيا فيما قرر عدد آخر البقاء في الشمال السوري لمواصلة نشر أفكارهن.


وكانت تركيا قد هددت أوروبا بإرسال داعشيّيها المسجونين شمالي سوريا حتى لو تم إسقاط الجنسية عنهم من قِبل بلدانهم الأوروبية، بحال لم يتم استعادتهم، وبالفعل أعادت عددا من عناصر "داعش"، كانوا مسجونين في سجون شمال سوريا وتمكنوا من الهرب ودخول الأراضي التركية.


وأكد مكتب الادّعاء العامّ الفيدرالي في العاصمة البلجيكية "بروكسل" والذي يتابع أخبار الدواعش البلجيكيين، قيام كلٍّ من تتيانا 27 عاماً، وبشرى 26 عاماً، ومعهما 6 أطفال، بتسليم أنفسهن إلى السلطات التركية طواعية، بعد نجاحهن في الهروب من معسكر "عين عيسى" القريب من الحدود السورية التركية، حسبما ذكرت صحيفة "ستاندرد" اليومية البلجيكية على موقعها بالإنترنت السبت.


وما زالت قوات كردية تسيطر على المعسكر المسجون فيه مئات الدواعش شمال سوريا، فيما تسعى القوات التركية إلى السيطرة على المكان.

 

ترويع وتهديد وحرق.. "الداعشيات" لم يتوقفن عن اعتناق أفكار أزواجهن


وتمارس الداعشيات من زوجات مقاتلي التنظيم الإرهابي بمخيم "الهول" الاعتداءات بشكل مستمر على سكان المخيم ويحاولن ترهيب سكانه، وذلك عَبْر طرق ووسائل عدة.


واعتدت مجموعة من النساء على طفلة باكستانية تبلغ من العمر 13 عاما لأنها لا ترتدي "البرقع" وهاجمتها النساء بالضرب حتى أدى ذلك إلى كسر برقبتها وظهرها وتعرضت لجروح عدة.


الاعتداء على الطفلة ليس أول حادث فسابقًا اعتدت هذه المجموعات المنتشرة بقطاع الأجانب بشكل خاص على طلاب كانوا متوجهين إلى المدارس بحجة أن المناهج تعود إلى أنظمة "مرتدة وكافرة".


كما وثقت شبكات إعلامية شجارا بين مجموعة نساء مع امرأتين من الجنسية الأفغانية أدى الشجار إلى فقدان وعي إحداهن ووقوع إصابات أخرى، وبحسب بعض المصادر فإن الخلاف كان مع ما يسمى "الحسبة" حول تجولهن في المخيم دائما دون سبب واضح.


وأكد ساكنو المخيم أن بعض حوادث الحرائق في الخيام مفتعلة من قِبل "نساء الحسبة" ضد من يخرج عن تعاليمهن ولا يلتزم بما يطلبونه من الجميع، حيث وثقت شبكات إعلامية احتراق أكثر من 35 خيمة خلال العشرة أيام الماضية.


نساء ما يسمى "الحسبة" تدار أعمالهن من بعض الأجنبيات وزوجات قياديين في تنظيم "داعش" حيث يحاولن صناعة ما يشبه جهازاً غير شرعي داخل المخيم للضغط على السكان وعلى نساء مقاتلي "تنظيم الدولة" الأخريات للالتزام بأفكاره.
 
الداعشيات أخطر من أزواجهن المعتقلين أو القتلى


تقول فاطمة هارون، 33 عاما، الداعشيات غير ملتزمات بالبقاء في المخيمات، طوال اليوم نقابلهن في الشوارع، يتعاملن كأنهن أصحاب حق في توجيه الانتقادات والتهديدات لنا ولأطفالنا أصبحنا معزولين في منازلنا خوفًا من كورونا، وإذا خرجنا لشراء أي احتياجات للمنزل نتلفت يمينًا ويسارًا خوفًا من الداعشيات.
وأضافت: 3 نساء منتقبات قابلتهن أمام متجر مواد غذائية، وأجبرنني على الوقوف وبدء الحديث معي بالنصح وأهمية العودة لصحيح الدين، أخبرتهن أنني درست شريعة وفقها، وما يقولونه ليس هو صحيح الدين، فتبدل حديثهن إلى التهديد المباشر وأخبرنني أن المرة الأولى فقط يقدمن النصيحة والثانية سيطبقون على شرع الله، فلا ثالثة عندهن حسب حديثهن، ودائمًا ما نشعر أنهن أخطر علينا من أزواجهن المعتقلين أو القتلى.
 
تتنوع أساليبهن في ابتزازنا  وإجبارنا على التبرع لدعم الإسلام


في السياق نفسه، تحدثت هند الخياط، 40 عاماً، قائلة، أعدادهن تزداد بشكل يثير القلق، وحولن حياتنا لجحيم، أصبحنا نخشى وجودهن بيننا أكثر من خشيتنا من فيروس "كورونا".


وتابعت، أتفاجأ بوجودهن أثناء سيري في الشارع ليتحدثن ويخبرنني من هن، ثم يطالبنني بأموال لدعم فقراء المسلمين، طلب التبرع أقرب للابتزاز والسرقة بالإكراه فيكون دائمًا بطريقة تهديد إذا لم أدفع إذن أنا لا أحب مساعدة الإسلام والمسلمين.


وأضافت بعضهن مازلن يحملن السلاح أثناء مرورهن في الشوارع ويخبرْنَنا أن أزواجهن المعتقلين سيعودون قريبًا لتطبيق الشرع علينا وإقامة دولة الخلافة هنا في بلادنا.