بين تعذيب الإصلاح وقصف "الحوثي".. نساء اليمن يُواجِهْنَ الموت

بين تعذيب الإصلاح وقصف
صورة أرشيفية

لم يمنع تفشِّي وباء "كورونا" حول العالم، ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران من مواصلة انتهاكاتها في حق الشعب اليمني، في استغلال واضح لانشغال المجتمع الدولي بمحاولة حصار الفيروس القاتل، حيث استهدفت ميليشيا الحوثي الإرهابية سجن النساء في محافظة تعز مما أدى لمقتل خمس سجينات وإصابة 28 أخريات لتكتمل جرائم عناصر الحوثي وتتطور بعد التعذيب والتنكيل إلى مرحلة جديدة وهي تصفيتهم جسديًا.
 
ميلشيا "الحوثي" تتحدى الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار


مصادر يمنية محلية أكدت أن ميليشيا الحوثي الإرهابية أطلقت 4 قذائف سقطت إحداها في قسم النساء بالسجن المركزي غرب محافظة تعز، مما تسبب في إصابة ومقتل العشرات من السجينات.


ويرى مراقبون أن ميليشيا الحوثي تتحدى الدعوات الأممية لوقف إطلاق النار بتصعيد عسكري غير مسبوق إذ إن الاستهداف الأخير جاء بعد أقل من يوم على استهداف منشأة نفطية في مأرب.


وخلال أقل من أسبوعين، أطلقت الأمم المتحدة 5 دعوات للأطراف المختلفة تطالبهم فيها بوقف إطلاق النار وتوحيد الجهود لمواجهة الانتشار المتحمل لفيروس "كورونا" الجديد، إلا أن ميليشيا الحوثي واصلت أعمالها الإرهابية.
 

ميليشيا الحوثي الإرهابية تتعمد التنكيل بـ "نساء اليمن"


النساء اليمنيات يدفعن ثمن إرهاب ميليشيا الحوثي غاليًا منذ أن اشتعلت الحرب في اليمن، الانتهاكات ضدهن لم تتوقف على مدار السنوات الطويلة الماضية، الجرائم التي يغض المجتمع الدولي عنها البصر مما تسبب في تزايد ارتكاب ميليشيا الحوثي لها.


وعلى مدار السنوات الماضية، حوَّلت  ميليشيا الحوثي عددًا من مباني صنعاء إلى سجون وحشية، تُمارس فيها أبشع صنوف التعذيب، وصفتها المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، بأنّها تفوق جرائم التعذيب التي في سجن جوانتانامو أو سجن أبو غريب بالعراق.
ورُصِد الكثير من الشهادات المروعة والمقززة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين، بحسب تقرير للمنظمة قال إنَّ القائمين على هذه الجرائم البشعة تجرَّدوا من إنسانيتهم وآدميتهم، بل ويتلذذون بما يمارسونه من إجرام وإيذاء لنساء ضعيفات لا حول لهن ولا قوة سوى الصراخ والتوسل للجلادين الذين نزعت من قلوبهم الرحمة.


وتواجه النساء الضحايا في أقبية السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في ميليشيا الحوثي ظروفًا مأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن، حتى أنّ بعض النساء الضحايا دخلن في حالات نفسية سيئة جراء التعذيب الممنهج والمتعمد لإذلالهن وامتهانهن وتدمير نفسيتهن.


ورصدت المنظمة الحقوقية عددًا من محاولات الانتحار لضحايا تلك السجون، فضلًا عن إصابة بعض المعتقلات والمختفيات قسرًا بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضن له.


ودعت المنظمة، المجتمع الدولي إلى تحرُّك عاجل لإغلاق هذه المعتقلات وإخضاع الضحايا لبرامج تأهيل نفسية، وبدء التحرك لمقاضاة القيادات الحوثية المتورطة في ارتكاب هذه الجرائم، التي تعد من الجرائم ضد الإنسانية في محكمة الجنايات الدولية.
وعبرت المنظمة عن أسفها واستنكارها لإعادة القيادي الحوثي المتهم بالوقوف وراء تلك الجرائم المدعو سلطان زابن إلى منصب مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي وتعيين المدعو "حسن بتران" مساعده في تلك الجرائم مديرا للبحث الجنائي في محافظة إب، وتوزيع بقية المتهمين في مناصب أمنية حساسة تمس أمن وكرامة وخصوصيات المواطنين بعد إدانة تلك القيادات بارتكاب هذه الفظائع والجرائم وإيقاف الإجراءات القضائية بحقهم.

 
العفو الدولية: انتهاكات الحوثي خرجت من السجون ووصلت للبيوت


تقارير لمنظمة العفو الدولية أكدت أن اعتداء ميليشيا الحوثي على نساء اليمن لا يتم داخل جدران السجون فقط، بل يمتد خارجها على شكل قيود شديدة تمارس على المرأة.


وتابعت المنظمة، أن النساء أكثر المتضررات في اليمن من الحرب الدائرة، وأكثر أفراد الشعب اليمني معاناة، فالمرأة في اليمن لا تستطيع السير وحدها في الشوارع، فإذا لم يرافقها أحد أقاربها تواجه سلسلة من المخاطر والانتهاكات عند نقاط التفتيش، تلك الانتهاكات التي تبدأ بحلق شعر الرأس، وتنتهي بالاعتقال أو القتل.


العفو الدولية أشارت في تقريرها أن النساء اليمنيات رغم الاعتداءات لا يستطعن حتى الشكوى، خوفًا من ردة فعل مسؤولي الأمن والمجتمع الذي يعتبر انتهاكاً ضد المرأة يمسّ شرفها وشرف عائلتها بالكامل.
 
لم أخرج منذ عامين بسبب تعرضي للتحرش في نقاط التفتيش الحوثية


تقول، فاطمة اليماني، الانتهاكات ضد نساء اليمن أصبحت أمرًا واقعًا، ولا نعرف لمن نشتكي، تفتيش النساء في الطرقات والأسواق أصبح أمرًا طبيعيا، بل تطور حاليًا إلى حالات تفتيش للنساء داخل منازلهن بعد اقتحامها، جارتي تعرضت للاغتصاب في منزلها تحت تهديد السلاح بعد تفتيش مفاجئ دون مبرر قانوني.


وتابعت فاطمة، لم أخرج من منزلي منذ عامين تقريبًا، فما تعرض له نساء أعرفهن على يد الحوثيين أصابني بالرعب، مضيفة، فأنا شخصيًا تعرضت لعدة انتهاكات، كنت أمر على إحدى نقاط التفتيش وأنا ارتدي حجابا كاملا يغطي وجهي ورأسي، تعالت أصوات ضحكات عناصر ميليشيا الحوثي وقاموا بأخذ حقيبتي وتفتيشها، ثم قام اثنان منهم بتفتيشي ذاتيًا وعندما اعترضت على قيامهم بتحسس أجزاء من جسدي، قاموا بالاعتداء علي بالضرب.


واختتمت فاطمة حديثها قائلة: "رويت لوالدتي ما حدث، فأمرتني بالبقاء بالمنزل حتى زوال الغمّة، مضيفة، "ميليشيا الحوثي تتعمد إهانة اليمنيات وامتهان كرامتهن وانتهاك حرماتنا دون رادع".
 
ميلشيا الحوثي قتلت زوجي وخطفت طفلي وأعيش فقط لحماية طفلي الأخير


في السياق نفسه، تقول، "هالة. و": انتهاكات الحوثيين تجاوزت تدمير المدن وقتل الأبرياء، أصبحت ممارسة كل أنواع الرذائل هواية لديهم يمارسونها ضد نساء الشعب اليمني، فاقتحام البيوت وانتهاك حرمتها أصبح حقاً اكتسبه عناصر الميليشيا الإرهابية.


وتابعت، لا أعرف إلى أي قبائل ينتمي هؤلاء الإرهابيون فهم ينتهكون كل الأعراف والعادات والتقاليد العربية والإسلامية دون رادع، ومن يعترض على أفعالهن سواء رجل أو امرأة يتم تصفيته جسديًا في الحال.


وقالت: زوجي قتل منذ 3 أعوام على يد عناصر ميليشيا الحوثي بعد أن حاول التدخل لحماية سيدة كانوا يعتدون عليها جنسيًا في الشارع ظهرًا، ومعي طفلان أسعى لتوفير احتياجاتهم بكل ما أوتيت من قوة، الآن أعيش مع طفلي في المنزل وأخشى الخروج به، وكذلك لا أستطيع البقاء في المنزل حتى لا نموت جوعًا، أما عن طفلي الثاني فخطفه الحوثيون من مدرسته منذ عام ولا أعرف حتى الآن أين هو، وهل مازال على قيد الحياة أم لا، والسبب الوحيد في بقائي على قيد الحياة حاليًا هو خشيتي أن أموت وأترك طفلي الثاني بلا حول ولا قوة في مواجهة هؤلاء الجناة.