حصري.. "لبنان" ساحة تصفية حسابات "أردوغان" مع ماكرون

حصري..
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

أثارت تصعيدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تساؤلات عديدة حول مسار انتقام الأول من التصدي الفرنسي للأطماع التركية في شرق المتوسط.

وفي لهجة تهديدات حذر "أردوغان" من "العبث" مع أنقرة، خلال كلمة ألقاها السبت في إسطنبول لإحياء الذكرى الأربعين لانقلاب 1980. ويعتبر هذا أول تعليق لأردوغان يستهدف ماكرون مباشرة، بعد أن انتقد الأخير أنقرة بشدة فيما يخص مواجهتها مع اليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط، على خلفية التنقيب عن موارد الطاقة.

تصاعد التوتر بين "أنقرة" و"باريس"

منذ سنوات طويلة وتشتد الخلافات وتتصاعد بين البلدين، ووصلت إلى نفق مظلم في أكتوبر المظلم عندما انتقد ماكرون بشدة العدوان التركي الغاشم على الشمال السوري، وطالب حلف شمال الأطلسي بطرد تركيا؛ ما أدى إلى تبادل الاتهامات وحرب كلامية بين الرئيسين.

فيما تبادل البلدان سابقًا انتقادات حادة على خلفية لقاء مسؤولين فرنسيين عام 2018 عددًا من القادة السوريين الأكراد المدعومين أميركيًّا، بينما تستغل أنقرة حربها ضدهم لتوغل حروبها في سوريا. 

وفي ليبيا أيضًا يقف البلدان على طرفي نقيض؛ إذ تدعم أنقرة حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، بينما يرفض ماكرون التدخل التركي في ليبيا، فضلًا عن تحذيراته من التصعيد التركي في شرق المتوسط.

وقال أردوغان في كلمة متلفزة في إسطنبول خلال إحياء الذكرى الأربعين للانقلاب العسكري في 1980: "لا تعبث مع الشعب التركي، لا تعبث مع تركيا".

ودعا أردوغان اليونان إلى "الابتعاد عن تصرفات خاطئة" تدعمها دول مثل فرنسا في المياه المتنازع عليها بعدما دفعت مناورات بحرية أجرتها كل من أثينا وأنقرة في المنطقة الشهر الماضي، باريس إلى تعزيز تواجدها فيها.

وكان ماكرون قد انتقد أنقرة بشدة فيما يخص مواجهتها مع اليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط على خلفية التنقيب عن موارد الطاقة. وقال الرئيس الفرنسي الخميس: إن على الأوروبيين أن "يكونوا واضحين وصارمين ليس مع الشعب التركي بل مع حكومة الرئيس أردوغان الذي قام بتحركات غير مقبولة".

أردوغان يهدد الرئيس الفرنسي مباشرة

ووفقًا لمراقبين فإن خطاب "أردوغان" الأخير يعد تهديدًا مباشرًا لـ"ماكرون"، ولاسيَّما من خلال ما قاله "أردوغان" بأن أيام ماكرون في الحياة قليلة وعليه أن يعمل لبعد موته، بصرف النظر عن أن ماكرون شاب في مقتبل الحياة.

وهو ما رجح البعض بأنه تهديد تركي لحياة "ماكرون"، وعن نية الرئيس التركي في استغلال ميليشياته والمرتزقة لشن عملية إرهابية تهدد حياة الرئيس الفرنسي.

وربط المراقبون تلك التهديدات بتدخلات تركيا الأخيرة في الملف اللبناني، ولاسيَّما مع تكرار زيارات الرئيس الفرنسي إلى لبنان، لحلحلة الأزمة اللبنانية.

وأكدوا أنه من المتوقع أن يستغل "أردوغان" نفوذه في لبنان لتهديد حياة ماكرون خلال إحدى زياراته إلى بيروت. كما أن تدخل "ماكرون" بالأزمة اللبنانية يثير غضب "أردوغان" الذي يسعى لاستغلال الفوضى في لبنان بينما يقف له الرئيس الفرنسي في محاولة ضمان حماية القطب اللبناني من التدخل التركي.

سيطرة الأتراك على الشمال اللبناني 

فيما شهدت الأروقة السياسية في بيروت دخول تركيا على خط الملف اللبناني من بوّابة الأزمة الاقتصادية، مستغلّةً الأوضاع المعيشية التي تتدهور بشكل متسارع نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.

وفي هذا السياق، أشارت بعض المعلومات إلى "تورّط" تركيا في سلسلة أحداث حصلت في شمال لبنان في الفترة الأخيرة وتقديم الدعم لمجموعات تتلطّى بالمطالب المعيشية، فضلاً عن تمويل بعض أعمال تخريب شهدها وسط بيروت التجاري.

وأفادت تقارير عربية، متحدّثةً عن "استثمار" تركي ضخم في مناطق الشمال من بوّابة المساعدات الاجتماعية التي تُقدّمها أنقرة للبنانيين"، ولفتت إلى "أن أنقرة ومن خلال الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) تستغل الفقر والجوع في مناطق عدة، لاسيَّما في الشمال من أجل توزيع مساعدات معيشية عبر مكاتب استحدثتها في طرابلس وعكار.

استغلال النفوذ التركي في الشمال لتهديد فرنسا

فيما أكدت مصادر لبنانية أن "أنقرة" سوف تستغل نفوذها في الشمال اللبناني من أجل تهديد مصالح الفرنسيين، مستشهدة على ذلك بالقبض على متطرفين وعناصر إرهابية من قِبَل الجيش اللبناني موجودة على الحدود السورية.

أشارت المصادر، أن بداية انتشار الإرهاب إشارة على أن الرئيس التركي بدأ في مخططه ضد فرنسا عبر استهداف لبنان، في محاولة لإفشال الدور الذي يلعبه ماكرون لحل الأزمة اللبنانية، وضمان عودة الثقة الدولية والعربية في بيروت.