أميركا وإيران والصراع الخفي

أميركا وإيران والصراع الخفي
مشعل أبا الودع الحربي

انتهى مؤتمر وارسو الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأميركية دول العالم لمناقشة التحديات المختلفة خاصة التهديدات الإيرانية في الشرق الأوسط وبدأ مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا الذي يتم تنظيمه سنوياً ويناقش التحديات الخاصة بمكافحة الإرهاب وتحديات أوروبا المختلفة التي تواجه القارة العجوز.

في وارسو تم التركيز على مواجهة إيران وتقليم أظافر النظام الإيراني، وفي ميونيخ تحدث مايك بنس نائب الرئيس الأميركي عن إيران وهاجم الأوروبيين بسبب علاقتهم مع إيران وعدم خروجهم من الاتفاق النووي كما فعلت الولايات المتحدة، لكن لماذا لم يتم التركيز على باقي أضلاع مثلث الشر قطر وتركيا؟ 


صحيح أن إيران هي الشيطان الأكبر في الوقت الحالي لكن خطورة قطر وتركيا لا تقل عن إيران، وإذا سقط نظام الملالي لوحده وبقي نظام الحمدين وأردوغان سوف يظل العالم يعاني من الإرهاب في ظل وجود هؤلاء الذين بذلوا كل جهودهم من أجل الإرهابيين، ووفروا لهم الدعم والسلاح لتدمير دول وتنفيذ عمليات إرهابية في الشرق الأوسط ووصلت هذه العمليات الإرهابية إلى أوروبا والولايات المتحدة.

تنظيم الحمدين يعمل ليل نهار على تنفيذ أجندة الملالي الخبيثة وشاهدنا دعم الحمدين لجبهة النصرة وداعش في سوريا ودعم الحمدين للحوثيين في اليمن في أعمال تدريبية واستخباراتية ضد دول التحالف العربي التي تقف ضد إيران في اليمن وضد مخططات الملالي الخبيثة؛ لذلك سعى تنظيم الحمدين على مهاجمة جيرانه في الخليج ودعم الخونة والمتآمرين ضد المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين لزعزعة أمن واستقرار الخليج لصالح تنظيم الملالي.

أردوغان إرهابي لا تقل خطورته عن الملالي وعن أبوبكر البغدادي وساعد تنظيم داعش في سوريا كثيرا وأسهم في دخول عناصر تنظيم داعش إلى سوريا والعراق عبر الحدود التركية.

تركيز مؤتمرات مهمة مثل وارسو وميونيخ للأمن علي إيران فقط وهناك باقي أضلاع مثلث الشر قطر وتركيا هو دليل على ازدواجية المعايير والتخبط في السياسة الدولية نتيجة مصالح الدول الكبرى مع قطر وتركيا، ومن المضحك أن نجد حضوراً قطرياً في هذه المؤتمرات التي تتحدث عن مواجهة الإرهاب وقطر هي الداعم الأكبر ضد إيران في الشرق الأوسط، ثم يخرج علينا محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر ليتحدث عن مكافحة للإرهاب ويكتب تغريدات على "تويتر" عن جهود قطر في مواجهة الإرهابيين، بينما يقبع أخطر قيادات الإرهاب في العالم بالدوحة والنصف الآخر في تركيا لذلك من وارسو إلى ميونيخ يا قلبي لا تحزن.


مشعل أبا الودع الحربي