ألغام "الحوثي" تنتزع أكباد أمهات اليمن

ألغام
صورة أرشيفية

أمهات مكلومات مخطوف من أحضانهن فلذات أكبادهن، ضحايا ألغام ميليشيا الحوثي الإرهابية، حيث يسقط يوميا ضحايا من المدنيين في الساحل الغربي لليمن والمناطق النائية الواقعة غربي تعز، بسبب الألغام التي زرعتها الحوثي.


وتتعمد ميليشيات الحوثي الإيرانية زرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي في الطرقات والمنازل والمزارع من المناطق التي تم طردها منها.
 
نصف مليون لغم في المحافظات المحررة


ووفقا للتقارير الحقوقية اليمنية والدولية، فإن الميليشيا زرعت أكثر من نصف مليون لغم في المحافظات اليمنية المحررة، بينها ألغام محرمة دوليا، أودت بحياة المئات من المدنيين وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين.


كما زرعت ميليشيا الحوثي مجموعة خطرة من الألغام البحرية بالقرب من خطوط الملاحة الدولية، لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، وعثرت الفرق الهندسية للجيش الوطني على ألغام بحرية بالقرب من جزيرة «مقرشة» في عرض البحر الأحمر، حديثة الصنع ومختلفة عن سابقاتها ومزودة بصواعق مغناطيسية تعمل على جذب وملاحقة الأجسام الحديدية وتفجيرها. 
 
عمار آخر ضحايا الميليشيا الإرهابية


الطفل عمار عكاش بطيط، البالغ من العمر 8 أعوام فقط، واحد من أولئك الأطفال الذين صادرت ألغام ميليشيا الحوثي الإرهابية، حقهم في الحياة.


بدأت قصة عمار عندما ذهب مع والدته لرعي الأغنام في الأرجاء القريبة من منزلهم، ولم يكن يعلم أن إحدى أدوات الموت التي زرعتها الميليشيات كانت له بالمرصاد.


وبدموع تعتصر القلوب، كشفت والدة عمار عن مشهد موته أثناء سيره بعد قطيع أغنامه القليلة، وأمام مرأى عينَيها، إذا بلغم حوثي ينفجر به ويهز أرجاء المكان بدويّه، ليُمزِّق جسد الطفل الحالم بالحياة إلى أشلاء.


نظيرة علي كراشي، والدة الطفل عمار، تحكي بمرارة وحرقة وألم ما جرى لفلذة كبدها أمام عينيها، حيث فقدت الوعي لحظة الانفجار، كما تروي مأساة عاشتها لن يمحوها الزمن، ولن يعوضها أحد عن خسارتها لطفلها.


وتتساءل والدة الطفل عمار: "ما ذنبنا نحن؟! نعيش حياة صعبة ولم نسلم من بطش الميليشيا وإجرامها؟ ما ذنب الأطفال عندما يتعرضون لجرائم الحوثيين؟".

أختي فقدت بصرها بعد فقدان طفلتها 


أما والدة أسماء، فكانت صعقة فقدانها لطفلتها الصغيرة ذات السبعة أعوام، أثرت عليها بأن فقدت بصرها من البكاء، تقول أم سلمى من تعز، خالة الطفلة: "ذهبت أسماء لكي تحضر خبزا لوالدتها ولكنها لم تعد".


وأضافت لـ"العرب مباشر": فقدت أسماء حياتها بسبب ألغام الميليشيا الإرهابية، ولم تعد مرة أخرى إلى أحضاننا، الصدمة خلفت أزمة صحية كارثية على شقيقتي، ففقدت بصرها من كثرة البكاء.


وتضيف أم سلمى: فقدنا كل شيء تحت سيطرة "الحوثي" تذهب أطفالنا ونخسر فلذات أكبادنا، ومن يحيا منهم لا نستطيع أن نتحمل معهم أعباء الحياة، أو نوفر لهم حياة كريمة.
 
بتر أقدامهما بسبب ألغام الشيطان 


نصر الله فرحان البالغ من العمر 13 عاما وناجي (11 عاما) نزحا مع أهاليهما من منطقة حريب نهم إلى مخيم الخانق سابقا قبل دخول الحوثيين إليه وإحراقه، ثم نزح الطفلان مع أسرتيهما إلى بير أبو لحوم بمديرية مجزر هربا من الموت بحثا عن حياة آمنة.


انفجر بهما اللغم الذي زرع ليترقب خطواتهما وصخب لعبهما جوار منزلهما بمنطقة بير أبو لحوم بمديرية مجزر غرب مأرب الآهلة بالسكان.


فالألغام التي زرعتها جماعة الحوثي لم تكن هدفا لإعاقة أفراد القوات الحكومية عن التقدم بل لإعاقة وقتل كل شيء وتخطف براءة الأطفال وتقتل النساء.


أفحم أصابع يد أحدهما، ترك خدوشا على أقدامه ووجهه بشظايا قاتلة، واخترقت أخرى فخذ الآخر النحيل لتعيقه طوال حياته دون علمه بسبب ما حدث له.


فكثيرة هي حوادث انفجار الألغام والمخلفات المتفجرة التي تركتها ميليشيا الحوثي وراءها، في العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل تحريرها في الساحل الغربي، وغيرها من مناطق البلاد المختلفة، وراح ضحيتها المئات من الأطفال، ومن لم تقتله تلك المتفجرات تقعده حبيساً لإعاقة دائمة مدى الحياة.
 
اتهامات وإدانات دولية


فيما اتهمت منظمة «أطباء بلا حدود»، الحوثيين بزراعة آلاف الألغام والعبوات المتفجرة في المزارع والطرقات في محافظتي الحديدة وتعز، كاشفة أن جميع ضحاياها من الأطفال.


وقالت المنظمة، في تقرير: إن فريقها الطبي عالج العام الماضي أكثر من 150 جريحاً أصيبوا بالألغام والعبوات المتفجرة، موضحة أن ثلث المصابين من الأطفال الذين كانوا يلهون في الحقول. وأكد التقرير أن جميع الجرحى أصيبوا بإعاقة دائمة.

وقالت رئيسة بعثة «أطباء بلا حدود» في اليمن كلير هادونغ: إن المدنيين يعاقبون عقوبةً مضاعفة، فالألغام لا تنفجر في أطفالهم فحسب، إنما تحرمهم من زراعة حقولهم، فقد فقدوا مصدر دخلهم وقوت أسرهم، داعية المنظمات المتخصصة في نزع الألغام والسلطات الحكومية في تعز إلى تكثيف جهودها في نزع الألغام في المنطقة.

وحذرت من أن خطر هذه الألغام سيظل على مدى عقود من الزمن، لافتة إلى أن المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في اليمن تمكن من انتزاع 300 ألف لغم خلال 3 أعوام، واستعرضت جملة من الشهادات التي تروي معاناة الجرحى من ضحايا الألغام الحوثية للوصول إلى المستشفيات، مؤكدة أن غالبية الضحايا يتوفون قبل وصولهم.